يأملون دخول "الديوك" دون قوتهم الضاربة.. التونسيون يتمسكون ببصيص أمل ويتوقعون مهمة غير مستحيلة أمام فرنسا

ما زال الأمل يحدو التونسيين من أجل بلوغ الدور الثاني لنهائيات كأس العالم المقامة حاليًا في قطر، بالرغم من الهزيمة الأخيرة المخيبة أمام أستراليا صفر-1، والأداء الباهت للعناصر التونسية، وكذا قوة الخصم الفرنسي -حامل لقب النسخة الماضية- وأحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب.

ويلاقي "نسور قرطاج" خصهم الفرنسي، بعد غد -الأربعاء- على أرضية ملعب المدينة التعليمية، في ختام مباريات المجموعة الرابعة، وبرصيدهم نقطة وحيدة من تعادل سلبي أمام الدانمارك وهزيمة أمام أستراليا، بينما يتصدّر "الديوك" الترتيب برصيد 6 نقاط، من انتصارين على كل من: أستراليا في المباراة الافتتاحية بـ4-1، والدانمارك بـ2-1.

لا مستحيل في الكرة

في الوقت الذي تبدو فيه حسابات بلوغ منتخب تونس للدور الثاني معقّدة، فإن العديد من الجماهير والمحلّلين التونسيين يتمسّكون بكل الحظوظ لتحقيق هذا الإنجاز للمرة الأولى في تاريخ الكرة في البلاد، إذ سيكون على زملاء يوسف المساكني الفوز، وانتظار نتيجة مباراة أستراليا والدانمارك، على أمل هزيمة الفريق الأسترالي أو التعادل.

هذا السيناريو يؤمن به اللاعب السابق لمنتخب تونس علي الكعبي، الذي خاض مونديال 1978 بالأرجنتين، حيث قال في تصريح لوكالة (رويترز) إن المهمة صعبة ضد بطل العالم ولكن ليست مستحيلة، خاصة وأن منتخب 78 تمكّن من إيقاف حامل اللقب -آنذاك- المنتخب الألماني، وكان قريبًا من الانتصار.

ويرى الكعبي أن البطولة الحالية شهدت مفاجآت عدة، ويعدّ أن مفتاح الفوز بالمباراة يكمن في الأداء الجماعي.

هل يريح ديشامب "قوته الضاربة"؟

ما يزيد من تفاؤل التونسيين بخصوص هذه المباراة -حسب بعض المحلّلين- هو إمكانية إراحة مدرب فرنسا ديدييه ديشامب، لعدد من اللاعبين البارزين بعد ضمان التأهل، خاصة النجم كيليان إمبابي وأنطوان غريزمان، إلى جانب عثمان ديمبيلي، والذين يشكّلون القوة الهجومية الضاربة لأبطال العالم.

ويعتقد متابعون أن هذا الأمر من شأنه أن يصبّ في مصلحة تونس إذا نجح فريق المدرب جلال القادري في استغلال ذلك.

France's forward #10 Kylian Mbappe celebrates with France's forward #07 Antoine Griezmann after scoring his team's first goal during the Qatar 2022 World Cup Group D football match between France and Denmark at Stadium 974 in Doha on November 26, 2022. (Photo by FRANCK FIFE / AFP)
إمبابي في عناق مع أنطوان غريزمان بعد تسجيل هدف الانتصار على الدانمارك (الفرنسية)

ومن المرتقب أن يعمد المدرب الفرنسي إلى إراحة الأسماء المذكورة، حتى يتفادى تعرضها للإصابة وتكون جاهزة في المواعيد القوية المرتقبة في الدور الثاني.

كما يملك أبطال العالم مجموعة من الخيارات الثقيلة في الخط الأمامي، التي لا تقل أهمية عن الأسماء المذكورة؛ على غرار كينغسلي كومان، الذي خاض دقائق قليلة في المباراتين الماضيتين.

لماذا لا نكرر سيناريو المغرب؟

في السياق نفسه، اتفق المحلل الرياضي عبد الوهاب بن رحومة مع الكعبي في أن حظوظ المنتخب الوطني ضئيلة للغاية، لكن كل السيناريوهات ممكنة، والكلمة الأخيرة للاعبين.

كما أضاف بن رحومة "نسبة كبيرة من طموحات التونسيين في التأهل للدور المقبل تلاشت بعد الهزيمة من أستراليا، لكن حتى وإن كان الأمل لا يتجاوز 5% فيجب على اللاعبين التمسّك به حتى النهاية وتحقيق الفوز".

ورغم أن المهمة أصبحت بعيدة المنال في تحقيق التأهل للدور الثاني -لأول مرة في تاريخ مشاركات تونس في كأس العالم- فإن الجماهير تطالب الفريق باللعب بندّية أمام فرنسا والتشبّث بالأمل.

ويبدو أن فوز المغرب على بلجيكا -الأحد الماضي- زاد من التفاؤل وضاعف مطالب التونسيين بمواجهة فرنسا بالروح نفسها والعزيمة التي ظهر بها الفريق أمام الدانمارك في الجولة الافتتاحية.

يُذكر أن المنتخب التونسي -الذي يشارك للمرة السادسة في تاريخ في نهائيات كأس العالم- يتذيّل ترتيب المجموعة بنقطة واحدة متساوية مع الدانمارك، بعد تعادلهما في الجولة الافتتاحية، بينما تأهلت فرنسا لثمن النهائي، وتتنافس المنتخبات الـ3 الأخرى على البطاقة الثانية، حيث تأتي أستراليا في المركز الثاني بـ3 نقاط.

المصدر : الجزيرة + رويترز