المطرب القطري ناصر الكبيسي للجزيرة نت: أغنية "ارحبو" حققت حلمي بالغناء في كأس العالم

عرفه القطريون من إطلالته المحببة إلى قلوبهم خلال حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية التي استضافتها البلاد عام 2006، وهو يؤدي الأغنية الوطنية الأشهر في البلاد "الله يا عمري قطر"، وبرز نجمه بعدها في مهرجان ليلة الأغنية القطرية ورسم بغنائه الدافئ البسمة على شفاه مستمعيه، وغمرهم بالأمل والتفاؤل وحب الحياة.

"الحلم أصبح حقيقة". بهذه الكلمات اسستهل الفنان القطري ناصر الكبيسي حواره مع الجزيرة نت عن مشاركته في أغاني بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، من خلال أغنية "ارحبو" (إحدى الأغاني الرسمية للمونديال)، معربا عن سعادته الغامرة بالنجاح الكبير الذي حققته الأغنية بعد شهرين من طرحها، والانتشار الواسع الذي حظيت به على المستويين القطري والعربي.

الكبيسي -المنحدر من أسرة فنية؛ فوالده من المهتمين بالغناء والشعر والموسيقى، أما أخوه الأكبر "فهد" فهو أحد أشهر الفنانين في البلاد حاليا- يرى أن فرص المنتخبات العربية قوية لتحقيق نتائج إيجابية في المونديال، وتمنى وصول المنتخب القطري إلى الدور ربع النهائي.

وتعد أغنية "ارحبو" -المستوحى اسمها من اللغة المحلية والثقافة العربية- واحدة من المقاطع الموسيقية التصويرية الرسمية لمونديال قطر، وتم طرحها باللغة الإنجليزية من أداء الفرنسي ميتر جيمس، وأوزونا من بورتوريكو، ومن ثم صدرت الأغنية نفسها باللغة العربية، من أداء كل من القطري ناصر الكبيسي والسعودي عايض يوسف والكويتية حنين حسين، وتعكس الأغنية طيب الترحاب في قطر.

وفي ما يلي نص الحوار:

• ما الذي تمثله لك المشاركة في أغنية "ارحبو" كإحدى أغاني مونديال قطر؟

هذه المشاركة بمثابة الحلم الذي أصبح حقيقة، ففي صغري شاركت في حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية 2006 التي نظمتها دولة قطر، ومنذ الفوز باستضافة كأس العالم عام 2010 وأنا أحلم بهذا الشرف الذي أفتخر به كثيرا.

• كيف ترشحت للمشاركة في الأغنية؟

الأغنية من كلمات الشاعر العماني حميد البلوشي، ومن ألحان الملحن المغربي السويدي العالمي ريدوان، ورُشحت للمشاركة في هذا العمل من جانب فريق عمل الأغنية الكاتب والملحن.

• ما شعورك بعد المشاركة في إحدى أغاني مونديال قطر؟

صراحة كان لي الفخر كفنان قطري أن أشارك في هذه الأغنية، وأن أكون ضمن هذا العمل الذي لقي استحسانا كبيرا من الجميع وانتشارا واسعا، سواء في قطر أو على المستوى العربي.

• حدثنا عن كواليس تصوير أغنية "ارحبو "؟

تم تصوير العمل في أكثر من مكان في قطر؛ مثل مشيرب ولوسيل وكتارا، وشعرت بأن هذا العمل قريب من العرب ككل؛ مشجعين ومواطنين ومقيمين.

كما أن مشاركتي مع فنانين مميزين مثل الفنان السعودي عايض يوسف والفنانة الكويتية حنين حسين خلق "كيمياء جميلة جدا"، وأسهمت في إخراج العمل بصورة جميلة، وجعله قريبا إلى قلوب الجميع.

• كيف كانت أجواء تصوير أغنية "ارحبو"؟

الأجواء كانت مونديالية، وصورنا العمل في منشآت ستستخدم خلال بطولة العالم قطر 2022، وأبرزها مترو الدوحة، وكنت أشعر بأجواء المونديال أثناء تصوير الأغنية، وأشعر بها أكثر حاليا كلما أستمع للأغنية سواء في المحلات التجارية أو على شاشات التلفزيون.

• ما الرسالة التي تقدمها أغنية "ارحبو"؟

الأغنية تعكس طيب الترحاب في قطر، وتقدم رسالة إلى العالم بأن الجميع مرحب به على أرض قطر خلال بطولة كأس العالم، كما تعطي لمحة عما يمكن أن يتوقعه الجمهور خلال الحدث العالمي الذي سينطلق بعد أيام قليلة؟

• هل هناك أعمال أخرى لك في مونديال قطر؟

أغنية "ارحبو" ليست المشاركة الوحيدة لي في مونديال قطر 2022، وهناك أعمال خلال البطولة سيتم بثها، وغير مصرح لي بالحديث عنها في الوقت الحالي.

كما أنني سأتواجد في بعض الحفلات الغنائية والمهرجانات التي ستقام على هامش هذا الحدث العالمي الكبير.

• هل تسهم أغاني مونديال قطر في مزج الثقافات وتقريب الشعوب؟

نعم، صحيح؛ فأغنية "ارحبو" من ألحان الملحن المغربي السويدي ريدوان، وهو من أشهر الملحنين في العالم، وأضاف للأغنية اللمسة العربية بحكم نشأته المغربية، كما أن تواجده في قطر فترة طويلة أسهم في تشربه الثقافة القطرية ومعرفته بآلاتها المتنوعة، لذلك حاول أن يدمجها مع الثقافة الغربية.

وعند سماع أغنية "ارحبو" تلاحظ أن فيها دمجا غريبا وعجيبا في الإيقاعات؛ فإيقاعاتها كلها خليجية عربية، ولكن تم دمجها بذكاء مع الألحان الغربية، كما أن الأغنية لها نسخة إنجليزية.

• أغنية "ارحبو" لها نسختان: عربية وإنجليزية، فأيهما تفوقت من وجهة نظرك؟

شهادتي مجروحة في هذا الأمر، ولكن نحن كثقافة عربية نتفوق على الثقافة الغربية في الفنون من حيث التنوع الثقافي العربي، لأن عندنا تجذرا في الموسيقي منذ عصور، فعندما ندمج الغربي مع العربي يكون سهلا للعربي، لذلك فالأمر يعد سهلا بالنسبة لي أن أغني ألحانا غربية.

ونحن كعرب نسمع الأغاني العربية أكثر، والنسخة العربية من "ارحبو" حققت نجاحا كبيرا في الوطن العربي، ولاقت إعجابا، وهو ما ظهر من خلال قيام كثيرين بغنائها، خاصة أن معانيها أقرب لنا ولمست قلوبنا، كما أن الأطفال يرددونها في المدارس، هو أكبر دليل على نجاحها.

• ماذا يمثل مونديال قطر بالنسبة لك؟

مثل أي عربي وقطري فخور بمونديال قطر، وأتمنى أن يكون من أجمل نسخ بطولات كأس العالم على مدار تاريخها إن لم يكن أجملها، وأرى أن ضيوف قطر وزوارها خلال فترة البطولة سيعايشون أجواء مبهرة وفريدة من نوعها خلال نسخة مونديال قطر.

• ما أمنياتك لمنتخب قطر والمنتخبات العربية خلال المونديال؟

أتمنى التوفيق لكل المنتخبات العربية: قطر والسعودية والمغرب وتونس، وأن تقدم أفضل ما لديها في ظل امتلاكها حظوظا قوية ودعما ومساندة جماهيرية كبيرة، خاصة أن البطولات العالمية لا تقاس نتائجها باللاعبين أو الفريق الفني فقط، ولكن قد تحدث مفاجآت غير متوقعة في كرة القدم.

وبغض النظر عن المنافسين في مجموعة قطر -سواء كانت هولندا أو السنغال أو الإكوادور- فإنني أتمنى تأهل المنتخب القطري إلى الدور ربع النهائي أو تخطي الدور الثاني على الأقل.

• ما علاقتك بكرة القدم؟

علاقتي بكرة القدم قوية جدا، فقد كنت لاعب كرة قدم وتنس أرضي، وسبق أن لعبت فترة قصيرة في نادي الغرافة في طفولتي، ولكنني أحب نادي العربي وأشجعه على المستوى المحلي، وأشجع أرسنال عالميا.

• كيف أثر المونديال على الفن والثقافة في قطر؟

أسهمت كأس العالم قطر 2022 -سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة- في إحداث نهضة للأغنية القطرية والفن بشكل عام، خاصة أن الفن والثقافة يعدان جزءا رئيسيا ومهما من الرياضة، لا سيما كرة القدم، التي تتميز بشهرة وانتشار واسعين عن بقية الرياضات.

والفن القطري فرض نفسه بقوة في الموسيقي التصويرية الغنائية لمونديال قطر، كما أنه سيتواجد خلال الفترة المقبلة سواء داخل الملاعب أو خارجها، خاصة ما يتعلق بالعروض الغنائية والاستعراضية في مناطق تجمع الجماهير.

• هل تحضر لطرح أعمال غنائية جديدة في الفترة المقبلة؟

للأسف مع ضغط العمل وبطولة كأس العالم قطر 2022، هناك أكثر من عمل تم تأجيله بحكم البطولة، ولكن بعد المونديال ستكون هناك أعمال أقدمها بصورة مستمرة، وسأحاول قدر استطاعتي أن أقدم كل الأعمال المتأخرة، وأتمنى أن تخرج بصورة تلقى استحسان الجمهور.