27 ألف متطوع من الهلال الأحمر القطري جاهزون لخدمة ضيوف مونديال 2022

متطوعو الهلال الأحمر القطري يتعاملون مع كافة الفئات العمرية بالمجمتع .. الصورة من مؤسسة الهلال الأحمر القطري
متطوعو الهلال الأحمر القطري يتعاملون مع كافة الفئات العمرية بالمجتمع (الجزيرة)

الدوحة – تشكّل بطولة كأس العالم 2022 حدثا كبيرا ليس فقط لدولة قطر أو منطقة الشرق الأوسط، مما يعني ضرورة التجهيز لها بشكل خاص واستثنائي من قبل العديد من مؤسسات الدولة.

ويبرز دور مؤسسة الهلال الأحمر القطري التي سيكون لها دور هام في تنظيم الحدث العالمي الكبير من خلال آلاف المتطوعين، الذين سيعملون على خدمة ضيوف المونديال في العديد من المواقع مثل التنظيم خارج الملعب وفي محطات مترو الدوحة المختلفة وغيرها من المواقع.

الجزيرة نت رصدت استعدادات الهلال الأحمر القطري، التي بدأت منذ مدة طويلة من أجل المساهمة في نجاح أكبر حدث عالمي رياضي.

شروط وأعداد المتطوعين

كشفت مديرة قطاع التطوع والتنمية المحلية بالهلال الأحمر القطري منى فاضل السليطي، في تصريحات خاصة للجزيرة نت، أن أعداد المتطوعين الملتحقين بالهلال الأحمر في تزايد مستمر، وبلغ عددهم نحو 27 ألف متطوع.

وحددت مؤسسة الهلال الأحمر عددا من الشروط لقبول المتطوعين بالنسبة لمهمة القطارات في مترو الدوحة، على سبيل المثال، منها إتقان لغتين أو أكثر، والقدرة على العمل تحت الضغط، والقدرة على التواصل مع الجمهور، والتمتع بالحس الأمني، وألا تقل خبرة المتطوع عن سنتين في خدمة العملاء، وأن يكون ضمن الفئة العمرية من 18 عاما لغاية 45 عاما ولائقا بدنيا، وأن يكون حاصلاً على جرعتي لقاح فيروس كورونا، ومجتازا للفحص الطبي، بجانب الالتزام بعدم الإدلاء بأي تصريحات لأي وسيلة إعلامية، وأن يكون حسن السيرة والسلوك، واجتاز فحص الخلفية الأمنية بنجاح وفقاً للإجراء المعمول به في الدولة.

منى فاضل السليطي - الجزيرة
منى فاضل السليطي: تجربة كأس العرب كانت فرصة لصقل مهارات متطوعينا (الجزيرة)

أدوار المتطوعين

وتتمثل أدوار المتطوعين خلال كأس العالم 2022 في تقديم خدمة العملاء في محطات المترو من إرشاد وتوجيه الجمهور إلى مختلف المحطات والوجهات، ومن ضمها الملاعب والمجمعات التجارية والأماكن السياحية وغيرها.

كما يتم تحديد طبيعة المهام من طرف الشريك الطالب للخدمة التطوعية بما يتناسب ومؤهلات المتطوعين، وهي بالأساس مهام ذات علاقة مباشرة بطبيعة كأس العالم. ويتم تدريب المتطوعين عليها كل بحسب المطلوب منه.

وخضع المتطوعون بالهلال الأحمر لعدة دورات تدريبية متخصصة في مجال أمن وسلامة الملاعب، وقالت منى السليطي في هذا الشأن "لقد كانت تجربة كأس العرب فرصة لصقل مهارات متطوعينا واكتساب خبرات في طرق التعامل مع فئة الجمهور الرياضي وخدمته".

وأضافت "سجلنا نقلة نوعية في المشاركة الميدانية عام 2021، ولأول مرة في تاريخ التطوع يتم تدريب المتطوعين على الأمن والسلامة، وتتم الاستعانة بهم في بطولة من الوزن الثقيل، كما أنها كانت فرصة لتلقي تدريب تخصصي بمعايير دولية، وأصبح لدى متطوعينا خلفية واضحة عن المهام الميدانية في مجال الرياضة، كما أننا حرصنا على تفعيل ورشات تدريبية في تأهيل المتطوعين إلى مصاف القادة، ونحن نراهن عليهم للإسهام في نجاح هذا الحدث الكروي المتفرّد".

دور كبير منتظر للهلال الأحمر القطري في كأس العالم المقبلة..الصورة من مؤسسة الهلال الاحمر
دور كبير منتظر للهلال الأحمر القطري في بطولة كأس العالم المقبلة (الجزيرة)

خبرات سابقة

الخبرات السابقة التي اكتسبها المتطوعون بالهلال الأحمر القطري سيكون لها دور مؤثر في خدمة ضيوف المونديال المقبل، خاصة أن مشاركتهم في كأس العرب 2021 مثلت اختبارا جديا قبل كأس العالم المقبلة.

ويتطلع الهلال الأحمر الذي تأسس في مارس/آذار 1978، إلى مشاركة متميزة تعتمد على أفضل الخبرات والمهارات المكتسبة، خاصة أن العمل التطوعي شهد خلال السنوات الخمس الأخيرة تطورا كبيرا وإقبالا متزايدا، وذلك منذ جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، ثم بعد ذلك، جاءت كأس العرب 2019 لترسخ مفهوم التطوع وتبرز دوره الرائد في مختلف المجالات.

ويسعى الهلال الأحمر القطري لترك إرث في مجال التطوع للأجيال القادمة، يعتمد على أنجح وأهم التجارب وقصص النجاح، وتقول منى السليطي "في البداية تعاملنا مع وضع وبائي هو فيروس كوفيد-19، الذي سمح لنا بأن نسلط الضوء على أهمية المتطوعين في المجتمع، ومنذ تلك الفترة، تزايدت أعدادهم وتم تطوير إستراتيجية استقطابهم وتدريبهم، وباتت مشاركتهم فاعلة في مختلف المجالات".

وأضافت "كما أن إعطاءهم فرصة خوض المجال الرياضي، فتح للشباب والشابات في قطر آفاقا أكبر في مجال العمل التطوعي، ونتطلع الآن لمساهمتهم القيّمة في كأس العالم 2022 ليكون الحدث استثنائيا كما تطمح له قطر".

تنسيق مع الجهات المعنية

وتحضيرا لكأس العالم، ينسق الهلال الأحمر القطري مع العديد من الجهات المعنية بتنظيم هذا الحدث العالمي، وقالت منى السليطي "حرصنا أن نكون شركاء إستراتيجيين مع كل المتداخلين في تنظيم كأس العالم من خلال إدارة التطوع واللجنة الأمنية ومترو الدوحة، ونحن على استعداد تام لتلبية أي مطالب في هذا الشأن".

وأضافت "عملنا خلال عام 2022 على تدريب أكبر عدد ممكن من المتطوعين ضمن مسارات متوازية منها متطوع ومشرف وقائد، وذلك استعدادا لأي طلب بتنفيذ مهام تطوعية تخص البطولة".

وتابعت "وجود متطوعي الهلال الأحمر القطري مع الفيفا وفي محطات المترو وغيرها من الأماكن الحيوية، يميزنا لنوعية الخدمات التطوعية المقدمة وجودتها، وسنبذل قصارى جهدنا لنكون جزءا من مشهد النجاح الباهر الذي ينتظره كل العالم وسيخلّد اسم قطر عاليا".

المصدر : الجزيرة