العراقي حسين العنكوشي.. استثمار رياضي وأسئلة سياسية

هناك طموحات كبيرة في تحويل نادي الديوانية إلى مؤسسة استثمارية - الجزيرة نت
طموحات كبيرة لتحويل نادي الديوانية إلى مؤسسة استثمارية (الجزيرة نت)

جدل واسع بين الأوساط الرياضية أثاره السياسي ورجل الأعمال العراقي حسين العنكوشي بعد دخوله المجال الرياضي من خلال استثماره في نادي الديوانية الصاعد حديثا لدوري كرة القدم العراقي.

ويحاول العنكوشي العمل ضمن إطار احترافي عالمي، من خلال الاستثمار في الرياضة، بإنشاء الملاعب واستقطاب لاعبين من عدة دول لمنافسات الدوري العراقي، إضافة إلى تحديث آلية تسويق الفريق وصناعة هويته.

وفي المقابل، يرى منتقدون أن خطط العنكوشي مرتبطة بأجواء الانتخابات ومحاولات كسب ود الشباب واستقطابهم من خلال الرياضة لأغراض سياسية.

مشروع العنكوشي

نشأ العنكوشي في محافظة الديوانية، وأسس شركة للمقاولات والتجارة العامة، وبدأ نشاطه التجاري منذ عام 2005، عندما كان في المرحلة الأولى بكلية الحقوق في بغداد.

وحول أسباب دخوله لنادي الديوانية واستثماره يقول العنكوشي للجزيرة نت، إنه أراد دعم نادي مدينته واستجاب للجماهير التي طرقت بابه، مؤكدا أن الاستثمار الرياضي يعتبر من أهم أنواع الاستثمار، وهذا ما رآه خلال سفره في أوروبا وأميركا.

وحول قيمة الأموال التي صرفها على النادي حتى الآن، أكد أنها تجاوزت 3 ملايين دولار، وتوقع أن يصل الرقم إلى 5 ملايين دولار في نهاية الموسم، وأوضح أنه يستعد لاستثمار 15 مليون دولار في الملعب ومنشآت رياضية أخرى للفريق.

العنكوشي نفى دخوله الرياضة لأغراض سياسية كما يشاع عنه - الجزيرة نت
العنكوشي نفى دخوله الرياضة لأغراض سياسية (الجزيرة نت)

وأعرب العنكوشي عن أسفه للهجوم الإعلامي الذي استهدفه من طرف البعض، ونفى أي علاقة في استثماره بالسعي لتحقيق مكاسب انتخابية.

من جانبه، أشاد الإعلامي الرياضي صفاء خليفة بتجربة العنكوشي، وقال إنها أضافت نكهة خاصة للدوري العراقي بغض النظر عن الأخطاء التي يقع فيها "إعلاميا"، متمنيا استنساخها مع الأندية العراقية الأخرى.

في حين يرى الأكاديمي الرياضي الدكتور فراس عبدالحميد أن العنكوشي لا علاقة له بالرياضة ولكنه رجل متمكن ماديا دخل في هذا المجال لأهداف خاصة به، ومن غير الصحيح أن يسيطر على رأس الهرم الإداري للنادي ويتحكم بمقدراته، وطالبه بترك الأمر لأهل الاختصاص والاكتفاء بالدعم المادي وتوفير ما يحتاجونه لتحقيق الإنجاز.

نادي الديوانية

وكان حال نادي الديوانية قبل طرحه للاستثمار كحال بقية أندية المحافظات العراقية، وهي أندية أهلية تعتمد على المنح التي تعطيها وزارة الشباب والرياضة بين فترة وأخرى إضافة إلى مساهمة بعض الميسورين في المدينة، فضلا عن بعض العائدات البسيطة التي تأتي للنادي من المحلات التجارية وغيرها، لكنها لم تكن تكفي الاحتياجات المادية للنادي، بحسب مدير المكتب الإعلامي السابق لنادي الديوانية علاء البصري.

وبيّن البصري للجزيرة نت أن الوضع المادي للنادي كان صعبا، مستذكرا إحدى الزيارات إلى محافظة البصرة حيث لم يستطع النادي دفع تكلفة ليلة واحدة في الفندق، ورفض صاحب الفندق مغادرة الفريق قبل تسديد الأموال، وبمساعدة أحد الميسورين هناك تم دفع المبلغ للفندق، وهذه حالة واحدة من حالات كثيرة مرت على النادي.

عبدالحميد يرى أن العنكوشي ليس رياضيا ودخل في هذا المجال لأهداف خاصة به - الجزيرة نت
عبدالحميد يرى أن العنكوشي ليس رياضيا ودخل هذا المجال لأهداف خاصة به (الجزيرة نت)

ولفت البصري إلى أنه وبعد تولي العنكوشي رئاسة النادي تغير الوضع بشكل كلي، حيث تكفل بدفع رواتب اللاعبين والمدربين وكل العاملين، بل ذهب أكثر من ذلك ولأول مرة في تاريخ نادي الديوانية يقام له معسكر خارجي استعدادا للدوري الممتاز، أقيم في مصر لمدة 10 أيام تخللته مباريات ودية، إضافة إلى استقطاب محترفين لأول مرة.

وكشف عن تعاقد النادي مع كادر تدريبي برازيلي لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة، مع طموحات كبيرة لتحويل النادي إلى مؤسسة استثمارية وبناء ملعب جديد وإضافة المنشآت التجارية وإيجاد منافذ دعم مادي من خلال الاستثمار.

تداخل قديم

من جانبه، يرى الأكاديمي والباحث في العلوم الرياضية الدكتور علي سعد أن التداخل بين الرياضة والسياسة ليس جديدا على الشارع العراقي.

ويرى سعد أن تجربة العنكوشي جيدة من جهة إقبال رجالات الاقتصاد على العمل الرياضي وتحقيق مفهوم الاقتصاد الرياضي والصناعة الرياضية، ولكن تلك الفكرة تحتاج لسنوات طويلة حتى تنضج في الشارع الرياضي.

واعتبر أن العنكوشي قد يخسر الكثير من القاعدة الجماهيرية التي اكتسبها بفضل استثماره الرياضي، وذلك بسبب القرارات السياسية والحزبية التي لا ترضي تلك الجماهير.

من جانبه، يقول الكاتب علي العبودي إن الرياضة مختبر لصناعة السياسة في أكثر الأحيان، ويضيف للجزيرة نت أن السياسة تدخل في عمق الرياضة ولا يوجد خط بينهما، ومن أمثلة الرياضات التي لها التأثير الكبير هي كرة القدم التي باتت منذ عقود إحدى أذرع الدبلوماسية الدولية لفض النزاعات السياسية وبمباركة من الاتحاد الدولي للعبة نفسه.

المصدر : الجزيرة