دعم النادي أم السيطرة عليه؟.. خلفيات الاتفاق بين الزمالك ووزارة الإنتاج الحربي

وقعت اللجنة المؤقتة التي تدير نادي الزمالك المصري بروتوكول تعاون مع وزارة الإنتاج الحربي من أجل "طفرة إنشائية ورياضية".

ولم تكشف وزارة الإنتاج الحربي أو نادي الزمالك عن "طبيعة المشروعات" التي ستنفّذها، خاصة أن البيان المشترك الصادر من الطرفين قال إن التعاون "سيسهم في إحداث طفرة إنشائية ورياضية في النادي".

وعلمت الجزيرة نت أن هذا البروتوكول سوف يسهم في بناء فرع السادس من أكتوبر، وستنجز تصميمات جديدة بدلا من التي كانت في عهد المجلس السابق برئاسة مرتضى منصور.

تم الان بوزارة الدولة للانتاج الحربي توقيع برتوكول انشاء ستاد ونادي الزمالك بأكتوبر..👏🏼👏🏼👏🏼 pic.twitter.com/4hOOhemfhE

— Mido (@midoahm) January 31, 2021

وقال مصدر أمني -للجزيرة نت- إن بروتوكول التعاون بين الزمالك ووزارة الإنتاج الحربي خطوة تدخل في نطاق "عسكرة الأندية" التي بدأت بنوادي "سيتي كلوب" (City Club)، وستصل لاحقا إلى الأندية الشعبية.

وأضاف المصدر أن "نادي الزمالك يديره الآن 3 مستشارين ورئيسهم هو رئيس هيئة القضاء العسكري السابق، المستشار لواء عماد عبد العزيز، ومن ثمّ سيسهل أمر عسكرة النادي والفريق بشكل تدريجي".

وأشار المصدر إلى أن توقيع لجنة إدارة نادي الزمالك ووزارة الإنتاج بروتوكول تعاون بمبالغ ضخمة يعدّ مخالفة صريحة وواضحة للقانون، لأنه لا يجوز للجنة مؤقتة -وفقا للقانون- إبرام عقود تجارية واستثمارية ومشروعات تمتد إلى سنوات، والأصل أن تهتم اللجنة بتسيير عمل النادي إلى حين انتخاب مجلس إدارة من قبل الجمعية العمومية.

وأضاف أنه في حالة توقيع عقود استثمارية فلا ينبغي أن تتجاوز مدتها مدة وجود المجلس، أو أقرب انتخابات، أو أقرب بطولة أولمبية، ويلزم أن تكون تحت إشراف وزارة الرياضة والجهاز المركزي للمحاسبات، مع إعلان مزايدة أو مناقصة، وافتتاح العروض في مزاد علني، لكن ما حدث مخالف لكل ما ذُكر من بنود قانون الرياضة.

وتابع "أُسند بناء الملعب الجديد ومقر النادي الجديد في مدينة 6 أكتوبر إلى وزارة الإنتاج الحربي التابعة للقوات المسلحة، وبالأمر المباشر في مخالفة واضحة وصريحة للقانون، بل وبمباركة مجلس الوزراء".

ورفض المستشار عماد عبد العزيز -رئيس اللجنة المؤقتة لإدارة نادي الزمالك- الإفصاح عن بنود الاتفاق مع وزارة الإنتاج الحربي، المتعلقة ببناء الفرع الجديد، كما رفض الإجابة عن سؤال -للجزيرة نت- بشأن مشروعية دخول اللجنة المؤقتة في مشروع ضخم مع وزارة سيادية بالأمر المباشر بالمخالفة للقانون.

وطرحت الجزيرة نت أسئلة على أعضاء اللجنة، على هامش المؤتمر، "كيف سيسدد النادي الأموال المتفق عليها في البروتوكول، وما مصادرها؟"، و"هل للجمعية العمومية الحق الأصيل في الموافقة أو الرفض لمشروع ضخم مثل هذا وفقا لقانون الرياضة الجديد؟"، لكن أعضاء اللجنة رفضوا الإجابة عنها.

وواصل المصدر الأمني تصريحاته قائلا إن هذا الاتفاق أُسند بالأمر المباشر إلى جهة سيادية، وهو أمر مخالف للقانون، ولكن وزارة الإنتاج الحربي ترغب في حق الانتفاع بملعب الزمالك الجديد وعضويات أعضائه في فرع أكتوبر.

وأضاف "ستهدر كثير من الأموال في هذا المشروع، إذ ستنجز وزارة الإنتاج الحربي تصميما جديدا للملعب المزمع بناؤه، وتصميما جديدا لنادي الزمالك فرع 6 أكتوبر، رغم وجود تصميم سابق نفذه المهندس العراقي نبيل حراز؛ بدأ به عام 2015، وسلّمه إلى مجلس مرتضى منصور عام 2017″.

ولفت إلى أن تأخر مجلس مرتضى منصور في بناء الملعب الجديد كان مخططا ولم يكن إهمالا من جانبه، فقد كانت ترغب الدولة في دخول هيئة الإنتاج الحربي والقوات المسلحة المصرية للفوز بـ"كعكة البناء، وتحصيل رسوم العضويات الجديدة" بدلا من الشركات المدنية.

واختتم حديثه بالقول إنه "توجد مشاورات الآن بين جهات عليا لاستمرار لجنة اللواء عماد عبد العزيز وتوفير كل سبل النجاح له، كي تطالب الجماهير البيضاء باستمراره، وتصوير نجاحه في وسائل الإعلام على أنه نجاح للقوات المسلحة المصرية؛ لأن رئيس النادي رجل عسكري، كما نجحت في توفير ملعب الإنتاج الحربي للأهلي سابقا".