السمكة "مصاصة الدماء" تغزو بحيرات أميركا العظمى

سمكة اللامبري، المعروفة بأنها سمكة طفيلية تتغذى على دماء فرائسها، تنتمي إلى المحيط الأطلسي بشكل أصلي. ومع ذلك، أصبحت الآن تشكل تهديدا رئيسيا في البحيرات العظمى بالولايات المتحدة

Sea Lamprey
البحيرات العظمى الأميركية تشهد عودة لانتشار سمكة اللامبري مصاصة الدماء (شترستوك)

أفادت تقارير إخبارية بعودة سمكة "مصاصة الدماء" للظهور مجددا في البحيرات العظمي بالولايات المتحدة. وتمتلك هذه السمكة الطفيلية صفوفا من الأسنان الدائرية وتتغذى على دماء ضحاياها.

وتعرف هذه السمكة علميا باسم "الجلكى البحرية" أو "اللامبري" (Sea lamprey). وطبقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (National Oceanic and Atmospheric Administration) الأميركية، فإن سمكة اللامبري هي من بين أقدم أنواع الفقاريات، وهي سمكة طفيلية موطنها الأصلي المحيط الأطلسي الشمالي والغربي. ونظرا لتشابه هياكل أجسامها مع الأسماك الثعبانية، يطلق على اللامبري اسم "أسماك اللامبري الثعبانية"، وهو اسم غير دقيق.

ولا تمتلك اللامبري حراشف أو زعانف أو أغطية خياشيم. وتشبه هياكلها هياكل أسماك القرش، حيث تتكون عظامها من الغضاريف.

غير أن الصفة التشريحية التي تجعل اللامبري مصاصة سفاكة للدماء تتمثل في فمها مستدير الشكل والمجهز بقرص للشفط، والمحاط بأسنان حادة متينة تمكنها من الإمساك بفرائسها. وتستخدم اللامبري لسانها الخشن لتنقر لحم فريستها، ومن ثم تتغذى على دمها وسوائل جسمها. وتقتل سمكة اللامبري بمفردها ما يعادل 18 كيلوغراما من الأسماك سنويا.

تشهد البحيرات العظمى الأمريكية عودة لانتشار سمكة اللمبري مصاصة الدماء (الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي)
الفم المستدير المجهز بقرص للشفط وأسنان حادة يساعد السمكة على الافتراس (الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي)

سمكة غازية

وغزت سمكة اللامبري البحيرات العظمى (وهي بحيرات سوبريور وميشيغان وهيورون وإيري وأونتاريو) في الثلاثينيات من القرن الـ19 عبر قناة ويلاند، التي تربط بين بحيرتي أونتاريو وإيري.

وخلال عقد واحد فقط، وصلت هذه السمكة لجميع البحيرات العظمى الخمس في الولايات المتحدة، حيث بدأت بسرعة في افتراس أسماك تلك البحيرات، بما في ذلك سمك السلمون المرقط والبياض والفرخ الأوروبي وسمك الحفش. وفي غضون قرن واحد فقط، انهارت مصايد السلمون المرقط بسبب انتشار اللامبري.

ويقوم علماء الأحياء الميدانيون بإعداد حواجز وفخاخ في الأنهار التي تصب في البحيرات العظمى لمنع حركة اللامبري، ويتم استخدام مواد كيميائية خاصة تسمى "اللامبريسيدات" (Lampricides)، التي تستهدف بدورها يرقات اللامبري دون غيرها، ولا تضر بالكائنات المائية الأخرى. غير أن رش مبيد اللامبريسيد قد انخفض بين عامي 2020 و2021 نظرا لمواجهة الفرق المسؤولة عن رش المبيد تحديات لوجيستية في ظل انتشار جائحة كورونا.

Sea Lamprey
سمكة اللامبري تحدث ندبات وجروحا دائرية عندما تهاجم غيرها من الأسماك (شترستوك)

ووفقا لشبكة "فوكس نيوز" (Fox News) الإخبارية، زادت أعداد أسماك اللامبري بشكل كبير في البحيرات العظمى خلال الآونة الأخيرة.

وعلى الرغم من جهود السلطات للتحكم في أعداد أسماك اللامبري بجميع أنحاء البحيرات العظمى، فإن الصيادين ما زالوا يرصدون وجود هذه السمكة الطفيلية بأسنانها الحادة. وقد شاهدها الصيادون ملتصقة بأسماك أخرى. كما أظهرت صور أخرى ندبات وجروحا دائرية تحدثها سمكة اللامبري عندما تهاجم غيرها من الأسماك.

وعلى الرغم من المظهر المقزز لسمكة اللامبري، فإنها لا تشكل خطرا صحيا معروفا على البشر. كما يمكن للبشر تناول الأسماك التي هاجمتها، وذلك وفقا للأبحاث المتاحة عبر الإنترنت في مكتبة "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي" (NOAA) الأميركية.

المصدر : فوكس + نوا