زيادة عدد حرائق غابات الأمازون.. الأنشطة البشرية تدمر ما نجا من الجفاف

عدد الحرائق في المناطق التي أزيلت منها الأشجار في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2022 ارتفع بنسبة 71% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021

من خلال قدرتها على أسر وتخزين الكربون في تربتها، تؤدي الغابات الاستوائية المطيرة في الأمازون دورا مهما في مكافحة تغيرات المناخ shutterstock_1433151821 Apucarana / Parana / Brazil - August 28, 2006 - Fires and fires at the edge of the highway, near the housing nucleus Adriano Correa in Apucarana next to the highway BR-376
الحرائق أمر شائع الحدوث في هذه الغابات الشاسعة خاصة في أغسطس/آب من كل عام (شترستوك)

تغطي غابات الأمازون الاستوائية المطيرة حوض تصريف نهر الأمازون وروافده في شمال قارة أميركا الجنوبية على مساحة قدرها 6 ملايين كيلومتر مربع.

وتضم هذه الغابات حوالي 40% من إجمالي مساحة البرازيل، وتحدها مرتفعات جيانا من الشمال، وجبال الأنديز من الغرب، والهضبة البرازيلية الوسطى من الجنوب، والمحيط الأطلسي من الشرق.

ومن خلال قدرتها على تخزين الكربون في تربتها تلعب الغابات الاستوائية المطيرة في الأمازون دورا مهما في مكافحة تغيرات المناخ، بالإضافة إلى توفير المأوى لعدد كبير من الأنواع الحيوانية والنباتية النادرة، كما تتخذ قرابة 400 قبيلة من سكان أميركا الجنوبية الأصليين غابات الأمازون موطنا لها.

وتعد الحرائق أمرا شائع الحدوث في هذه الغابات الشاسعة، خاصة في أغسطس/آب من كل عام، لكن العلماء لاحظوا تغيرا كبيرا في معدل حدوث الحرائق النشطة في منطقة الأمازون البرازيلية في الفترة من أغسطس/آب إلى سبتمبر/أيلول 2022 هو الأعلى منذ عام 2010.

زيادة كبيرة في حرائق الغابات في منطقة الأمازون خلال عام 2022 gettyimages-1242848443 TOPSHOT - Aerial view of a burnt area in the Amazon rainforest, near the Lago do Cunia Extractive Reserve, on the border of the states of Rondonia and Amazonas, northern Brazil, on August 31, 2022. - Experts say Amazon fires are caused mainly by illegal farmers, ranchers and speculators clearing land and torching the trees. (Photo by DOUGLAS MAGNO / AFP) (Photo by DOUGLAS MAGNO/AFP via Getty Images)
عدد قياسي للحرائق بلغ 74 ألفا و398 حريقا والسبب الحقيقي لها لم يكن الجفاف ولكن إزالة الغابات (غيتي)

التدخلات البشرية تشعل الحرائق

عادة ما يرتفع عدد الحرائق كل عام في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول عندما ترتفع درجة الحرارة التي تحفز اندلاع النيران في حوالي نصف منطقة الأمازون، لكن الزيادة في عدد الحرائق في عام 2010 كانت بسبب الجفاف الشديد الذي حدث في جزء كبير من المنطقة، في حين لم يحدث شيء مماثل في عام 2022، لذلك يعتقد العلماء أنه يجب إلقاء اللوم على عوامل أخرى.

ووفقا لدراسة نشرت في دورية "نيتشر إيكولوجي آند إيفولوشن" (Nature Ecology & Evolution)، فإنه إلى جانب العدد القياسي للحرائق الذي بلغ 74 ألفا و398 حريقا وجد الباحثون أن السبب الحقيقي وراء هذه الحرائق لم يكن موجة الجفاف الشديد التي ضربت المنطقة ولكن الأنشطة البشرية من خلال إزالة الغابات.

ويوضح جيلهيرمي ماتافيلي المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في قسم الرصد والمعلوماتية المكانية في المعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البرازيل أن "تحليل مواقع الحرائق باستخدام الأقمار الصناعية أظهر نتائج مقلقة، خاصة في ما يتعلق بنوع الأرض التي حدثت عليها هذه الحرائق، وتصنيفها إلى أراض عامة، وملكيات صغيرة، وممتلكات خاصة متوسطة إلى كبيرة".

وأضاف ماتافيلي في تصريح للجزيرة نت أن أكثر من ثلث (35%) الحرائق المكتشفة في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2022 وقعت في مناطق عامة مثل محميات السكان الأصليين، وارتفع عدد الحرائق في هذه المناطق بنسبة 69% على أساس سنوي، كما أظهرت التحليلات أن 62% من الحرائق حدثت في مناطق أزيلت منها الغابات مؤخرا.

ووفقا للدراسة، فإن عدد الحرائق في المناطق التي أزيلت منها الأشجار في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2022 ارتفع بنسبة 71% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، وإن إجمالي المساحة التي أزيلت منها الغابات زاد بنسبة 64%.

Record Number Of Fires Torch Brazil's Amazon Forest
أطلقت الحرائق مستويات مرتفعة من أول أكسيد الكربون (غيتي)

ملوث خطير للغلاف الجوي

يتعارض تقدم الحرائق وإزالة الغابات والتدهور والتعدين غير القانوني والاستيلاء على الأراضي في الأمازون مع الأهداف التي وضعتها البرازيل دوليا كجزء من التزامها بمكافحة الاحتباس الحراري، مثل وقف جميع عمليات إزالة الغابات غير القانونية بحلول عام 2028 وتحقيق خفض بنسبة 50% في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2005، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع "يوريك ألرت" (EurekAlert).

وتؤكد خدمة رصد الغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي "كوبرنيكوس" أن ثاني أكسيد الكربون الذي أطلقته الحرائق في أغسطس/آب 2019 يعد الأعلى خلال شهر واحد، وذلك منذ عام 2003.

كما أطلقت الحرائق مستويات مرتفعة من أول أكسيد الكربون وغطى الدخان الكثيف مدنا برازيلية كبرى مثل ساو باولو التي تبعد مئات الكيلومترات عن مركز الحريق.

وأشار المؤلف الرئيسي للدراسة إلى أن اتساع رقعة حرائق الغابات في حوض الأمازون الذي يقع معظمه في البرازيل يعرّض الاقتصاد البرازيلي لكثير من المخاطر، مثل مقاطعة الاتحاد الأوروبي البضائع المنتجة في مناطق السكان الأصليين أو التي أزيلت منها الغابات.

المصدر : مواقع إلكترونية + يوريك ألرت