من هم الـ15 فريقا الفائزة في مسابقة إزالة الكربون التي يمولها إيلون ماسك؟
احتفالا بيوم الأرض 22 أبريل/نيسان 2022، أعلنت شركة "إكس برايز" (XPRIZE) الرائدة في مجال المسابقات والجوائز والإنجازات التي تفيد البشرية، أنه تم اختيار 15 فريقا فائزين خلال المرحلة الحالية من مسابقة "إكس برايز لإزالة الكربون" (XPRIZE Carbon Removal) بقيمة 100 مليون دولار من تمويل رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك.
وهي تعد أكبر جائزة تحفيزية في التاريخ، كما تمثل فرق "إكس برايز لإزالة الكربون" أكبر مجموعة من المبتكرين الذين يعملون على إزالة الكربون.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبهدف دمج الجنس البشري مع الذكاء الاصطناعي.. شركة نيورالينك الناشئة تجمع 205 ملايين دولار
سبيس إكس تفوق الخيال.. مركبتها المأهولة تهبط كالشهاب في ظل حرارة وصلت لألفي درجة مئوية
بعد تغريدة نيل تايسون.. هل يمكننا حقا أن نعيش على المريخ يوما ما؟
الإعلان عن الجائزة
وكان إيلون ماسك مطور شركة "تيسلا" (Tesla) للسيارات الكهربائية وشركة "سبيس إكس" (SpaceX) للصواريخ، قد أعلن في يناير/كانون الأول 2021 عن نيته تقديم الجائزة للمخترعين العاملين على مكافحة الاحتباس الحراري ومكافحة تغير المناخ وإعادة التوازن إلى دورة الكربون على الأرض.
وتم الكشف عن قواعد المسابقة تزامنا مع يوم الأرض 22 أبريل/نيسان 2021. وقال منظمو المسابقة إنها ستستمر 4 سنوات حتى يوم الأرض عام 2025.
يقول بيتر ديمانديس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إكس برايز غير الربحية، "حتى لو أوقفنا إنتاج ثاني أكسيد الكربون، فربما لا يزال هذا غير كاف.. نحن بحاجة إلى آليات لاستخراج ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي والمحيطات". لذلك تم الإعلان عن هذه الجائزة من أجل التوصل إلى طرق واعدة لتقليل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عن طريق انتزاعه مباشرة من الهواء.
ويأتي إعلان الجائزة في الوقت الذي تحذر فيه اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة بعبارات صارمة من خطر ارتفاع درجات الحرارة العالمية، بما في ذلك تفاقم درجات الحرارة والحرائق والعواصف والجفاف.
وتعمل العديد من الشركات على إيجاد حل لقضية إزالة ثاني أكسيد الكربون، الذي تبلغ تكلفة إزالة طن متري واحد منه من الغلاف الجوي 300 دولار، في وقت يبلغ فيه حجم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ما يعادل 50 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في السنة.
مليون دولار لكل فريق
ووفقا لموقع "إكس برايز"، فقد حصل كل فريق من الفرق الـ15 الفائزة على مليون دولار في "الجولة الرئيسية" (milestone round) المبكرة، لتقدير جهودهم حتى الآن ودعم عملهم المستمر لتوسيع نطاق الحلول.
ويمثل الفائزون 9 دول هي أستراليا وكندا وفرنسا وآيسلندا وكينيا وهولندا والفلبين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وعلى عكس الجوائز السابقة، يظل كل فريق من الفرق الـ15 مؤهلا للمنافسة والفوز بالجائزة الكبرى في عام 2025، إذ سيحصل الفائز بالجائزة الكبرى المنفردة على 50 مليون دولار، في حين ستوزع 30 مليون دولار على 3 متسابقين في المراكز التالية.
ووفقا لموقع المسابقة، فإن شروط المسابقة كانت صارمة للغاية، فقد تم تقليص عدد الفرق المتقدمة من 1133 فريقا إلى 287 فريقا ممن يستوفون معايير الأهلية لجوائز المرحلة الرئيسية. ومن ثم قام 70 مراجعا من الخبراء بفحص وتصنيف المقترحات الواردة للتحقق من صحتها العلمية، واختيار أفضل 60 فريقا.
بعد ذلك، تعمق الحكام بشكل أكبر في خطط العمليات وبيانات الأداء وتحليل دورة الحياة وتقديرات التكلفة من أجل اختيار أفضل 15 فريقا في نهاية المطاف للحصول على جوائز المليون دولار.
لا تزال الفرصة سانحة للاشتراك
ووفقا لموقع إكس برايز، فإن الفائزين في الجولة الرئيسية ليسوا بالضرورة متقدمين أو لهم أولوية في الحصول على 80 مليون دولار الخاصة بأموال الجائزة النهائية. فلا يزال بإمكان أي شخص المشاركة في المسابقة حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول 2023. ومن المحتمل أن يحصل على حصة من هذه الأموال.
سيحتاج الفريق أو الفرق الفائزة النهائية إلى إثبات قدرتهم على إزالة 1100 طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي كل عام، وبيان تكلفة إزالة ما يبلغ 1.1 مليون طن سنويا، والكشف عن طريقة لإزالة مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
مع العلم أن جهة خارجية، لا المشاركون ولا إكس برايز، ستتحقق بشكل مستقل من صحة العمل المقدم للجائزة الكبرى التي سيتم الإعلان عنها في 20 أبريل/نيسان 2025.
وإضافة إلى الـ15 فريقا الفائزين، كانت إكس برايز قد أعلنت أيضا عن جوائز بقيمة 5 ملايين دولار لفرق طلاب الجامعات في الخريف الماضي. وقد أعلن الفائزون في يوم الأرض عن اقتراح مجموعة متنوعة من الطرق لإزالة ثاني أكسيد الكربون.
نماذج للشركات الفائزة
تسعى الفرق المتقدمة إلى المسابقة إلى مزيج من الحلول المعروفة والأساليب الجديدة لإزالة الكربون مثل استعادة النظام البيئي، والفحم الحيوي، والحلول الزراعية، والمحاليل العضوية وغير العضوية للمحيطات وغيرها، ويعد أي حل مؤهل للمشاركة في المنافسة طالما أنه يعمل بالفعل.
يقول الدكتور مارسيوس إكستافور، كبير العلماء ونائب الرئيس للمناخ والبيئة في إكس برايز، "بعد مرور عام، نرى بالفعل التأثير الإيجابي للجائزة، حيث تعمل مئات الفرق على مجموعة واسعة من الحلول الواعدة لإزالة الكربون. ليس فقط الأفكار، ولكن خطط التطوير والنشر، وهذا بالضبط ما نحتاجه".
وقد تنوعت أفكار تقليل غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي من قبل الفرق الفائزة سواء من خلال زراعة الطحالب أو إنتاج نوع من الحجر الجيري الاصطناعي وغيرها. وفقا لتقرير نشر على موقع "فيز دوت أورغ" (Phys.org) العلمي، فإن شركة "بلانيتوري تيكنولوجيز" (Planetary Technologies) الكندية وأحد الفائزين بالمسابقة، تسعى إلى زيادة قدرة المحيط على امتصاص غازات الاحتباس الحراري عن طريق التحكم في ارتفاع حموضة مياه البحر باستخدام مضادات الحموضة المنتجة من بقايا تعدين المعادن.
في حين تسعى شركة "8 ريفرز كابيتال" (8 Rivers Capital)، ومقرها دورام بولاية كارولينا الشمالية، وهي أحد الفائزين كذلك، إلى احتجاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي في بلورات كربونات الكالسيوم، على غرار الطريقة التي يساعد بها الغاز المذاب في المحيط في تكوين الأصداف البحرية والحجر الجيري.
يقول المتحدث باسم الشركة آدم جوف إن "دورة الكالسيوم هي الطريقة التي تنظم بها الأرض ثاني أكسيد الكربون على مدى ملايين السنين. نحن نوعا ما نسرع تلك الدورة الطبيعية".
كما فازت شركة "غلوبال ألجي" (Global Algae)، ومقرها كاليفورنيا، بخطة لزراعة الطحالب للمساعدة في استعادة الغابات المطيرة، التي تلتقط كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون. يقول مدير الشركة مارك هازليبيك إن الطحالب يمكن أن تكون بديلا أكثر كفاءة وربحية من تربية الماشية ومحاصيل فول الصويا وزيت النخيل على أراضي الغابات المطيرة التي تم تطهيرها. ويضيف هازليبيك "نحن في الواقع ننتج المزيد من الزيت والبروتين في الوقت نفسه نعيد التشجير".