هل يمكن إعادة إحياء الحيوانات المنقرضة من حمضها النووي القديم؟

الفرق بين الحمض النووي الحديث والقديم مثل كتاب كامل وآخر ممزق، فكلاهما يضمّ معلومات لكن يصعب فهم المعلومات الموجودة في الكتاب الممزق.

Black rat, Rattus rattus, in front of white background
جرذ "راتوس ماكليري" اختفى قبل 100 عام بسبب وباء حملته السفن الأوروبية (شترستوك)

قدم عدد من علماء الوراثة في دراسة نُشرت يوم التاسع من مارس/آذار الماضي تصورا لكيفية إعادة إحياء نوع منقرض من الجرذان.

وذكر تقرير لصحيفة "لوباريزيان" (Le Parisien) الفرنسية أن العلماء آمنوا على مدى سنوات بإمكانية تجسيد فكرة إعادة الكائنات المنقرضة إلى الحياة في ما يعرف بـ"إزالة الإنقراض" (de-extinction)، وحتى مع الفشل في منع الموجة السادسة من الانقراض الجماعي، فإن هذه العملية ستُسهم بلا شك في إعادة بعض الأنواع من جديد إلى الحياة.

وقد نجح العلماء لأول مرة في عام 2009 في استنساخ وعل من خلايا حيوان آخر مماثل له، ولكنه نفق بعد مدة وجيزة.

جزيرة كريسماس Christmas Island
الجرذ المنقرض كان يعيش في جزيرة كريسماس التابعة لأستراليا (شترستوك)

جرذ جزيرة كريسماس

في ما يتعلق بالدراسة التي نُشرت في دورية "كارنت بيولوجي" (Current Biology)، فقد كان التركيز على نوع من الجرذان انقرض قبل قرن من الزمن كان يعيش في جزيرة كريسماس (Christmas Island) التابعة لأستراليا.

ويُعرف هذا الجرذ علميا باسم "راتوس ماكليري" (Rattus macleari) وقد اختفى قبل 100 عام بسبب وباء حملته السفن الأوروبية، ويؤكد العلماء أنهم لا يسعون لإعادته للحياة من أجل ملء قنوات المجاري في المدن به، إنما يسعون لإيجاد طريقة لإعادة إحياء الكائنات التي انقرضت، وهو ما يمثل تحديا كبيرا بسبب تلف الحمض النووي المتوفر منها.

وحسب توم غيلبرت، عالم الوراثة في "جامعة كوبنهاغن" (University of Copenhagen) الدانماركية والمشارك في البحث، فإن "الفرق بين الحمض النووي الحديث والقديم مثل كتاب كامل وآخر ممزق، فكلاهما يضم معلومات لكن يصعب فهم المعلومات الموجودة في الكتاب الممزق".

تقنية كريسبر
العلماء يستطيعون بتقنية كريسبر تعديل الحمض النووي للكائن الحي ليتوافق مع الحمض النووي للكائن المنقرض (شترستوك)

هل هي معجزة بعيدة المنال؟

في حالة جرذ راتوس ماكليري، يحتاج العلماء إلى مقارنة الحمض النووي القديم للكائن المنقرض مع جينومات الأنواع الحية القريبة منه، وهو أمر ممكن في حالة هذا القارض لأنه 95% من جينومه (الذي تمكن العلماء من الحصول عليه كاملا تقريبا) تشترك مع الجرذ البني المعروف باسم الجرذ النرويجي، ليكون بذلك الخيار الأفضل لإجراء هذه التجربة.

وبعد تحديد نقاط الاختلاف في جينوم كلا النوعين، يستطيع العلماء نظريا بتقنية التحرير الجيني "كريسبر " تعديل الحمض النووي للكائن الحي ليتوافق مع الحمض النووي للكائن المنقرض.

لكن وفقا لمؤلّفي الدراسة، حتى في حالة هذا القارض ستكون النتائج مخيبة للآمال لأنه لا يمكن استعادة 5% من الجينوم الأصلي، وذلك يعني أن الكائن الناتج من هذه العملية سيكون جهازه المناعي مختلفا ولن تكون حاسة شمه مماثلة لسلفه.

الماموث
شركة "كولوسال" أنفقت العام الماضي 15 مليون دولار على أبحاث إعادة إحياء الماموث (شترستوك)

هل يمكن إعادة إحياء حيوان الماموث؟

وفي إطار محاولات إزالة الانقراض تلك، أنفقت الشركة الناشئة "كولوسال" العام الماضي 15 مليون دولار على أبحاث إعادة إحياء الماموث الذي انقرض قبل 4 آلاف عام. وفي العقدين الماضيين، ساد اعتقاد بأن هذا الكائن الذي يمشي على الأراضي المتجمدة يقلل من الانبعاثات الناتجة عن ذوبان الجليد.

ويوضح توم غيلبرت أن الهدف من هذه البحوث ليس إعادة الماموث في صورته الأصلية بل إعادة نوع بإمكانه التعايش مع بقية الأنواع الأخرى، أي فيل له خصائص الماموث.

المصدر : لوباريزيان