كرة نارية في السماء تتحدى نظريات العلماء بشأن أصول المجموعة الشمسية

يأمل الباحثون أن تساهم البيانات الجديدة في رفع درجة الاهتمام بدراسة الكرات النارية، والتي يمكن أن تساهم في عمل تعديلات جذرية على نظرة العلماء للظروف الأولية التي تشكل فيها النظام الشمسي.

الكرة النارية التي التقط صورتها العلماء في منتزه بحيرة ميكويلن (جامعة ألبرتا)

بينما كان فريق من الباحثين وهواة الفلك يتابعون الشهب في إحدى الليالي الشتوية بمنتزه بحيرة ميكويلن بمقاطعة ألبرتا جنوبي كندا، مرّ في السماء شهاب ضخم أنار المنطقة كلها لوهلة ثم اختفى تماما، وبعد دراسة تالية له تبين أنه قادم من مكان يبعد عنا عشرات المليارات من الكيلومترات، وهو ما قد يغير نظرة العلماء لأصول المجموعة الشمسية.

تسمى الشهب التي تلمع بهذا الشكل بالكرات النارية (Fireballs)، وكان هذا الفريق يبحث تحديدا عن الكرات النارية لأجل دراسة تركيبها، وعادة ما تكون الكرات النارية صخرية مثل هذا الشهاب المحترق.

وبحسب الدراسة التي نشرها هذا الفريق البحثي في دورية "نيتشر أسترونومي" (Nature Astronomy) في 12 ديسمبر/كانون أول الجاري، فإن فحصا أدق أجرته مراصد منظمة الشهب الدولية قد بين أن وزن هذه الصخرة التي احترقت متسببة في الكرة النارية كان كيلوغرامين اثنين، كما أن دراسة مسارها في السماء يشير إلى أنها قادمة من سحابة أورط.

سحابة أورط هي سحابة كروية ضخمة تحيط بكامل المجموعة الشمسية خلف ما يسمى بحزام كويبر (ناسا)

أبعد مكان بالمجموعة الشمسية

وسحابة أورط (Oort cloud) هي سحابة كروية ضخمة تحيط بكامل المجموعة الشمسية خلف ما يسمى بحزام كويبر، اقترح الفلكي الهولندي جان أورط وجودها عام 1950 ومنه نالت اسمها، ولا يعرف العلماء الكثير عن المسافة بيننا وبينها أو عن حجمها، لكن يعتقد أنها تمتد مسافة تصل إلى عشرات التريليونات من الكيلومترات.

ويفترض العلماء أن هذه السحابة تمثل بقايا من القرص الكوكبي الأولي الذي تكوّن حول الشمس قبل 4.6 مليارات سنة، ثم بعد ذلك نشأت الكواكب على مسافة قريبة نسبيا من الشمس، تاركة بقايا السحابة في خلفية النظام الشمسي.

وبحسب بيان صحفي أصدرته جامعة ويسترن الكندية، فإنه على مدى أكثر من 70 عاما مضت من فحص الكرات النارية، كانت هذه هي المرة الأولى التي تحترق فيها كرة نارية صخرية في الغلاف الجوي الأرضي قادمة من سحابة أورط.

ويشير العلماء في دراستهم الجديدة إلى أن هذا الكشف يناقض نظرة العلماء للكيفية التي نشأت بها المجموعة الشمسية، حيث كان الافتراض السائد هو أن سحابة أورط تتكون حصريا من أجسام جليدية، وأن الأجسام الصخرية تتوفر كلما اقتربنا من الشمس، وصولا إلى الكواكب الصخرية التي منها الأرض.

ويأمل الباحثون أن تساهم تلك البيانات الجديدة في رفع درجة الاهتمام بدراسة الكرات النارية، والتي يمكن أن تساهم -إن تأكدت النتائج مستقبلا بعدد أكبر من "الزوار" من سحابة أورط- في عمل تعديلات جذرية على نظرة العلماء للظروف الأولية التي تشكل فيها النظام الشمسي.

المصدر : مواقع إلكترونية + ناسا