رحلة الشغف لدى المغربي عزيز كعواش.. من مراقبة السماء إلى احتراف التصوير الفلكي

اهتمام الجمهور كان الحافز للتعاون مع جامعة الأخوين لإنشاء المرصد الفلكي الجامعي لإفران بهدف تعميم ثقافة علم الفلك من خلال التصوير الفلكي

المصور الفلكي المغربي عزيز الطاهر كعواش خلال تأطير ورشة تدريبية حول التصوير الفلكي (الجزيرة)

على الرغم من حصوله على الإجازة في القانون الخاص من كلية الحقوق بمدينة المحمدية (شمال شرق العاصمة المغربية الدار البيضاء) سنة 2002 فإن عزيز الطاهر كعواش (43 عاما) يواصل تألقه في مجال التصوير الفلكي الذي كان شغوفا به منذ الـ11 من عمره.

واقتصر اهتمام كعواش في البداية على مراقبة السماء بواسطة منظار بسيط، لينتقل فيما بعد إلى مراقبة الأجرام السماوية بواسطة أول تلسكوب اشتراه أثناء دراسته الجامعية في جامعة بوردو الفرنسية سنة 2003.

إنتاج صورة فلكية وحيدة يتطلب مدة زمنية تتراوح بين ليلة واحدة وعدة ليالٍ إضافة إلى مدة المعالجة (الجزيرة)

من المراقبة إلى التصوير

قال كعواش في حديث للجزيرة نت "سنة 2016 كانت بالنسبة لي محطة انتقال من المراقبة إلى التصوير الفلكي للقمر والكواكب، ثم باشرت في السنة التالية تصوير الكون العميق بمختلف أجرامه من سدم إلى مختلف المجرات".

ويضيف عزيز "كانت هذه الفترة محفزة جدا نظرا لتحديات التقنية التي كانت تنتظرني من خلال إتقان عمليات الرصد والتصوير وتقنيات معالجة الصور الفلكية".

التقطت الصورة من مرصد المصورين الفلكيين المغاربة بضواحي مدينة بن سليمان سنة 2020 (الجزيرة)

وبالإضافة إلى الدور العلمي الهام الذي يلعبه التصوير الفلكي -خصوصا في الاكتشافات الكونية الأخيرة لكواكب خارجية ومذنبات وكويكبات- حسب المصور، فإن التصوير الفلكي يقوم بتقريب علم الفلك للجمهور، خاصة أن نسبة كبيرة من الأجرام الفلكية لا يمكن رؤيتها مباشرة بوضوح ولو باستعمال المنظار نظرا لضعف وميضها (Magnitude)، وعليه يبقى التصوير الفلكي الملجأ الوحيد للتعريف بخلق الله من أجرام فلكية.

متطلبات التصوير الفلكي

ويوضح كعواش أن إنتاج صورة فلكية وحيدة يتطلب مدة زمنية تتراوح بين ليلة واحدة وعدة ليال، بالإضافة إلى مدة المعالجة من خلال اتباع عدة مراحل على الشكل التالي:

صورة لسديم خرطوم الفيل "آي سي 1396" بتقنية "إس إتش أو" سنة 2019 (الجزيرة)

• إعداد الأجهزة ومعدات التصوير.

• عملية التصوير قد تستغرق ساعة أو عدة ساعات، وذلك بالتقاط صور فردية من دقيقة إلى عدة دقائق حسب الجرم موضوع التصوير وشدة لمعانه و"المرشح" (Filtre) المستعمل.

• عملية معالجة الصور باستعمال برامج متخصصة في هذا المجال.

سديم الشرغوف "آي سي 410" بتقنية "إتش أو أو" سنة 2020 (الجزيرة)

جوائز ومنشورات

وقد فازت مجموعة من الصور التي التقطها عزيز الطاهر كعواش بجوائز وطنية، حيث فاز بلقب أحسن مصور فلكي مغربي لسنتين متتاليتين 2018 و2019 في مهرجان إفران للفلك، وفاز بنفس اللقب بمهرجان الفلك في مراكش، كما فازت مجموعة من صوره أيضا بجوائز عالمية نشرت في مواقع فلكية دولية متخصصة:

• الموقع الإيطالي apodgag

• الموقع الأميركي Photographing space

• الموقع السويسري aapod2

• الموقع الصيني astronomy imaging camera

كما قامت المجلة الفلكية المختصة "سكاي آت نايت" (Sky at Night) التابعة لقناة "بي بي سي" (BBC) بنشر صورته لسديم الوردة في العدد الصادر في أبريل/نيسان الماضي، بالإضافة إلى الموقع العالمي المتخصص (astrobin).

السديم الكوكبي "إن جي سي 7293" سنة 2019 (الجزيرة)

تعزيز الشغف بالفلك

يقول المصور إن الإنسان على مر العصور كان شغوفا باكتشاف أسرار الكون، وتبقى الصور الفلكية مصدر إعجاب للجمهور المتخصص وغير المتخصص، وهذا يظهر جليا من خلال التفاعل الإيجابي للمتابعين وتساؤلاتهم حول خصائص الجرم وموضوع الصورة، تساؤلات كلها تنصب حول مكونات الجرم، مسافته وخصائصه وشكله.

ويختم حديثه للجزيرة نت بالقول "سيظل علم الفلك والتصوير الفلكي من المواضيع الأكثر تداولا في مواقع التواصل الاجتماعي المغربي".

ثلاثي الأسد "إم 65" بتقنية "إل آر جي بي" لـ3 مجرات ذات تفاعل جاذبي سنة 2021 (الجزيرة)

وأوضح أن هذا الاهتمام المتزايد كان الحافز الأساسي له ولمجموعة من الأصدقاء المصورين الفلكيين المغاربة وبتعاون مع جامعة الأخوين وبتنسيق مع الدكتور حسن الدغماوي لإنشاء المرصد الفلكي الجامعي لإفران بهدف تعميم ثقافة علم الفلك من خلال التصوير الفلكي عبر أنشطة ميدانية أو عبر العالم الافتراضي.

المصدر : الجزيرة