لأول مرة.. كلاب الكشف يمكنها التعرف على حالات فيروس كورونا الإيجابية

بينما تتجه بعض دول العالم للعودة إلى الحالة الطبيعية بعد جائحة كورونا، تبقى الأنظار حذرة بشأن قدرة الدول على رصد الحالات الإيجابية وتتبعها بسهولة في الأماكن العامة.

كلاب الكشف المُدرّبة يمكنها التعرف على حالات كورونا الإيجابية (بيكساباي)

يتوق الكثير من الأشخاص للعودة إلى الحالة الطبيعية بعد القيود التي فرضتها عليهم حالات الإغلاق الشامل والجزئي على مدى فترة جائحة كورونا.

غير أن العودة إلى الحياة الطبيعية تتطلب حيطة وحذرا، مخافة الإصابة بفيروس "سارس كوف-2" (SARS-CoV-2) الذي لم يرحل عنا بعد.

كلاب الكشف تملك الحل

وحديثا، أشارت دراسة نشرت في دورية "بلوس وان" (PLoS ONE) في 14 من أبريل/نيسان الحالي، إلى أن كلاب الكشف المُدَرَّبة قد توفر هذا النوع من الحذر؛ إذ يمكنها أن تشمّ الحالات الإيجابية من مرض "كوفيد-19" (COVID-19) الذي ينتج عن الإصابة بفيروس "سارس كوف-2". وقد بلغت دقة كشفها عن الحالات الإيجابية 96%.

يتعين على الكلاب التعرف على اختلافات الروائح الأساسية حتى تكتشف رائحة العدوى بدقة (بيكساباي)

وبحسب البيان الصحفي الذي أوردته جامعة بنسلفانيا (University of Pennsylvania) تعقيبا على الدراسة التي نشرها باحثوها في كلية الطب البيطري، تقول كبيرة باحثي الدراسة سينثيا أوتو "هذا ليس أمرا سهلا على الكلاب أن تفعله، إذ يتعين عليها أن تكون دقيقة في اكتشاف رائحة العدوى، كما يتعين عليها أيضا تمييز اختلافات الروائح الأساسية النابعة عن التباينات بين الرجال والنساء، والبالغين والأطفال، وكذلك الخاصة بالأعراق والمناطق الجغرافية المختلفة".

تدريب جيد

واكتشف الباحثون أن الكلاب لديها القدرة على التمييز بين تلك الروائح، شريطة أن تُدَرَّب بعناية كبيرة على العديد من العينات. لذا، فقد طلب الباحثون من أفراد إيجابيي الإصابة بمرض "كوفيد-19″، وآخرين غير مصابين به، وكذلك من أشخاص تلقوا لقاحا ضد الفيروس، ارتداء "تي شيرت" طوال الليل، ثم قام الفريق بتدريب الكلاب على أن تشم المركبات العضوية المتطايرة الموجودة في ملابس هؤلاء.

ولكي يتمكن الفريق من تحقيق درجة أعلى من دقة الكشف، فقد جمعت المئات من عينات الملابس، لكي يتيحوا فرصة أكبر للكلاب للتعرف على الاختلافات الفردية بين الأشخاص.

تمكن كلب لابرادور المُدَرَّب من تمييز حالات كورونا الإيجابية والسلبية (يوريك ألرت-بات نولان)

الجدير بالذكر أن الفريق ذاته قام بتدريب الكلاب في تجربة سابقة مماثلة للتعرف على سرطان المبيض، غير أنهم استخدموا في هذه الدراسة 8 من "كلاب لابرادور" (Labrador retrievers) وكلبا مفردا من نوع "مالينوي البلجيكي" (Belgian Malinois) والتي لم تستخدم من قبل في أي عملية كشف طبي.

في البداية، قام الفريق بتدريب الكلاب للتعرف على رائحة مميزة، وهي مادة اصطناعية تعرف بمركب الكشف العام.

وُضع المُرَكب في عجلة تحتوي 12 عينة من روائح مختلفة، وكوفئ الكلب حال التعرف على المَخْرَج الذي يحتوي على مركب الكشف العام دون غيره من الروائح الموجودة في العجلة.

استخدامات في الكشف الطبي

عندما استطاعت الكلاب التعرف على مركب الكشف العام باستمرار، بدأ الفريق في تدريبهم على تشمم عينات من بول المرضى المصابين بفيروس "سارس كوف-2″، حتى أمكنهم التمييز بين العينات الإيجابية والسلبية.

علما بأن الباحثين قاموا بتعطيل الفيروس النشط في عينات البول الإيجابية حتى تصبح آمنة على الكلاب، كما عوملت عينات البول السلبية بنفس الطريقة التي عولجت بها العينات الإيجابية، وذلك لتوحيد العوامل في جميع العينات. وقد استطاعت الكلاب التسعة التعرف بسهولة على العينات الإيجابية بدقة بلغت 96%، وذلك بعد 3 أسابيع من التدريب.

الكلاب المُدربة قد تساعد على تتبع الحالات في الأماكن العامة (بيكساباي)

لكن يبدو أن هناك شيئا ما يبقى في عينات المتعافين من المرض، وهو ما عَقَّد الأمر على الكلاب وجعلها تتعرف على عينة الشخص المتعافي باعتبارها عينة إيجابية.

مما يعني أن الكلاب كانت قادرة على تحديد المصابين أو الذين أصيبوا بالفيروس حتى إن تم شفاؤهم بالفعل، دون قدرتها على تحديد حالة الإصابة الحالية بالفيروس من عدمها. وبالتالي فإن هذه الجهود تشير إلى إمكانية استخدام الكلاب المُدَرَّبة جيدا في الكشف وتحديد بعض الأمراض الطبية بدقة كبيرة.

كما أن هذا قد يمنحنا فرصة أكبر في استكشاف الحالات المصابة بمرض "كوفيد-19" في الأماكن العامة، حال اتجهت دول العالم للعودة إلى الحالة الطبيعية مرة أخرى، وهو ما من شأنه أن يوفر الوقت والجهد اللازمين لاستكشاف وتتبع حالات الإصابة في الأماكن العامة.

المصدر : مواقع إلكترونية