لأول مرة.. تلسكوب هابل يرصد كوكبا يبدّل غلافه الجوي

لأن الكوكب قريب جدا من نجمه، فإن إشعاع هذا النجم -خاصة في مرحلة مبكرة من حياته- قد أزال أغلفته الغازية، وأبقى على نواته الصخرية.

يقع الكوكب "GJ 1132 b" على مسافة حوالي 40 سنة ضوئية، ويدور حول أحد الأقزام الحمراء (ناسا/إيسا)

تمكّن فريق من الفلكيين تابع لوكالتي الفضاء الأميركية والأوروبية من استخدام التلسكوب هابل للتعرف على كوكب جديد بدّل غلافه الجوي بسبب انفجارات بركانية وتشققات هائلة على سطحه، وهو ما يُعتقد أنه حدث للأرض في مرحلة ما من تاريخها.

وبحسب دراسة هذا الفريق، والتي ستظهر في العدد القادم من دورية "ذا أستروفيزيكال جورنال" (The Astrophysical Journal)، فإن الكوكب "GJ 1132 b" يقع من الأرض على مسافة حوالي 40 سنة ضوئية، ويدور حول أحد الأقزام الحمراء مرة كل يوم ونصف.

ما زال نشطا

وبحسب البيان الصحفي الصادر عن وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا" (ESA)، فإن هذا الكوكب قد نشأ في البداية كوكبا غازيا بحجم وكتلة أصغر قليلا من "نبتون"، لكن لأنه قريب جدا من النجم الخاص به فإن إشعاع هذا النجم -خاصة في مرحلة مبكرة من حياته- قد أزال أغلفته الغازية وأبقى على نواته الصخرية.

في تلك الأثناء، كان الغلاف الجوي للكوكب مؤلفا بالأساس من غاز الهيدروجين، لكن بسبب ما يخرج من غازات وتشققات شديدة في سطح الكوكب وبراكين هائلة، تبدل غلافه الجوي ليصبح مكونا من الهيدروجين وسيانيد الهيدروجين والميثان وبعض الهيدروكربونات الأخرى، وكمٍّ هائل من الضباب.

ويعتقد الباحثون في وكالتي الفضاء الأميركية والأوروبية أن الكوكب "GJ 1132 b" ما زال يفقد الهيدروجين، في مقابل ذلك ما زال جسد الكوكب نفسه ينفث الغازات، مما يعني أنه في طريقه لتبدّل ثالث في غلافه الجوي، قد يكون الأخير.

لقرب الكوكب من نجمه، فقد تسببت إشعاعات الأخير في إزالة الغلاف الغازي للكوكب وأبقت على اللب الصخري (ناسا/إيسا)

تشابهات واختلافات

وبحسب الدراسة، فإن هناك درجات من التشابه بين كوكبنا (الأرض) و"GJ 1132 b"، فكلاهما يمتلك حجما متماثلا تقريبا، ويبلغ عمر كل منهما حوالي 4.5 مليارات سنة، وقد بدأ كلاهما بغلاف يهيمن عليه الهيدروجين ثم تبدّل بعد ذلك.

لكن على الرغم من ذلك، فإن هناك اختلافات مثيرة للانتباه بينهما، فذلك الكوكب قريب جدا من نجمه، ويواجهه تماما مثلما يواجه القمر الأرض، لذلك لا يعتقد العلماء أن الأرض قد تكون نشأت ككوكب غازي فقد أغلفته ثم أصبح كوكبا صخريا.

غير أن هذه الدراسة -في كل الأحوال- تضع نموذجا لحالة محددة من الكواكب يعتقد أنها شائعة في عوالم الكواكب التي تدور حول نجوم غير الشمس (Exoplanets)، وهي أن الكوكب قد ينشأ كعملاق غازي، ثم يتحوّل إلى صخري.

يحدث ذلك لأن النجم في مراحل حياته الأولى يكون غير مستقر ويطلق الكثير من الإشعاع الذي يزيل الأغلفة الغازية من الكوكب ويترك نواته الصخرية، وخلال الـ100 مليون سنة الأولى -بحسب الدراسة- يتبدّل غلافه أكثر من مرة، إلى أن يستقر النجم ويستقر الكوكب معه.

المصدر : مواقع إلكترونية