التونسي رياض عبد الهادي يتوج في نهائي نجوم العلوم بموسمه الـ 13

بفضل بطاريته الهجينة لترشيد شحن الطاقة، تمكن رياض عبد الهادي من الحصول على المركز الأول في الموسم رقم 13 من برنامج نجوم العلوم، وبذلك يصبح أول تونسي يحصل على اللقب بهذه المسابقة التي تجد اهتمامًا عربيا وعالميا.

نجوم العلوم، برنامج رائد في مجال الابتكار بالعالم العربي، وهو إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويهدف لتمكين المبتكرين العرب من تطوير حلول تكنولوجية لمجتمعاتهم تعود بالنفع على صحة الناس، وأساليب حياتهم، وتساعدهم أيضًا في الحفاظ على البيئة.

وفكرة عبد الهادي اعتمدت على احتياج أساسي للجمهور، حيث يستغرق شحن بنوك الطاقة وقتا طويلا (عدة ساعات بأقصى تقدير) ولأن حياتنا أصبحت في حاجة أكبر لحرية التحرك والتفاعل اللحظي على الإنترنت، فإن بنك الطاقة إذا أمكن ملؤه في دقائق فسيكون لا شك فرصة ممتازة لتحسين عملك وبالتالي حياتك.

يستخدم المخترع التونسي بطاريات الليثيوم أيون العادية، والموجودة بهاتفك الذكي، ومليارات أخرى حول العالم، ويقوم بالجمع بينها وبين تقنية المكثّف الفائق Supercapacitor، التي تستخدم في تشغيل توربينات الرياح والسيارات الكهربائية، وبذلك فهو يستفيد من قدرة البطارية على تخزين طاقة كبيرة بكثافة أقل، وخصائص المكثف الفائق في القدرة على الشحن السريع.

أفكار إبداعية

لا شك أن فكرة كتلك ستجد لنفسها مكانا واسعا في سوق بنوك الطاقة ما إن يبدأ إنتاجها، وعميلها جاهز بالفعل وفي انتظارها وهو يعاني في عدم وجودها.

لكن سياسة برنامج نجوم العلوم لا تُبنى فقط على مدى إبداع الفكرة، ولكن أيضا على قابليتها لتتحول، بأسرع ما يمكن، إلى خطة عمل إدارية جاهزة لدخول السوق كمشروع واعد، لهذا السبب يتلقى المتسابقون تدريبا في علوم الإدارة.

في تلك النقطة بشكل خاص يتميز ابتكار عبد الهادي، إلا أنه لم يكن الوحيد فمنافسوه الثلاثة بالمرحلة النهائية طاردوا أفكارا واعدة في سوق التقنية، على سبيل المثال اهتم كل من اللبناني أسامة قنواتي واليمني مجيب الرحمن بجاش بتقنية الطب الاتصالي (Telemedicine) أو التطبيب عن بعد، والتي تجد لنفسها أهمية خاصة جدا في سياق جائحة "كوفيد-19" والحاجة للعمل عن بعد.

يعمل قنواتي على ابتكار "القميص الطبي" لمراقبة حالة الرئة من خلال سمّاعات دقيقة مثبتة به، وسيتمكن الجهاز من قراءة بيانات الرئة بشكل لحظي وتحليلها ثم إرسالها إلى الطبيب المختص في صورة إشعار على الهاتف، خاصة في حال ملاحظة أي تطورات غير اعتيادية.

أما بجاش فيعمل على جهاز محمول لقياس تدفق الدم الكلوي، والذي يحتوي على مستشعرات حيوية يتم توصيلها بالجلد في منطقة الكلية، تقوم بقراءة بيانات تدفق الدم والضغط الكلوي، ثم إرسالها مباشرة للطبيب لتقييم الحاجة، مع إشعارات في حالة أي تطور ينذر بوجود خطورة.

على جانب آخر مختلف تماما، يقف القطري محمد القصابي، الذي ساهم بفكرة استغل خلالها حدثا كبيرا تنتظره قطر قريبا وهو كأس العالم التي ستقام هناك عام 2022، وفكرته نظام مصيدة التسلل في كرة القدم، وهي عبارة عن وحدات تثبت في الكرة وعلى سيقان اللاعبين، فتتيح للحكام متابعة خطواتهم ودراستها، لضمان اتّخاذ قرارات التسلّل بدقّة، وللأمر أهمية ممتدة كذلك في نطاق تدريب اللاعبين وتحليل المباريات.

نجاحات

خلال 13 موسما من برنامج نجوم العلوم، تمكن الحاصلون على اللقب بالفعل من البدء في عرض منتجاتهم بسوق العمل العربي والعالمي، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر زياد سنكري من الموسم السادس، والذي حصل على إشادة من الرئيس الأميركي (الأسبق) باراك أوباما، حيث تعمل شركته "كارديودياغنوستكس" CardioDiagnostics على مشروع طبي دقيق لمراقبة القلب عن بعد، الأمر الذي يساعد عددا كبيرا من المرضى بالفعل في الولايات المتحدة وبعض الدول العربية.

أما اللبناني محمد وطفة، من الموسم الرابع، فقد افتتح بالفعل مدرسته الدولية للإبداع في البلاد، معتمدا على ابتكاره الذي يحول الطاولات الخشبية إلى حواسيب تفاعلية تساعد الطلاب على الاستيعاب بسهولة.