بمشروع يسهم في حل أزمة المياه في غزة.. الباحث الغزاوي صلاح الصادي يفوز بجائزة عربية

مشروع الباحث صلاح الصادي جاء لحل مشكلة المياه في قطاع غزة (صلاح الصادي)

تألق البحث العلمي في قطاع غزة مع نهاية عام 2020، بعد حصول الباحث صلاح الصادي من جامعة غزة على الجائزة الأولى في فئة الأفراد، التي أطلقتها لأول مرة منظمة المجتمع العلمي العربي (ARSCO) تشجيعا للباحثين العلميين في الوطن العربي.

وجاء هذا الإنجاز -الذي خالف الكثير من التوقعات- ليثبت أن البحث العلمي في قطاع غزة، الذي يعاني الكثير من المشاكل بسبب العزلة وويلات الاحتلال؛ له ما يميزه على المستوى العربي، وأن الباحثين العلميين داخله بإمكانهم رفع التحدي وإسماع صوتهم عاليا.

وتتشكل جائزة منظمة المجتمع العربي العلمي من جائزتين: الأولى مخصصة لفئة الأفراد التي عادت للباحث صلاح الصادي، والثانية مخصصة لفئة المؤسسات التي عادت لوزارة الزراعة والثروة السمكية لسلطنة عمان؛ وذلك بفضل مشروع لتصميم وتصنيع وتثبيت وحدات من الشعاب المرجانية الاصطناعية. وتبلغ قيمة الجائزة 5 آلاف دولار لكل فئة، وأقيم حفل تكريم الفائزين يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي في العاصمة القطرية الدوحة.

العلوم لحل المشاكل اليومية

جاء تتويج الباحث صلاح الصادي بفضل مشروعه المتميز في قطاع المياه، الذي كانت فكرته الأساسية الإسهام في إيجاد حل للمشاكل التي يعرفها قطاع غزة في التزود بمياه الشرب والسقي.

ويقول الباحث صلاح الصادي -في تصريح عبر البريد الإلكتروني لموقع الجزيرة نت- "المشروع يهدف إلى معالجة المياه من النترات وبعض الملوثات باستخدام التكنولوجيا الخضراء المتمثلة أساسا في خليط حيوي من بذور الشيا، وتتم معالجتها بطرق صديقة للبيئة من دون أي إضافات كيميائية، حيث يتم استخدام هذا الخليط كمرشحات لمعالجة وتصفية المياه من التلوث بنسبة 95%".

وتحدث الباحث عن المشاكل التي يعاني منها سكان قطاع غزة في التزود بمياه الشرب قائلا إن "مشكلة المياه في قطاع غزة تزداد حدة يوما بعد يوم بسبب التغيرات المناخية، وارتفاع تعداد السكان، والتلوث الكبير في المياه الذي جعلها غير صالحة للشرب؛ لذلك جاءت فكرتي للمساهمة في حل هذه الأزمة".

ويعتقد صلاح الصادي أن مشروعه قابل للتجسيد على أرض الواقع، وبطرق سهلة، حيث قال "يمكن تنفيذ المشروع على أرض الواقع وبكل سهولة وليس فقط في فلسطين، بل في جميع أنحاء العالم، ولكنه يحتاج إلى من يتبنى المشروع ويسهم في تطويره ودعمه ماديا".

المشروع سهل التجسيد على أرض الواقع إذا توافرت الإمكانات (صلاح الصادي)

عزلة ومشاكل لا تحصى

ورغم هذا التألق على المستوى العربي، فإن مشاكل البحث العلمي في قطاع غزة لا تعد ولا تحصى؛ فإضافة إلى العزلة والقيود المفروضة على القطاع بسبب الاحتلال الصهيوني، يشكو الباحثون العلميون من قلة الدعم المادي ونقص الإمكانات بسبب الوضع الاقتصادي المتردي الذي لا يسمح بتوفير ما يكفي من معدات وأموال.

وفي هذا الشأن، يقول صلاح الصادي "هناك العديد من الكفاءات العلمية القادرة على تحقيق الإنجازات، لكن للأسف الإمكانات المادية محدودة جدا لأن الوضع الاقتصادي صعب؛ فالحكومة لا يمكنها توفير كل متطلبات البحث العلمي أو تمويل المشاريع البحثية أو حتى دفع ثمن الفحوص المخبرية، وهذا خلق نوعا من الإحباط لدى الباحثين الذين فضل الكثير منهم الهجرة".

وبيّن محدثنا أنه "بالإضافة إلى العديد من المشاكل المالية، يواجه البحث العلمي في قطاع غزة مشاكل سياسية كثيرة بسبب القيود المفروضة على الجميع في المعابر والحدود أو السفر إلى الخارج، ويضاف إلى ذلك ضعف التعاون مع الجامعات العربية، وهو ما شكّل عزلة لهذا القطاع".

ويتطلع صلاح الصادي إلى إسهام الجائزة التي فاز بها في دفع عجلة البحث العلمي في قطاع غزة، وأن تكون مقدمة لتعاون عربي، والإسهام في فك العزلة التي يعيشها الباحثون في هذا القطاع.

المصدر : مواقع إلكترونية