هل تريد رؤية عطارد والمريخ والمشتري بالعين المجردة؟.. إليك طريقة المشاهدة

الهلال إلى جانب كل من كوكبي الزهرة وعطارد بعيد غروب الشمس/ وادي رم- الأردن (عبد الهادي موفق – الجمعية الفلكية الأردنية)

يظن كثير من الناس أن كواكب المجموعة الشمسية أجرام لا يراها سوى العلماء باستخدام تلسكوباتهم ومراصدهم الفلكية، وهو اعتقاد خاطئ لا أساس له من الصحة.

بل إن جميع الكواكب التي تحمل أسماء عربية (عطارد والزهرة والمريخ وزحل والمشتري) ترى بالعين المجردة وبسهولة أيضا، وعادة ما تكون لامعة ومميزة وتلفت الانتباه أكثر مما تفعله النجوم المتلألئة في ليالي الشتاء الصافية أو في أيام الصيف حين يجبر الحر الناس على الخروج للعراء أو المبيت فوق أسطح بيوتهم.

أسماء الكواكب عند العرب

ميز القدماء بمختلف ثقافاتهم وحضاراتهم الكواكب من النجوم، صحيح أن العرب يطلقون على النجوم في بعض الأحيان اسم "كواكب"، لكنهم يتبعون ذلك بوصف "الثابتة" تفريقا لها عن الكواكب السيارة التي تطوف بين النجوم، وهي الكواكب الخمسة المعروفة، وهذا يعني أن كل الأمم قد رأت الكواكب الخمسة وعرفتها، بل أطلقت عليها أسماء وفقا لبعض صفاتها.

فقد أخذ كوكب عطارد اسمه لسرعة حركته في السماء، إذ لا يكاد يظهر بضعة أيام حتى يغيب في الأفق، أما الزهرة فهو ألمع أجرام السماء بعد الشمس والقمر، وهو زاهر ساطع بحيث إنه يمكث في السماء إما قبل شروق الشمس أو بعد غروبها لساعتين لا يضاهيه جرم في السماء، وهو الذي يرى عادة بالقرب من القمر الهلال.

أما كوكب المريخ فسمي كذلك لأنه أمرخ، أي تظهر عليه البقع الحمراء، وهو أحمر بسبب وفرة أكسيد الحديد على سطحه، لذلك يسمى الكوكب الأحمر.

الكواكب المرئية في السماء كما ظهرت بعدسات تلسكوب الفضاء هابل ومركبات الفضاء كاسيني وماسنجر وماجلان (هاني الضليع)

أما المشتري فقد اشترى الحسن والجمال لنفسه، فهو أبيض لامع على الدوام، وهو أكبر الكواكب وأفضلها رؤية بالتلسكوبات، إذ تظهر حوله 4 أقمار، إلى جانب حزامين غيميين ملونين ينصفان قرصه الأبيض.

وأخيرا، كوكب زحل الذي يزحل ببطء بين النجوم، وهو متفاوت اللمعان، لكنه يظل الأجمل بين الكواكب بسبب حلقاته التي ترى حتى بتلسكوبات الهواة الصغيرة.

وقد جمع الشيخ ناصيف اليازجي أسماء هذه السيَّارات حسب ترتيبها من الأبعد إلى الأقرب بقوله:
تلك الدراري زحل فالمشتري.. وبعده مرِّيخها في الأثر
شمس فزهرة عطارد قمر.. وكلها سائرة على قدر

الكواكب في أيام الأسبوع

أطلقت أسماء الكواكب والشمس والقمر في اللغات ذات الأصول اللاتينية على أيام الأسبوع السبعة، ذلك أن الأجرام السيارة في السماء هي 7، 5 كواكب والشمس والقمر.

ونجد في الإنجليزية "صنداي/ الأحد" (يوم الشمس) و"منداي/ الاثنين" (يوم القمر)، و"ساتورداي/ السبت" (يوم زحل).

المنجمون يرمزون لكل كوكب باسم معدن ويشيرون إليه بيوم من أيام الأسبوع (هاني الضليع)

وفي الفرنسية نجد بقية الأيام "ماردي/الثلاثاء" (يوم المريخ)، و"ميركرودي/ الأربعاء" (يوم عطارد)، و"جودي/ الخميس" (يوم المشتري)، و"فندوردي/ الجمعة" (يوم الزهرة).

ولا يزال المنجمون يدرجون هذه التسميات في خرائطهم المعروفة باسم "الهوروسكوب"، للتنبؤ بحظوظ وطالع الأشخاص بحسب أيام ميلادهم ومواقع الكواكب في السماء يومئذ، ويرمزون إلى كل كوكب بأحد المعادن، فيرمزون للشمس بالذهب، وإلى القمر بالفضة، ولعطارد بالزئبق، وإلى الزهرة بالنحاس، وللمريخ بالحديد، وإلى المشتري بالقصدير، وأخيرا لزحل بالرصاص.

في سماء الغروب

إذا أحببت أن تتعرف على الكواكب عيانا فما عليك إلا أن تخرج بعيد غروب الشمس بقليل، وانظر في السماء نحو الجنوب وسترى جرمين أبيضين لامعين قريبين من بعضهما، أحدهما ألمع من أخيه، هذا هو كوكب المشتري، أما الثاني فهو كوكب زحل (لونه مائل إلى الصفرة)، وهو أخفت لأنه يقع على ضعف بعد كوكب المشتري من الأرض (مليار و400 مليون كيلومتر).

وسيظل هذا المنظر مرئيا حتى يناير/كانون الثاني من العام الجديد 2021 حين يبدأ الكوكبان بالغروب مع الشمس، أو حين تنتقل الشمس من برجها الذي هي فيه الآن (العذراء) إلى برج القوس حيث يقع كلا الكوكبين.

المشتري وزحل في سماء الخريف يجاورهما القمر يوم 25 سبتمبر/أيلول ويوم 22 أكتوبر/تشرين الأول ويوم 19 نوفمبر/كانون الثاني (هاني الضليع)

وفي يوم 25 من الشهر الجاري سيقف القمر التربيع (نصف بدر) بين الكوكبين مشكلا معهما مثلثا صغيرا لا يزيد أطول أضلاعه على مقدار كف اليد عند مدها في السماء، ليكون منظرا خلابا وفرصة لهواة التصوير الفلكي، وفرصة للناس لأن يتعرفوا على هذين الكوكبين، وسيتكرر هذا المشهد يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول ويوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني.

أما فجرا فيسطع كوكب الزهرة ناحية الشرق ليس كمثله شيء بين أجرام السماء بلون أبيض زاهر.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية