حدث مثير وفريد.. حفرية ثلاثية الأبعاد لأغرب حيوان من الثدييات

الحيوان عاشب ويشبه القوارض وحجمه يماثل حجم القط – بتصريح من الباحث (الجزيرة)
الحيوان عاشب ويشبه القوارض وحجمه يماثل حجم القط (الجزيرة)

هشام بومجوط

قال باحثون في دراسة جديدة إنهم عثروا في جزيرة مدغشقر على بقايا حيوان غريب من الثدييات، كان قد عاش قبل حوالي 66 مليون سنة ثم انقرض بعدها لأسباب مجهولة، لكن المدهش أن بقاياه وجدت تقريبا كاملة، وهي ذات ثلاثة أبعاد، كما يعتقد أنه أكبر الثدييات التي عاشت في ذلك العصر.

حدث مثير
المعروف أن كل البقايا الخاصة بالحيوانات أو الإنسان من العصور الغابرة التي عثر عليها إلى حد الآن ذات بعد واحد (مسطحة)، تحت تأثير ضغط الطبقات الجيولوجية، إلا أن بقايا هذا الحيوان كانت ثلاثية الأبعاد وهو حدث مثير في حد ذاته.

وقال الباحث الرئيسي، الدكتور ديفيد كروس من معهد علوم الأرض بجامعة كولورادو في تصريح عبر الإيميل للجزيرة نت "الاكتشاف مثير جدا لأنها المرة الأولى التي نعثر فيها على بقايا حيوان كاملة تقريبا".

وأضاف أن "الحيوان يبدو غريبا نوعا ما لأنه يختلف عن كل الثدييات التي نعرفها، وهو بحجم الفأر الكبير، حيث قدرنا طوله بحوالي 52 سنتمترا، ويزن حوالي ثلاثة كيلوغرامات، لكن نرجح أن يكون وزنه أكبر لأن البقايا التي وجدناها تعود لأحد صغاره".

‪الهيكل العظمي للحيوان في أبعاده الثلاثة (الجزيرة)‬ الهيكل العظمي للحيوان في أبعاده الثلاثة (الجزيرة)
‪الهيكل العظمي للحيوان في أبعاده الثلاثة (الجزيرة)‬ الهيكل العظمي للحيوان في أبعاده الثلاثة (الجزيرة)

الحيوان المجنون
يقول كروس "أطلقنا على هذا الحيوان اسم آدالاثيريوم هوي Adalatherium hui، وهي تسمية محلية ملغاشية تعني "الحيوان المجنون" وله خصائص مذهلة فهو يقوم بحركات مرنة وكأنه بلا عمود فقري".

ويضيف أنه "يختلف في الكثير من الميزات عن باقي الثدييات، لأن له أسنانا أمامية قاطعة مثل القوارض وأسنان خلفية لقطع العشب، مما يجعلنا نعتقد أنه حيوان عشبي ويمكنه الحفر لتشكيل جحور".

ويتابع "عدد الفقرات المشكلة لعموده الفقري يفوق عدد الفقرات المشكلة لباقي الحيوانات في ذلك العصر، نحن فعلا أمام حيوان نادر يعطينا صورة عن الحيوانات التي كانت تعيش في الجزر في ذلك الوقت".

وحسب الدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر يوم 29 أبريل/نيسان المنصرم، فإن هذا الحيوان ينتمي إلى فصيلة من الثدييات تسمى غوندواناثيريانز Gondwanatherians، وقد عثر على أول بقايا هذه الفصيلة عام 1980 بالأرجنتين، لكن بقايا هذا النوع المكتشف في جزيرة مدغشقر فريدة.

‪صورة حاسوبية لحيوان آدالاثيريوم هوي الذي عثر عليه في مدغشقر (الجزيرة)‬ صورة حاسوبية لحيوان آدالاثيريوم هوي الذي عثر عليه في مدغشقر (الجزيرة) 
‪صورة حاسوبية لحيوان آدالاثيريوم هوي الذي عثر عليه في مدغشقر (الجزيرة)‬ صورة حاسوبية لحيوان آدالاثيريوم هوي الذي عثر عليه في مدغشقر (الجزيرة) 

ليست في أي مكان آخر
كان قد عثر على هذه البقايا التي كانت من دون جمجمة، كما يقول الدكتور ديفيد كروس، طالب جامعي ملغاشي في يونيو/حزيران 1999 شمال شرق الجزيرة، وجرى حفظه ولكن لم تتناوله الدراسة إلا بداية عام 2002.

لكن في عام 2014 عثر على الجمجمة قريبا من الموقع الأول وخضعت كل البقايا لصور الماسح الضوئي، حيث تم تركيب الأجزاء، وستنشر تفاصيل أكثر حول هذا الحيوان في الدراسة المستفيضة التي يجري التحضير لها في إطار فيلم حول الثدييات.

ويقول العلماء إن جزيرة مدغشقر عاش عليها في السابق حيوانات لا نجدها في أي مكان آخر، تمكنت من العيش والتأقلم في ظروف صعبة ومختلفة باعتبار أن مساحتها محدودة.

يذكر أن جزيرة مدغشقر كانت قطعة من الهند، وانفصلت عنها جيولوجيا قبل حوالي مئة مليون عام، وقبل أن تصبح مع مرور الزمان أقرب إلى أفريقيا منها إلى آسيا، وهذا أيضا يشكل نقطة تأمل حيث يطمح العلماء إلى دراسة كيف عاشت حيوانات الجزر وهي متنقلة.

المصدر : الجزيرة