صورة عامة - ملف أسرار أيلول - أرشيفهم وتاريخنا 29/9/2011
أرشيفهم وتاريخنا

ملف أيلول ج2

يفتح البرنامج ملف وثائق 12 سبتمبر/أيلول 1970، ومواجهات دامية بين الجيش الأردني وعناصر الفدائيين الفلسطينيين، وقوات عراقية وسورية ترقب الأحداث.

– التسوية الحقيقية
– 21 سبتمبر.. اليوم الطويل

– كيسنجر رابين.. تنسيق الرفاق

– العرب.. هل هناك حل؟

 

محمد مصالحة
محمد مصالحة
صمويل هوسكينسون
صمويل هوسكينسون
حازم نسيبه
حازم نسيبه
أبو أحمد فؤاد
أبو أحمد فؤاد
مايك جرافيل
مايك جرافيل
طلعت مسلم
طلعت مسلم


عماد همام: يذكر التاريخ ووقائع ما جرى أن الصراع ظل مشتعلاً في الساحة العربية الداخلية فحسب، هذا ما نقلته وسائل الإعلام حينها لكن الوثائق أثارت السؤال الجديد ما الذي جرى خلف هذه النوافذ هنا، ما الذي دار وراء النوافذ هناك، وأي صراع نشب في الخفاء، كانت الأجواء ملتهبة، رهائن غربيون مجهولو المصير في قبضة عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مواجهات دامية بين الجيش الأردني وعناصر الفدائيين الفلسطينيين، قوات عراقية وسورية ترقب الأحداث، زعامات تحاول ترسيخ نفوذها، انقسامات حادة على الساحة الأردنية تجاه الأحداث، سلطة ملكية تعاني اختبار الحياة أو الموت.

التسوية الحقيقية

عماد همام:

لا تزال خفايا الإدارة الأميركية تتكشف عبر أرشيفهم، يكشف التقرير الصباحي المرفوع من مستشار الأمن القومي كيسنجر إلى الرئيس نيكسون، كيف كان التخوف الأميركي من أن يتحد الجيش مع الفدائيين ضد إسرائيل في حال تدخلها برياً ومن ثم ينهار نظام الملك حسين كلياً، يستبعد كيسنجر التدخل السوفيتي ويقرر أن التدخل الإسرائيلي سيتمتع بدعم لوجستي أميركي ويعوض عن تدخل الولايات المتحدة المباشر الذي سيخل بدورها كوسيط بين الأطراف.

هليل كوهين

/ باحث في العلاقات العربية الإسرائيلية: في أي بلد تكون فيه مقاومة حيوية تبرز مخاوف من أن يتعاطف محيطه معه ومن هنا كانت هناك مخاوف كبيرة لدى النظام الأردني من انضمام عناصر عسكرية أردنية إلى الفلسطينيين لدعمهم في مقاومتهم وصراعهم.

جمال سلامة

/ رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس: كانت إسرائيل تطلب أن تسمح لها الأردن الدخول في اشتباك للقضاء على المدرع السوري لكن الأردن رفضت وقالت أننا ممكن أن نتجاوز عن ضربة جوية إسرائيلية لهذا الفيلق لكن الهجوم لن يقبل أردنياً.

مايك جرافيل

/ عضو سابق في مجلس الشيوخ الأميركي: بالتأكيد كان هناك تخوف من تدخل إسرائيل لأن هذا كان سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في عدة دول عربية أخرى على رأسها مصر في ذلك الوقت، الخيارات لم تكن جيدة وأعتقد أن هذه الخطوة من قبل كيسنجر ونيكسون كانت تعتمد على المضي قدماً وتوفير حل أصلح للجميع.

عماد همام:

بالفعل واصل كيسنجر رسم الخطط بنفسه ليوزع الأدوار على كل طرف، تحكي الوثائق كيف قرر أنه إذا دخلت إسرائيل الأردن فسيكون على الولايات المتحدة أن تضمن أن لدى إسرائيل ما يكفي من الذخائر وغيرها من الإمدادات اللازمة للحفاظ على زخم هذا الهجوم، وأنه إذا قرر السوفيت أو المصريون الاستفادة من هذه الحالة، عن طريق تسخين جبهة السويس فستكون إسرائيل بحاجة إلى مجموعات خاصة من الأسلحة والمعدات.

هليل كوهين: كانت إسرائيل تقف على الحدود بدباباتها وسلاحها الجوي ومستعدة للتدخل وحماية المملكة الأردنية من المقاومة الفلسطينية.

صمويل هوسكينسون

/ نائب رئيس مجلس الاستخبارات الوطنية سابقا: وجود خطة لا يعني الإملاء لكن هناك توجهاً ضد كل ما يمثل مصدراً للخطر.

عماد همام:

على الساحة الأردنية كانت الأحداث تتفاعل بسرعة مطردة هذا ما أورده ضيفنا صمويل هوسكينسون مساعد كيسنجر في المذكرة التي نقل فيها إليه أن الملك حسين يميل إلى التحرك بقوة ضد الفدائيين عند الفجر أو بعد 24 ساعة لاحقة، قلق الملك يدور حول إمكانية التدخل السوري والاحتمال الأبعد هو تدخل القوات العراقية، في هذا الصدد الأردنيون يبحثون في خطط طارئة ويتساءلون عن إمكانية المساعدة الجوية من الولايات المتحدة أو من إسرائيل في حال تدخل أي من الدول العربية المجاورة، السفير بروان لم يعتبر ذلك بمثابة طلب رسمي لمشاركة عسكرية أميركية في هذا الوقت، ومع ذلك يمكن أن يأتي هذا الطلب الرسمي خلال لقائه غداً مع الملك حسين.

صمويل هوسكينسون: كان هناك قلق من السوريين ولاسيما على الجانب الأردني، وهناك كما تعرف حالة من الشك على جانبي الحدود بين البلدين.

هليل كوهين:

لقد كانوا تحت رحمة الجيش الأردني وحينها بدا أن الجيش السوري سيتدخل لحماية الفلسطينيين من مهاجميهم.

حازم نسيبه

/ سفير الأردن في القاهرة عام 1970: يعني البلد لما يشعر إنه مهدد من الخارج الشيء الطبيعي إنه يطلب المساعدة، يعني مش راح يخلي حاله يضيع بدون هذا، بس اللي بدي استبعده هنا العنصر الإسرائيلي، أما العنصر الأميركي بتصور ما بستبعدش، العنصر البريطاني مش أول مرة يعني في 1957، 1958 وقت ما انهار الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن، الأردن طلب مساعدة.

عماد همام:

في اليوم الموعود للقاء السفير بروان مع الملك، وأثناء تحضره للذهاب تلقى من وزير الخارجية وليم روجرز برقية عاجلة يقول فيها: "يجب ألا تستبعد تماما التدخل المباشر لحكومة الولايات المتحدة لصد السوريين والعراقيين، كما يمكنك أن تحبذ إمكانية الحصول على مساعدة مادية، يمكنك أن تبلغ الملك أن وضع الأردن مسألة ذات أهمية قصوى لدى الولايات المتحدة" ، جاءت هذه الوثيقة رداً على البرقية التي أرسلها بروان من عمان في اليوم السابق، مقترحاً تحرير الملك من وهم إمكانية قيام الولايات المتحدة بالتدخل في صد السوريين والعراقيين.

محمد مصالحة

/ عميد كلية الدراسات الدولية بجامعة الأردن: ما يؤلم حقيقة أنه ليس هنالك ضابط لهذه الحركات، كانت حركات فلسطين مجموعة من المجاميع المسلحة، بعضها له أيديولوجيات خاصة، بعضهم له ارتباطات مع هذه الدولة أو تلك.

حازم نسيبة:

يعني الملك حسين أبدى صبراً شديداً، شديداً جداً، وكان يحاول الضغط وتسكيت الأجهزة الأمنية والجيش وكذا إلى أن وصلت إلى المرحلة اللي تحدثنا عنها.

عماد همام:

مضى الملك في عزمه المعلن، أو تحرر بالفعل من وهم إمكانية التدخل الأميركي، بدأت التسوية الحقيقية على الأرض، إنه الموقع نفسه الذي تحركت فيه القوات الأردنية في الطريق إلى الزرقاء ومنطقة إربد، كان الهدف الرئيس السيطرة على عمّان بصفتها العاصمة وعلى جميع مرافق الدولة، حشد الجيش حوالي 35 ألفا من وحداته الهجومية في عمّان، وضعت قوات اعتراض حول الزرقاء، لمنع إمكان تدخل عراقي محتمل، كانت الخطة تقضي بإنهاء الأمر في غضون 48 ساعة لقطع الطريق أمام أية جهود دبلوماسية عربية، وقضت المرحلة الثانية من الخطة تطهير المنطقة الممتدة بين جرش وإربد، من جديد قاد كيسنجر مجلس الحرب الذي شكله من أفراد مجموعة واشنطن للإجراءات الخاصة اتفقت المجموعة على الانتظار لرؤية تطور الأحداث وعدم اتخاذ أي إجراءات خاصة مع المصريين أو مع الروس في الوقت الحالي، وأن ينقل السفير بروان إلى حسين تعاطف واشنطن واستعدادها للدعم، على أن تجهز وزارة الدفاع صفقة بهذا الخصوص، كما طلبت المجموعة تقييما للوضع من إسرائيل مع تحاشي سؤالها عن نواياها مع ضرورة أن تتوقف عن هجماتها إذا بدأت أميركا عملياتها الجوية.

صمويل هوسكينسون:

كما تعلم الولايات المتحدة قوى عظمى في حين أن إسرائيل بلدٌ صغيرٌ وحليف، لكن التنسيق بيننا وبينها كان على أعلى المستويات إذ لم يقف عند مستويات رفيعة فقط بل كان أعلى من ذلك.

عماد همام:

بعد ذلك التنسيق اختتمت مجموعة واشنطن للإجراءات الخاصة توصياتها مقررة ضرورة توضيح أن أي نشاط جوي أميركي في الأردن هو موجه ضد العراقيين والسوريين وليس الفدائيين، الوقت لا يزال مبكراً لإطلاع الكونغرس على ما يجري أو للذهاب إلى الأمم المتحدة، وزارة الخارجية هي من سيتعامل مع الصحافة، من هنا ظل الترويج الأميركي يوسع المواجهة لتصويرها وكأنها ستدور بين الفريق الأميركي والفريق السوفيتي.

جمال سلامة:

كانت الحركات المسلحة بالرغم من أنها كانت حركات مسلحة لكن كانت تتمتع بعلاقات مع الاتحاد السوفيتي، فكانت يعتبر بالفعل قضية دعمه للمقاومة الفلسطينية في ذلك الوقت هو في حد ذاتها نوع من النفوذ في الأردن، حتى إضعاف الملك حسين الذي هو حليف للغرب أو حليف لأميركان في حد ذاته كان يؤدي بطريق غير مباشر أو يخدم بغير مباشر النفوذ السوفيتي في المنطقة.

طلعت مسلم

/ رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمؤسسة الأهرام: مصر أعتقد أنها أوضحت بأكثر من طريقة، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أن ليس للاتحاد السوفيتي علاقة بما يدور في الأردن لكن أيضا هنا أيضا العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة الأردنية في ذلك الوقت أعتقد أن العلاقة كانت أكبر من أن الجهود المصرية تستطيع أن تؤثر فيها.

عماد همام:

الأرشيف الأميركي يقدم اليوم الدليل على التسخين المتعمد من الجانب الأميركي حيث تسجل هذه الوثيقة قول نيكسون أن العرب يعتقدون أننا نستعد للتدخل وهذا هو ما نريده تحديدا، وإشاراته إلى التحركات العسكرية وضرورة تغطيتها بشكل جيد صحفياً، يفضح الأرشيف الأميركي المواقف الحقيقية للسوفيت والتي وصفت من الجانب الأميركي بالملاحظة الناعمة والضعيفة أي ما أرسله السوفيت قبلها قائلين نعرب عن الأمل في أن تستخدم الولايات المتحدة نفوذها مع الحكومة الإسرائيلية من أجل منع احتمال استغلال إسرائيل لهذا الوضع، تكشف وثيقة أخرى أمنيات كيسنجر التي تتناقض مع محاولات الإصلاح الصادقة حين يصارح أفراد مجموعته بأن الجهود الدبلوماسية لمصر والإتحاد السوفيتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار في الأردن، وهذا من شأنه أن يعمل لصالح الفدائيين إذا تحقق وقف إطلاق نار قبل أن يكون الملك حسين في موقف قوي لفرض شروطه.

مايك جرافيل:

الحقيقة البسيطة هي أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت تتصرف كأنها حكومة داخل الحكومة وكان هذا يسبب قلقاً كبيراً حقاً، كان ذلك هو الدافع لدى جميع الأطراف والذي أدى إليه عامل زعزعة الاستقرار الذي تسبب به استيلاء منظمة التحرير الفلسطينية على الأردن وهو ما شكل تهديداً من شأنه أن يعطي تلك المنظمة دولة فعلية تسيطر عليها ولم يكن هذا الوضع ليجد القبول لدى إسرائيل والولايات المتحدة وبالطبع لدى الملك حسين.

أبو أحمد فؤاد

/ مسؤول إعلامي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: ليس هناك خيار آخر لإخراج هذا المحتل من الوطن إلا المقاومة، هلأ المقاومة هل هي شكل واحد، لا، المقاومة عدة أشكال، لكن تتوج بالعمل المسلح والعنف وإلى آخره، لأنه الاحتلال لا يمكن أن يخرج بمظاهرة أو بمسيرة أو حتى بضرب حجر مع احترامي لكل أشكال النضال هذه أو بالمقاطعة لوحدة أو ما شابه ذلك، لا بد من إيقاع خسائر في صفوف العدو كأفراد وفي نفس الوقت كمصالح.

صمويل هوسكينسون:

بالطبع يمكن أن تكون هناك مفاوضات في ظل اشتعال المقاومة، لكن تقييمنا في ذلك الوقت هو أن المجموعات الثورية الفلسطينية وخاصة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش المدعوم بقوة من السوفييت لم تكن تريد التفاوض أو الحديث في أي شيء وكل ما كانت تريده هو إسقاط الملك حسين والاستيلاء على الحكم في الأردن وهو ما حاولت القيام به بالفعل.

عماد همام:

قبل نشوب هذه الأزمة المستحكمة التجأ عبد الناصر إلى هذه الشواطئ الشمالية نزولاً عند طلب أطبائه للراحة والاستشفاء، مع تطور الأحداث قطع ناصر إجازته يحكي يزيد صايغ في كتابه كيف أرسل ناصر قوات من كتائب جيش تحرير فلسطين إلى درعا على الحدود السورية مع الأردن، تصاعدت حدة الهجمات الأردنية، أرسل ناصر برقيتين إلى الملك حسين يطلب منه فيهما ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، رد الملك بأن الفلسطينيين هم الذين لا يلتزمون بوقف إطلاق النار، استخدم الجيش الأردني الدبابات لضرب التجمعات الفلسطينية، هكذا أرسلت الحكومة السورية بعض مدرعاتها إلى داخل الأردن لإظهار تضامنها مع الفلسطينيين ولتخفيف الضغط عنهم فاشتبكت مع القوات الأردنية.

هليل كوهين:

بدأ الجيش السوري التحرك وظهر كأنه راغب في التدخل لحماية الفلسطينيين من هجوم الجيش الأردني وتذكر أن الفدائيين كانوا مسلحين تسليحاً خفيفاً بمسدساتٍ أو حتى بنادق آلية أي كانوا مجرد أيد تحمل سلاحاً ولم يكونوا يملكون دباباتٍ أو مدفعية.

محمد مصالحة:

هذه الفصائل لو كانت تحت قيادة موحدة وكانت الجهة تصدر الأوامر لها لتنصاع لوقف إطلاق النار أو إلى الالتزام بأي تسوية تتم لكان الأمر آخر أخف ضراوة وأخف وقعاً، لكن ما حصل أن هذه المنظمات كما قلت لك لها أجندات خاصة بها وقلما كانت فعلاً تنصاع.

عماد همام:

ازدادت الأوضاع خطورةً مع التطورات الجديدة في هذه البقعة، تلخص الوثائق الأميركية ما حدث حين تذكر قول وليام روجرز للسفير براون في عمان سندعو السوفييت إلى توجيه تحذيرٍ شديد اللهجة إلى السوريين، سنصر على ضرورة الانسحاب الفوري للقوات السورية، يعرض كيسنجر ما جرى على الرئيس نيكسون ذاكراً أنه بعد اشتباكات الليلة الماضية تجددت معارك الدبابات السورية والأردنية في وقتٍ مبكرٍ من صباح اليوم في منطقةٍ على مسافة ثمانية كيلو مترات داخل الشمال الأردني، يقدر الإسرائيليون أن السوريين لديهم نحو مئة وخمسين دبابة في منطقة الاشتباكات إضافةً إلى سبعين دبابة على الأراضي الأردنية وزارة الدفاع تسرع من عمليات جمع معلومات الاستطلاع الإسرائيلي ووضع خطةٍ للضربات الجوية ضد القوات السورية.

صمويل هوسكينسون:

لم يكن لدينا تخوف حقيقي من تدخل السوريين حيث كنا نعتمد على السوفييت لإبقائهم بعيداً عن الأزمة.

عماد همام:

استنجد الملك حسين بالملوك والرؤساء العرب لسحب القوات السورية، لكن ما الذي جرى على الأرض، وصلت إلى هنا برقية براون السفير الأميركي لدى عمان التي تذكر أن الملك حسين اتصل به وطلب إيصال رسالة عاجلة جداً إلى الرئيس نيكسون بأن الوضع يتدهور بشكلٍ خطير بعد الغزو السوري الهائل، القوات الشمالية تفككت وتم احتلال اربد، مطلوب ضربة جوية فورية من أي جهة ضد القوات المحتلة نتمنى الرد في أسرع وقتٍ ممكن وقد يتطلب الأمر إنزالاً برياً لقواتكم، على الفور هاتف كيسنجر الرئيس نيكسون انصب الحوار حول تحبيذ أن تأتي الضربة الجوية المطلوبة من الإسرائيليين، وحين سأل نيكسون إن كان الملك حسين أوضح أنه يريد من الإسرائيليين أن يتدخلوا فرد كيسنجر بأن الملك سبق وطلب معرفة مدى رغبة الإسرائيليين في التدخل في مرحلةٍ سابقةٍ من الأزمة، أعقب ذلك اتصال آخر مع رابين ليؤكد له أننا نتطلع إيجابياً إلى تصرفكم وقد طلب مني السيد الرئيس أن أخبركم بأننا سنعالج كل ما سيترتب على هذا التصرف من مشكلات تتعلق بالعتاد أو المواجهة مع السوفييت.

حازم نسيبه:

أنا بستطيع أني أؤكد من معرفتي للملك أنه لا يمكن، قد يطلب من أميركا، قد يطلب من بريطانيا ومش ضرب دولة عربية لأ مساعدة.

مايك جرافيل:

لا يوجد شك في أنه بمجرد اتخاذ القرار باستخدام القوات الأردنية لطرد منظمة التحرير الفلسطينية واتساع المواجهات حتى وصلت إلى الجنوب، ظهر أن الملك حسين كان يخسر بدلاً من أن يفوز، وظهر أيضاً أنه إن كان قد وجه نداءاً إلى الولايات المتحدة للتدخل وليس لإسرائيل فإن ذلك لم يحسب له كميزة داخل المجتمع العربي بالسعي للحصول على دعمٍ من إسرائيل من أجل إعادة تأسيس شرعية حكومته.

حازم نسيبه:

إسرائيل بالنص ما فيش إليها دور، لا يمكن أن الملك يقبل بدور إسرائيلي وعارف أن شعبه لا يقبل بهذا، شعبه الأردني.

[فاصل إعلاني]

21 سبتمبر.. اليوم الطويل

عماد همام:

بدأ هذا اليوم باكراً عن المعتاد أيقظ كيسنجر الرئيس نيكسون على مكالمةٍ هاتفية ليخبره أن رابين هاتفه ليؤكد له أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية كشفت عن وجود قواتٍ سوريةٍ ضخمة في مدينة اربد وإن لم تتحرك بعد نحو الجنوب، أبلغ كيسنجر رئيسه أن الإسرائيليين يعتقدون أن الضربة الجوية لن تكون كافية وربما يلزم تدخل بري، بعد مناقشات يقرر نيكسون عقد اجتماعٍ لمجلس الأمن القومي على الفور، ولكن على كيسنجر أن يبلغ الإسرائيليين ما سماه مجموعة مبادئ إلزامية لإسرائيل نجاح العملية الذي لا بد وأن يكون عسكرياً ودبلوماسياً، من الناحية العسكرية عليهم اتخاذ القرار بأنفسهم لإنجاز ضربةٍ جوية حقيقية إن لم تكن الضربة الجوية كافية فإن التصرف على الأرض يجب أن يقتصر على الأردن بشكلٍ صارم، غزو سوريا مسألة عسيرة، لكن قصفها بالقنابل ليس عسيراً، خلف هذا الباب انعقد أطول اجتماعٍ في خضم هذه الأحداث، طالت المداولات أبرز ما جاء بحسب الوثيقة هو قول الوزير روجرز إن لديه تحفظات شديدةً على إملاء كيفية إتمام العملية على إسرائيل ولعل ما ينبغي علينا فعله هو إبلاغهم بموافقتنا المبدئية والحصول على ردٍ من الملك بشأن رغباته ثم التقدم إلى إسرائيل باقتراح بأن تنفذ العملية بالطريقة التي تضمن أقصى النتائج وأسرع حلٍ ممكن، ستكون ورطةً دبلوماسية بشعة على كل حال.

مايك جرافيل:

أعتقد وأنا لا أملك معلوماتٍ مؤكدةً بهذا الصدد سوى خبرتي الشخصية في العمل بالمخابرات أن هذا هو الخيار الذي نوقش مع إسرائيل.

هليل كوهين:

كانت هناك دعاية إسرائيلية كاذبة مفادها أن الأردن يستعد لغزو إسرائيل مثلما حدث عام 1967 وكان الغرض الأساسي هو حماية النظام الأردني عسكرياً من شعبه ومن آلاف اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في الأردن.

عماد همام:

انفض الاجتماع الأول لمجلس الأمن القومي الأميركي حول أزمة الأردن وعقب انفضاضه جاء اتصال هاتفي بين كيسنجر روجرز وسيسكو كان الهدف منه كما جاء على لسان روجرز الاتفاق على كيفية إدارة النقاش مع رابين، كان رأي كيسنجر أن الخارجية أولى بإدارة هذا النقاش أما ما حدث بالفعل أنه بادر إلى الاتصال برابين.

كيسنجر رابين.. تنسيق الرفاق

عماد همام: إسحاق رابين العضو الناشط في منظمة البلماخ الصهيونية التي شنت العديد من الهجمات الإرهابية على الإدارة الإنجليزية لحكومة الانتداب البريطاني على فلسطين قبل إعلان الدولة الإسرائيلية، هو ضابط العمليات في حرب عام 1948 عمل قائداً للجيش الإسرائيلي خلال حرب يونيو حزيران عام 1967، تقاعد بعد الحرب عام 1968 ليصبح سفيراً لدى واشنطن، نقل كيسنجر إلى رابين أن سيسكو سيبلغه خلال دقائق بموافقة واشنطن على طلباتٍ إسرائيلية لتنفيذ الضربات المتفق عليها في الأردن وتبدو نصائح كيسنجر لرابين واضحةً لا لبس فيها إذ يقول، كلما قل ما تقوله كلما كان أفضل، قل فقط إنك ستتصل بحكومتك ثم تأتي لمقابلتي من المهم أن نعرف من يقول ماذا ولمن سوف أعطيك إرشاداتي، يرد رابين معترضاً لأن لديه تعليماتٍ أكثر تفصيلاً من حكومته يسأله كيسنجر إن كان بإمكانه معرفتها فيطلعه رابين على خلاصتها حيث كانت أن تحركات إسرائيل العسكرية لمنع السوريين والعراقيين من الاستيلاء على الأردن تتطلب تعبئةً وتحريك قوةٍ كبيرة نسبياً كما يجب افتراض استئناف وتوسيع الأعمال العدائية حتى على قناة السويس، ثم يطالب توضيح عددٍ من النقاط هل ستفاتح الولايات المتحدة إسرائيل رسمياً في هذا الشأن وهل يقبل الملك طلب المساعدة منا، ثم يطالب بتوضيحاتٍ حول كيف ستمنع الولايات المتحدة التدخل السوفييتي وهل ستقف في صف إسرائيل في الحلبة السياسية الدولية بما فيه الاعتراض في الأمم المتحدة.

مايك جرافيل:

هذا النوع من المواجهة كان من الممكن أن يبقى بين الطرفين السوري والأردني وكان سيتعين علينا بوضوحٍ مواصلة هذا النشاط، كان هنري كيسنجر على حقٍ في كل هذه المفاوضات والقرارات والخيارات وكان السؤال المطروح، هل قرب كيسنجر من رابين والعلاقة المستمرة بينهما منذ كانا معاً في الجامعة عندما كان رابين في واشنطن تأثير في هذا الشأن، حيث كان من المتوقع أن تكون جميع التحركات والمخططات والخيارات مطروحة للنقاش على طاولة هذين الرجلين.

هليل كوهين:

هذا سؤال يعيد إلى الأذهان التساؤل التقليدي من هو السيد ومن هو الدنيا والولايات المتحدة بالتأكيد هي التي تسيطر على تلك العلاقة فهي التي تقدم الدعم العسكري والمالي والسياسي الذي يسمح للنظام الإسرائيلي بالتحرك، أما الإجابة عن التساؤل هل يمكن أن يحدث خلاف بين الطرفين فهي نعم قد يحدث ذلك، ففي بعض الأحيان يختلف الطرفان في حجم ما يستحقه المرتزق وفي تحديد واجباته، كما أنهما قد يختلفان في السماح للمرتزق بأن يغتصب أو ينهب الشعب الذي يقمعانه من عدمه، وكذلك يمكن لمن يدفع للمرتزق أن يقول له عليك فعل هذا وليس ذاك، لأن سمعة بلدي على المحك.

عماد همام:

كان كيسنجر متعجلاً، قبل أن ينتصف نهار ذلك اليوم في واشنطن جرى اتصال جديد بين كيسنجر وسيسكو سأل كيسنجر سيسكو إن كان قد أرسل تلك البرقية وهي التي اتفق خلال اجتماع مجلس الأمن القومي على إرسالها إلى الملك حسين لمعرفة موقفه من رغبة إسرائيل في دخول بري إلى الأردن، تعرض الوثيقة سطوراً محذوفة لدواع أمنية، ولكن التالي يوضح الرد حيث يقول سيسكو لكيسنجر إن الملك إذا اعترض علينا أخذ هذا في الحسبان، نحن نفضل التحرك الجوي لكننا نحترم التقدير الإسرائيلي ونفضله بشدة في الأردن، يعاود كيسنجر السؤال عن تسلل السوريين إلى الأردن واستغاثة الملك، يطلب منه سيسكو الصبر حيث أفادت برقية جديدة بأن الوضع في الأردن أفضل مما كان في الصباح، وأن بعض الدبابات السورية تعود من الأردن إلى سوريا.

صمويل هيسكنسون:

عندما نركز على السوريين كنا نراهم في ضوء علاقتهم مع السوفييت، وكما تعلم كانت تلك هي أجواء الحرب الباردة، وبناءاً عليها كانت موسكو وواشنطن تقرران خطواتهما.

العرب.. هل هناك حل؟

عماد همام:

ألقى الرئيس عبد الناصر ورقته الأخيرة، بدأ القادة العرب بالتوافد إلى هنا وصل كل من الرئيس الليبي معمر القذافي ثم الرئيس السوري نور الدين الأتاسي والباهي أدغم رئيس وزراء تونس نيابة عن الرئيس بورقيبه، ثم الرئيس السوداني جعفر النميري، هنا انعقدت مجدداً مجموعة واشنطن وخرجت بقرارات جديدة لإذكاء نار الحرب حيث تنقل هذه الوثيقة اتفاقهم على قيام الخارجية بإعداد مسودات جديدة من التصاريح العلنية المقترح استخدامها في حالة اقتحام إسرائيل لسوريا بدلاً من الأردن، يقول كيسنجر لقد أمر الرئيس في هذا الصدد بأن نستكشف مع رابين إمكانية تشجيع إسرائيل على اقتحام سوريا المسار الذي رفضناه بالأمس، أدركوا أننا أجمعنا على رفضه بالأمس لأسباب سياسية لكنني أود تقديم بعض مبررات الرئيس، التدخل البري الإسرائيلي سيكون شديد الصعوبة على حسين أما الهجوم على سوريا فهو أقل خطورة عليه مما لو كان موجهاً إلى أراضيه وأيضاً من الأسهل حمل إسرائيل على الانسحاب من الأراضي السورية عن الأردنية إذا تدهور الموقف في الأردن فقد تتخذ إسرائيل من هذا ذريعة للبقاء، كما أنه قد يفيد المعتدلين إذا بقي منهم أحد في العالم العربي، بحيث يلقون باللوم على سوريا لأنها تسببت في القتال.

مايك جرافيل

: غالباً ما كان هنري كيسنجر يتفاخر بأنه يستطيع إرغام إسرائيل على الانسحاب من الأردن إذا اضطرت إسرائيل إلى الدخول للأردن من أجل طرد سوريا أعتقد أن هذا كان مجرد تفاخر، وأعتقد أن إسرائيل لها استقلالية خاصة أكثر قليلاً مما كنا نتوقع، فقد كانت لدى الإسرائيليين خبرة وقدرة على تحريك الكونغرس بصورة متكررة، كما أنه كان بإمكانهم الضغط على الإدارة الأميركية في اتجاه مصلحة إسرائيل.

عماد همام:

عقب الاجتماع رفع كيسنجر تقريره إلى الرئيس نيكسون وقد بدأه بمعلومات إسرائيلية عن استيلاء القوات السورية على إربد بدون مقاومة وتمركزهم فيها وتعزيزهم لمواقعهم حول الرمثا ثم أورد كيسنجر نص رسالة الملك حسين موضحاً أنها رسالة متابعة أرسل عبر كاتم أسراره المقرب زيد الرفاعي، الذي جاء فيها رأى الملك فيها أن الضربة الجوية كفيلة بترجيح كفة الميزان، لكن إذا انقطع الاتصال بيننا نتيجة لانهيار السلطة في عمان، فاعتبروا أن معكم تفويضاً مني بالإبرار، ظلت الأيام تحمل الأخبار التي أدت إلى نزع الفتيل شيئاً فشيئاً، تواصل الصمود الأردني في المواجهات مع سوريا، استمرت جهود المصالحة العربية نشطت الدبلوماسية على الأصعدة كافة، يلخص كيسنجر المواقف في فقرة من تقريره إلى الرئيس في الثاني والعشرين من سبتمبر حين يقول، المشكلة الأردنية قد تجد حلها في سياق عربي، يرى العسكريون الإسرائيليون أن سوريا ستواجه صعوبات لوجستية خطيرة خلال 3 إلى أربعة أيام، وقد تتمكن القمة العربية رغم أن علينا أن لا نعول على هذا من توفير مخرجٍ يحفظ ماء الوجه ويمكن السوريين من الانسحاب.

محمد مصالحة:

نحن نذكر ذلك بكل وفاء أن الرئيس الراحل حافظ الأسد كما تشير الوثائق التاريخية وكما هو عشنا في الذاكرة أنه تم سحب القوات دون إراقة المزيد من الدماء في هذه المرحلة، بالإضافة إلى استبسال الجيش الأردني في الدفاع والمواطنين الأردنيين في الدفاع عن حياة الوطن في تلك الفترة.

عماد همام:

يفضح الأرشيف استعداد إسرائيل بدعم أميركا للتضحية بأي عنصر في اللعبة الإقليمية في سبيل تحقيق أهدافها، في الرابع والعشرين من سبتمبر تلقت الخارجية الأميركية في واشنطن برقية من وكالة الاستخبارات المركزية صنفت بأنها حساسة جاء فيها أن وزير الخارجية الإسرائيلي أبلغ السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة أن إسرائيل ورغم أنها تؤيد الملك حسين إلا أن العالم لم ينته باختفائه من المشهد، تضيف هذه الوثيقة أن الوزير الإسرائيلي قال إن الفلسطينيين سيتحلون بمسؤولية أكبر إذا ما جربوا أعباء الحكم اليومية، أضاف السفير يوست أن إيبان بدا وكأنه يوحي بأن إسرائيل عاجلاً أم أجلاً ستضطر إلى التفاهم مع الفلسطينيين وقد يكون هذا أسهل على المدى الطويل إذا كانوا في موقع الهيمنة في الأردن.

حازم نسيبه:

إسرائيل كانت تعتبر الملك حسين عقبة رئيسية أمامها وبالأخص لأنه كان له علاقات وثيقة مع معظم رؤساء دول العالم، وبالتالي كان إله احترام خاص وما بدهم يكون بدهم واحد يقول والله هاد إرهابي وهاد عمل وهاد كذا فكان ما نستبعدش أبداُ إنه إسرائيل دائماً بتحط بذهنها هالشيء حتى تخلص من هالوضع، وحتى تخلط الأوراق ساعتها بيقولوا هاي فلسطينيين هاي دولة فلسطينية إذن ليش يطالبوا بدولة فلسطينية ولذلك الوثيقة هذه بالفعل تعبر عن توجهات إسرائيلية.

صمويل هيسكنسون:

في تلك المرحلة كان العالم العربي مختلفا تماماً عما هو عليه الآن، وكذلك كانت الولايات المتحدة مختلفةً أيضاً والموقف كله كان مختلفاً، وكانت وجهة نظرنا أن الجبهة الشعبية بقيادة جورج حبش وغيرها من المنظمات الصغيرة تمثل خطراً جدياً على المصالح الأميركية ولذا فإن أي ضرر يصيبها سيصب بالتأكيد في مصلحتنا، كما أن علاقتها بالسوفييت كانت تقلقنا ومن هنا كنا نعمل على تهميشها بقدر الإمكان.

عماد همام: في سرده لما جرى بالفعل ينقل باتريك سيل في كتابه الصراع على الشرق الأوسط قول حافظ الأسد وزير الدفاع حينها لقد كانت ورطةً صعبة، كنت حزيناً لمقاتلة الأردنيين الذين لم نفكر فيهم على أنهم العدو، ولم أشرك سلاحنا الجوي الأكثر قوة منهم لأنني كنت أريد أن أتفادى التصعيد، وشعرت بأننا ما دمنا قادرين على تحقيق هدفنا بحماية الفدائيين بدون إشراك سلاحنا الجوي فلا حاجة إلى إشراكه، يوم 22 من سبتمبر أيلول أمر الملك حسين اللواء المدرع الأربعين المعزز بالدعم الجوي بالاشتباك مع الدبابات السورية التي أصيب منها عددٌ كبير وبعد ظهر اليوم نفسه كانت الوحدات السورية عائدة أدراجها إلى سوريا.

محمد مصالحة: التدخل الدولي أو البعد الدولي كان إله تأثير كبير بالإضافة إلى دور الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كان قائد القوة الجوية بأن يقوم بحركة التصحيح وأن يوقف مثل هذا التدخل وسحب القوات السورية تحت الضغط المسلح الأردني والعسكري الأردني والقرار السوري.

عماد همام:

انسحبت القوات السورية وسلمت الفدائيين محلها في مواضع كثيرة في الشمال، وصل عرفات على القاهرة مع النميري والشيخ سعد السالم الصباح أعلن وقفٌ لإطلاق النار وانهار مرات عدة بينما كان الضغط يتصاعد على الملك حسين للدعوة إلى وقف إطلاق النار نفذ الجيش الأردني محاولة جديدة لتحقيق أهدافه الباقية فاستولى على مخيم الوحدات ومعظم أجزاء جبل التاج وجبل الأشرفية في عمان، في حلول يوم 25 من سبتمبر أيلول تمكن من تحقيق السيطرة التامة على الزرقاء ومخيمات اللاجئين في محيطها، كما أخرج الفدائيون من ماركا وجبل الهاشمي في العاصمة إلا أنهم تمكنوا من البقاء في وسط المدينة وجبل اللويبدة وجزء من جبل عمان.

أبو أحمد فؤاد

: وكنا حريصون أن نستعيد الوضع الهادئ ونرمم ما تم تدميره في العلاقة، وأيضاً نوقف استمرار هذا النزيف، ودخلنا بحوارات مع الأخ أبو عمار الله يرحمه، وأبو عمار دخل بحوارات مع الملك حسين كمان الله يرحمه على أساس إنه خلينا نهدئ الوضع ونعمل هدنة بينما نوجد حلول تنهي هذه الإشكالية ونعمل اتفاقيات جديدة.

جمال سلامة:

أظن أن الفصائل الفلسطينية هي كانت الخاسر في هذه الأزمة الأردن هي كانت الرابح، الولايات المتحدة رأت أن الخروج بمثل هذه المقررات هو انتصار للدبلوماسية الأميركية.

حازم نسيبه

: بتصور إنه مصر لعبت دورا كبيرا جداً والرئيس جمال عبد الناصر شخصياً كان على اتصال وكان السيد سامي شرف إللي هو مدير مكتبه على اتصال كل 5 دقائق بالوضع، لأنه أنا زرته مرتين ثلاثة بتلك الفترة لملاحقة المواضيع، للدعوة للقمة.

عماد همام:

هنا التأم شمل كل الأطراف المتناحرة، بعد أكثر من خمس ساعات من الجدل والحوار والمناقشة والاتهامات المتبادلة تم التوصل إلى اتفاق، تم الإعلان عنه في جلسة علنية مذاعة على الهواء عقدها المؤتمر في التاسع من مساء يوم الأحد السابع والعشرين من سبتمبر أيلول، كان الاتفاق الذي وقعه الحسين وعرفات يقضي بوقف إطلاق النار فوراً في جميع المواقع الأردنية، انسحاب الجيش الأردني وأفراد المقاومة من جميع المدن قبل مغرب اليوم نفسه، وتكليف لجنة برئاسة الباهي أدغم ممثل الرئيس بورقيبة بالسفر إلى الأردن في اليوم التالي الاثنين 28 من سبتمبر أيلول.

طلعت مسلم:

المخرج اللي وصل إليه في اتفاق القاهرة في سبتمبر سنة 70 كان هو المخرج الممكن على الأقل في ذلك الوقت بحيث إنه أمكن إنقاذ المقاومة الفلسطينية وفي نفس الوقت المحافظة على الوضع في الأردن بالشكل الذي لا يؤدي إلى تدخل أجنبي أكبر مما كان في ذلك الوقت.

أبو أحمد فؤاد

: انعملت الاتفاقيات الجديدة وهذا التدخل من عبد الناصر وزعامات أخرى في ذلك الوقت وصل لحد إنه خلينا نوقف الآن إطلاق النار.

جمال سلامة:

بالطبع يعني هناك وجهات نظر مختلفة لكن في النهاية هذه الأزمة بالفعل هي وضعت حداً لسلطة أو نفوذ الفصائل الفلسطينية.

عماد همام:

لم تندلع الحرب التي حلم بها كيسنجر ولكنه حقق الكثير من أحلامه.

حازم نسيبه

: كيسنجر بحب كان استمرار الفوضى لأنه ما بدوش، ما بدوش إنه يصير تسوية.

عماد همام:

في اليوم التالي بدأ عبد الناصر يودع الملوك والرؤساء العائدين إلى بلادهم، طويت صفحة أسوأ محنة تعرضت لها الأمة العربية، نزيف الدم العربي بأيدٍ عربية لكنها مثلت جرحاً غائرا في ضمير الأمة، في المساء توفي جمال عبد الناصر.