الجانب الآخر

كره الفلسطينيين وتهديد الأسد واغتيال أخيه.. أمين الجميل يكشف أسرارا خفية عن حياته وبلاده

كشف الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل عن أن تهمة كرهه الفلسطينيين والمسلمين أمر عادي، وذلك لأن كثيرا من المخلصين للقضايا العربية عانوا من مؤامرة تحطيم معنوياتهم وتشويه سمعتهم.

وأوضح خلال استضافته في برنامج "الجانب الآخر" (2021/10/10) أنه يميز بين قدسية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عربية إنسانية، وبين الجنوح والممارسات الفلسطينية التي حدثت في مرحلة ما في لبنان، والتي هو ضدها.

وأضاف أن التنظيمات الفلسطينية لم تكن موحدة، بل كانت تابعة لدول مختلفة تحركها لمصالحها عبر المخابرات، معبرا عن اعتزازه بدفاعه عن أهالي لبنان في وجه الاعتداءات الفلسطينية عليهم.

أما بشأن خلافه مع شقيقه بشير الجميل، فصرح بأنه لم يكن هناك صراع أو تصادم مع بشير، ولكن الأخير كان من ضمن واجباته تنظيم القوات العسكرية وخوض المعارك بمختلف أشكالها، في حين كان يهتم هو بالجانب السياسي وتفضيل الحوار بين مختلف الأطراف، مشددا على أنه كان هناك تنسيق دائم بينهما.

وبشأن اغتيال شقيقه بشير، أوضح أن هناك شكوكا كبيرة تحوم حول ضلوع بعض مستشاري أخيه في عملية اغتياله، ولكن تمت إعاقة التحقيق في هذا الإطار لعدم كشف العناصر المندسة بمحيط البشير التي شاركت في اغتياله.

معطيات معقدة

وعن مرحلة حكمه لبنان، قال إنه عند انتخابه رئيسا للجمهورية عام 1982 كان لبنان يواجه ظروفا صعبة ومعطيات معقدة ومتأزمة، ولكنه كان واعيا لمسؤولية الرئاسة والمرحلة، باذلا كل الجهود لإنقاذ الجمهورية من التقسيم، ولذلك كان التحدي الأهم أمامه هو إقناع اللبنانيين بأن هدفه هو توحيدهم وتشكيل حكومة يثقون بها.

وذهب إلى أنه في مرحلة حكمه كانت معظم المؤسسات مفككة، لذلك كان من المستحيل لأي محكمة لبنانية محاسبة عملاء سوريين أو إسرائيليين في لبنان، خاصة في ظل ضغط سوريا وفلسطين على لبنان، وكذا الخطر الدائم والمجاعة في البلاد.

أما بخصوص تهديد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد له، فقال إن أسلوب لبنان مختلف عن نظيره السوري، فالفريق السوري كان يتهم الجميل بالتعنت، وذلك لأن الجميل كان مقتنعا بأن الاتفاق الثلاثي في دمشق يتناقض مع سيادة ووحدة ومصلحة لبنان.

كما ذكر أن رفضه -بوصفه رئيسا للجمهورية- توقيع الاتفاق يجعله هشا وغير رسمي، مشيرا إلى أن الأسد أخبره أنه منع مسؤولين سوريين من تفجير طائرة الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات الذي جاء لدمشق ليخبر الأسد بعزمه الذهاب إلى القدس، وهو ما فهم أنه تلميح بالتهديد لاستهداف الجميل إذا ما أصر على موقفه المعارض من الاتفاق.

وبعد انتهاء ولايته، اختار الجميل الذهاب إلى المنفى في باريس لمدة 11 عاما، وذلك لعدم شعوره بالأمان في بلده لبنان، موضحا أن الخطر كان سوريا ومسيحيا، ووجوده في لبنان بدون حماية يشكل خطرا على حياته، خاصة أنه تعرض لـ3 محاولات اغتيال.