سيناريوهات

سيناريوهات تهويد القدس.. لماذا يتم تهجير الفلسطينيين؟ وما الذي تغير في حرب غزة الأخيرة؟

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تشديد إجراءاتها العسكرية ومضايقاتها المتكررة لعزل سكان حي الشيخ جراح وحي بطن الهوى في سلوان جنوب المسجد الأقصى، في ظل مخطط إسرائيلي أوسع لتهويد البلدة القديمة.

وبهذا الصدد، تساءل برنامج "سيناريوهات" (2021/5/27) عن مآلات سياسة تهويد القدس وتعزيز الوجود الاستيطاني فيها، وكيف يمكن استثمار زخم الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية في الحفاظ على هوية المدينة ودعم صمود أهلها؟

وقال رئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل تفكجي إن إسرائيل لها برنامج منذ القدم يهدف إلى تهويد فلسطين، وذلك من خلال عدة قوانين منها قانون مصادرة الأراضي للمصلحة العامة وقانون تنظيم البناء، مشددا على أن الاحتلال يهدف إلى جعل العرب أقلية واليهود أغلبية.

واعتبر أن قضية حي الشيخ جراح وبطن الهوى تدخل ضمن هذه السياسة الإسرائيلية المخطط لها، مؤكدا أن القوانين الإسرائيلية ساهمت في مصادرة نحو 87% من مساحة القدس الكاملة باستخدام قوانين تؤسس لخدمة مشروعهم التهويدي الذي يسعى إلى جعل عدد اليهود يصل إلى نسبة 88%.

بدوره، قال فارس بريزات الوزير السابق ومدير مركز نماء للدراسات الإستراتيجية، إن موقف الأردن بشأن القضية الفلسطينية ثابت ولم يتغير، وهو رفض الاستيطان ومصادرة الأراضي ورفض التهجير وتغيير طابع الأراضي، معتبرا أن كل الإجراءات الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي وتتعارض بشكل مباشر مع قرارات الأمم المتحدة.

وأضاف أنه بموجب الاتفاقيات الدولية، فكل ما تقوم به إسرائيل مناف لها، ولكن المستجد هو أن الرأي العام العالمي بدأ يتغير ويتعاطف أكثر مع الحق الفلسطيني، ويرى أن ما تقوم به إسرائيل ليس فقط جرائم ضد الشعب الفلسطيني ولكن جرائم ضد الإنسانية جمعاء.

أما لارا فريدمان رئيسة مؤسسة السلام في الشرق الأوسط والدبلوماسية الأميركية السابقة، فقالت إن ما حصل في حي الشيخ جراح هو مجرد نموذج لما يحصل وسيستمر حصوله في فلسطين، ولكن الجديد في الأمر أن الناشطين على الأرض يقومون بعمل جاد لمشاطرة رسالتهم وجعل العالم يعرف الحقيقة.

وشددت على أن إسرائيل قد تستمر في سياستها مع إفلاتها من العقاب وعدم اتخاذ قرارات ضدها من المجتمع الدولي، ولذلك فعدم استمرارهم في سياستهم رهين بمدى معرفتهم لرد الفعل الذي حصل مؤخرا من قبل الجيل الجديد من الفلسطينيين، معتبرة أن الرواية الإسرائيلية برغبتها في السلام أصبحت وهما.

يذكر أن منظمة هيومن رايتس ووتش أكدت في تقرير لها أن سياسة التهويد تهدف إلى تعزيز هيمنة الإسرائيليين اليهود على الأرض، وجعل أغلب الفلسطينيين متمركزين في جيوب محاصرة ذات كثافة عالية وخدمات رديئة، مما جعلها تصف السياسات الإسرائيلية بأنها تُشكل جريمتي فصل عنصري واضطهاد.