سيناريوهات

25 عاما على حرب البوسنة.. هل تحققت العدالة للضحايا؟

وُصفت بأنها الجرح النازف لأوروبا؛ باعتبارها أسوأ جريمة مروّعة ارتكبت على أراضيها منذ الحرب العالمية الثانية. إنها مجزرة سربرنيتسا التي أحيا العالم ذكراها 25 الأسبوع الماضي. فهل تحققت العدالة لضحاياها؟

محكمتان دوليتان وصفتا المجزرة بأنها إبادة جماعية؛ المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، ومحكمة العدل الدولية، لكن أصوات الإنكار، وحتى التفاخر، ما تزال تُسمع في منطقة البلقان، وتتردد أصداؤها في أرجاء أوروبا.

حلقة الخميس (2020/7/16) من برنامج "سيناريوهات" تساءلت عن الذي تحقق من العدالة حتى الآن لضحايا الحرب في البوسنة؟ وأي بيئة مواتية لمصالحة حقيقية بين المكونات العرقية لسكان البوسنة والهرسك؟ وما الدروس الواجب تعلمها في أوروبا حتى لا تتكرر المأساة؟

وبعد ربع قرن، يواصل أسر ضحايا مجزرة سربرنيتسا البحث عن بعض المفقودين، ويطالبون بضرورة محاكمة من تبقى من المسؤولين عن هذه الجريمة، تكريما لذويهم وتحقيقا للعدالة.

في المقابل، لا يزال القادة السياسيون لصرب البوسنة يصرون على الإنكار، ويعتبرون استخدام وصف الإبادة أمرا غير مقبول.

ورأى ديفيد تولبرت النائب السابق للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة أنه ما زال هناك الكثير الذي ينبغي القيام به، مطالبا بالتصدي والوقوف في وجه إنكار المذبحة، ومعاقبة كل المتورطين فيها فعلا أو إنكارا.

وأبدى تولبرت تفهمه للحرقة التي يشعر بها أهالي ضحايا مذبحة سربرنيتسا، لكنه اعتبر أن من الصعب اعتماد اتفاقية عابرة للحدود بشأن معاقبة منكري المذبحة، مطالبا في الوقت نفسه بمزيد من التحقيقات والعقوبات ضد مرتكبي الجرائم من أجل الدفع باتجاه العدالة.

من جهته، قال الدبلوماسي البوسني نصرت تشنتشار إن هناك دورا كبيرا ينبغي على المجتمع الدولي القيام به للضغط من أجل تحقيق العدالة للضحايا.

وأعرب تشنتشار -وهو مؤلف ومترجم للعديد من الكتب التي تتناول القضية البوسنية- عن خشيته من وقوع نزاعات مسلحة في المستقبل جراء إنكار جرائم الحرب السابقة، خاصة مع ما يجده هؤلاء المنكرون من تشجيع وتأييد من الدوائر اليمينية المتطرفة في أوروبا.

أما السفير الأميركي السابق لقضايا جرائم الحرب ديفيد شيفر فرأى أن سن قانون يعاقب إنكار مأساة سربرنيتسا أمر مجدٍ، مستشهدا بألمانيا التي لا يُسمح فيها بإنكار الهولوكوست.

واعتبر شيفر -مؤلف كتاب "غرفة العمليات.. في مسرح الحرب والسلام" عن الحرب في البوسنة- أن تمادي البعض في إنكار المذبحة بعد كل هذه التحقيقات بشأنها غير معقول، متهما إياهم بالتلاعب بمشاعر الناس لتحقيق أهداف سياسية.

وأضاف شيفر أنه إذا أرادت صربيا أن تصبح جزءا من المنظومة الأوروبية، فإن عليها أن تنظف سجلها وتاريخها، مؤكدا أن صربيا لن تكون في وئام مع القيم الأوروبية إذا استمرت في إنكار الإبادة.