حديث الثورة

عام على التدخل الروسي.. حمائم القتل

عرضت الجزيرة -ضمن برنامج “حديث الثورة”- الفيلم الوثائقي “حمائم القتل”، وتلاه نقاش بمناسبة مرور عام على التدخل العسكري الروسي في سوريا وأهدافه، وماذا حقق، وموقف القوى الدولية منه.

عام مضى على التدخل العسكري الروسي في سوريا. لم تنته الحرب ولم ينته تنظيم الدولة ولم ينتصر الأسد ولم تنتصر المعارضة.

غير أن الأشد إيلاما هو مأساة المدنيين التي لم تنته وإنما عمقها التدخل الروسي. ففي حلب وحدها أشار المعهد السوري للعدالة إلى مقتل نحو ألف وثمانمئة مدني جراء الغارات الروسية خلال العام الماضي.

وقبل أن تبدأ حلقة (2016/9/30) من برنامج "حديث الثورة" نقاش الموضوع، عرضت فيلما وثائقيا بعنوان "حمائم القتل"، رصدت فيه أهداف التدخل الروسي في سوريا وماذا حقق، وموقف القوى الدولية منه.

تفاهموا مع روسيا
ويلفت الانتباه في الفيلم أمران: الأول تصريح المعارض السوري محمود الحمزة بالقول "أذكر منذ بداية الثورة السورية لقاءاتنا بمسؤولين أوروبيين وأميركيين كثر، وكانوا كلهم يقولون لنا بالحرف الواحد: اذهبوا إلى روسيا. وتفاهموا مع روسيا".

الأمر الثاني على لسان الخبير الروسي في مركز تحليل التقنيات والإستراتيجيات العسكرية نيكيتا لوموف، إذ قال إنه لم تكن هناك ضرورة لاستخدام صواريخ "كاليبر" والطيران الإستراتيجي، ولكنها خطوة سياسية نقلت روسيا إلى نادي الكبار، وهي ذات أبعاد اقتصادية لما يمكن أن تحققه من دعاية للسلاح الروسي.

وتحدث عن تجربة الأسلحة، فقال "على سبيل المثال لم يتم استخدام المقاتلة سوخوي34 من قبل، فكان من الضروري تشغيلها لاكتشاف النواقص وتحسين أساليب استخدامها".

طموحات بوتين
بعد هذا كله يجدر طرح السؤال: هل نجحت روسيا في تحقيق أجندتها؟ يقول المسؤول السابق في الخارجية الأميركية نبيل خوري إنها نجحت على المدى والقصير وربما المتوسط، فهي دعمت نظام بشار الأسد الذي كان سيسقط على يد المعارضة، لكن في المدى البعيد يبدو أن بوتين طموح وطموحاته مكلفة، ولذلك سيستنزف اقتصاديا وعسكريا والأهم أمنيا.

أما رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح، فقال إن روسيا استخدمت سوريا صندوق بريد سعى عبره بوتين لإرسال رسائل تفيد بعودته للساحة الدولية، ولكن "الثورة السورية من حيث المآل هي التي ستنتصر".

وعن وجود تصور روسي لسقف زمني تخرج به روسيا، قال نائب وزير الخارجية الروسي السابق أندريه فيودوروف إن بعض المسؤولين العسكريين والمحليين يرون أنه ينبغي الاستعداد للبقاء عاما أو عامين، لافتا إلى أنه ليس هناك حل عسكري ولا سياسي، وهذا مأزق لروسيا.

وبوصفه مسؤولا رسميا في الخارجية الأميركية سابقا، سُئل نبيل خوري عن تحمّل أميركا المسؤولية، فقال إن "غباء" جون كيري جعله يدرك الآن أن المحادثات مع روسيا ولدت ميتة، مفيدا أن أميركا تخاذلت أمام الدور الروسي ولم تدرك لعبة بوتين.

مسؤولية أميركا
وخلص إلى أن المسؤولية عن المجازر -وآخرها حلب- تتحملها موسكو ثم نظام بشار الأسد، وبشكل غير مباشر واشنطن التي فشلت في لعبتها مع الروس.

بدوره أضاف المالح أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ضالعان في المسؤولية والصمت على كارثة سببها التدخل الإيراني وتوفير غطاء روسي في مجلس الأمن، قبل أن تتدخل موسكو مباشرة.

في نهاية المطاف قال المالح إن المعارضة السياسية والعسكرية ترفض رفضا تاما أن تكون روسيا لاعبا أو طرفا محايدا في سوريا، بل إنها ستتحمل مسؤولية إعادة إعمار البلاد، وإن المعارضة ستلجأ إلى محكمة لاهاي.