للقصة بقية 

عام على حكم طالبان.. كيف أصبحت الأحوال في أفغانستان؟

سلط برنامج “للقصة بقية” بحلقته بتاريخ (2022/8/22) الضوء على الأوضاع في أفغانستان بعد مرور عام على تولي حركة طالبان إدارة البلاد، وذلك في أعقاب عقدين من الوجود الأميركي والدولي.

وعرض "للقصة بقية" في بداية الحلقة فيلما تطرق للأحوال التي آلت إليها أفغانستان بعد 20 عاما من الوجود الأميركي والدولي، وكذلك بعد مررو عام كامل على تولي حركة طالبان السلطة.

ووفقا للأرقام الرسمية المتداولة، فإن الولايات المتحدة أنفقت خلال وجودها على الأراضي الأفغانية منذ عام 2001 نحو تريليوني دولار، كما أنفقت 140 مليار دولار على إعادة بناء البلاد التي ظلت طيلة 4 عقود مسرحا لحروب بين قوى دولية عظمى.

لكن، وكما أوضح الفيلم الذي نقل مشاهد مأساوية عن الواقع الأفغاني والتقى مسؤولين أفغانا وأميركيين، فإنه لا يظهر أي أثر لهذه الأموال الكثيرة لا على البنى التحتية ولا على معيشة الشعب الأفغاني، الذي تؤكد الأمم المتحدة أن نسبة كبيرة منه بحاجة لمساعدات غذائية عاجلة، زيادة على انعدام الخدمات الصحية والتعليمية في البلاد.

ويرى مسؤولون أميركيون أن ما آلت إليه أفغانستان بعد عام من حكم طالبان هو كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، غير أن مسؤولي طالبان الذين تحدثوا للبرنامج، ومن ضمنهم عضو مكتبها السياسي محمد نعيم، أكدوا أن الحركة استلمت البلاد في حالة يرثى لها، وأنهم استطاعوا خلال 12 عاما تحقيق ما وصفوها بالمعجزة على كثير من الأصعدة، وأهمها إعادة الأمن والسلام للبلاد، وتحقيق إنجازات اقتصادية وتعليمية وسياسية كبرى.

وبحسب ريتشادر بونزيو كبير الباحثين في مركز ستيمبسيون، فإن واقع الحال في أفغانستان الآن دليل على فشل إداري وسياسي حاد لحركة طالبان.

ولم ينكر بونزيو أن الولايات المتحدة فشلت بدورها في إنقاذ أفغانستان من الواقع المتردي الذي كانت عليه قبل عام 2001 رغم كل الأموال التي أنفقتها هناك، والتي ذهب كثير منها أدراج الرياح بسبب الفساد، وقد حمل طالبان مسؤولية فشل الحوار مع واشنطن بما في ذلك إقناع الأخيرة بتحرير أموال أفغانستان الموجودة لديها، بعد الكشف عن وجود زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في كابل في ظل حكم طالبان، التي اتهمتها الولايات المتحدة بالتستر عليه وبالتالي مواصلة دعم "الإرهاب".