الشريعة والحياة

حلقة مفتوحة عن الشأن السوري

يستضيف البرنامج العلامة د. يوسف القرضاوي ليتحدث عن الوضع السوري والفتاوى التي صدرت عن علماء مسلمين، وتدعو إلى وجوب الجهاد في سوريا بالنفس والمال والسلاح.
‪عثمان عثمان‬ عثمان عثمان
‪عثمان عثمان‬ عثمان عثمان
‪يوسف القرضاوي‬ يوسف القرضاوي
‪يوسف القرضاوي‬ يوسف القرضاوي

عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا ومرحبا بكم إلى حلقة جديدة من برنامج الشريعة والحياة تأتيكم على الهواء مباشرة من الدوحة، حلقتنا لهذا اليوم كما تعلمون مخصصة لتلقِ أسئلتكم المتنوعة والتي يتمحور مجملها حول الوضع السوري والفتاوى التي صدرت عن علماء مسلمين اجتمعوا مؤخرا في القاهرة تدعو إلى وجوب الجهاد في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من قبضة النظام الطائفي على حد تعبير البيان، كما وردتنا أسئلة فقهية أخرى متعددة ومتنوعة، يجيب على أسئلتكم بطبيعة الحال فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي مرحبا بكم سيدي.

يوسف القرضاوي: مرحبا بك يا أخ عثمان.

وجوب الجهاد في سوريا

عثمان عثمان: إذن كما ذكرنا مجمل الأسئلة كانت تتعلق بموضوع الجهاد في سوريا بعد الفتاوى التي صدرت عن هذا المؤتمر، بداية هل يشكل هذا المؤتمر علامة فارقة أو له أهمية خاصة دينيا بالنسبة للشأن السوري؟

يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبفضله تتنزل الخيرات والبركات وبتوفيقه تتحقق المقاصد والغايات الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدِ لولا أن هدانا الله، وأزكى صلوات الله والتسليمات على نبي الهدى والرحمة وعلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون، رضيّ الله عمن دعا بدعوته واهتدى بسنته  وجاهد جهاده إلى يوم الدين وبعد، فقبل أن نتحدث عن هذه القضية لا بد لنا أن نهنئ المسلمين بما وصلوا إليه من هذا المؤتمر العظيم الذي عقد في القاهرة وتداعى إليه رجال الدعوة والعلم والعمل الإسلامي في أنحاء العالم العربي وأنحاء العالم الإسلامي، اتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعدد من الهيئات والروابط والجمعيات العلمائية في عالمنا العربي في المشرق والمغرب، وحضر هؤلاء العلماء وهناك ممثلون آخرون أيضا لفئات أخرى من المصريين ممثل عن شيخ الأزهر عن الجماعات الإسلامية وكان هذا الحضور حقيقة له صفة عالمية، الذي  يميز هذا الحضور انه عالمي يعني ليس لشعب من الشعوب وحدها ولا لهيئة من الهيئات العالمية حتى وحدها ولكن اجتمع فيه الجميع وكلهم يعلنون ضرورة الجهاد في سبيل الله، الأمة الآن لا ينبغي أن تعيش عيشة الرفاهية والرخاء والعبث والنجوم وهي تهدد في عقر ذاتها ويقتل أبناءها يقتلون صباحا ومساءا وصيفا وشتاءا وكبارا وصغارا وأطفالا وشيوخا ونساء ومن كل فئة يقتلون، الجيوش تقتلهم قتلا، واجتمع عليهم الناس من عدة يعني بلاد وآخرهم جماعة حزب الله الذين نظن أنهم كانوا حزب الله كانوا يقولون وهم سموا نفسهم حزب الله نسبوا أنفسهم إلى الله ولكن هؤلاء للأسف حزب الطاغوت، الله تعالى يقول: {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ}[النساء:76] خرجوا من ديارهم من لبنان ليقتلوا أهل سوريا، لماذا يقتلوا أهل سوريا؟ أهل سوريا يدافعون عن حريتهم، ناس حكموهم 50 سنة كفاية قاموا كما قام الشعب العربي المسلم في تونس وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن قاموا إخواننا يطالبون بحقهم ليس معهم أي سلاح يعني الشعب السوري حينما قام لم يكن في يده لا مدفع ولا بندقية ولا سلاح أبيض ولا سكين ولا حتى حجر ولا حتى حصوة ينادي بس ينادي بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وأن يعيش كما يعيش الناس أحرارا، ضربوا بكل قوة الجيش السوري المستكبر الجبار جيش بشار الأسد قاتل هذا الشعب وبعدين لم يكفيهم إن الجيش يقاتل بكل أسلحته وهو معهم يعني الشعب أخيرا قلنا لهم يا ناس اتركوا هذا الجيش الذي يقتل آباءكم وأمهاتكم وأبناءكم وأخواتكم وبناتكم اتركوا هذا الجيش انضموا بعضكم إلى بعض وكّونوا جيشا، وكونوا الجيش الحر وبدؤوا يقاتلون بأسلحتهم الخفيفة يقاتلون طائرات الميغ والبوارج الحربية الراجمات الصواريخ الأسلحة الذكية الدبابات غير الشبيحة وغير.. فالمسلمون وبعدين جاءوا بقى حزب الله من أجل أنهم رأوا هؤلاء المستضعفين يقوون وينتصرون يوم بعد يوم، جاءوا بالآلاف من هنا وهناك ليقتلوا الشعب السوري وفعلا استطاعوا أنهم يكسبوا في الجولة الأولى مدينة القصير، ويعلنوا أنهم يعني اشتروا النخب من أجل هذا، فتنادى علماء المسلمين في كل مكان نادوا الأمة الإسلامية لإعلان الجهاد مش وقت العبث واللجام لابد أن ننقذ إخوانا، سوريا تهدم يوم بعد يوم البلاد يعني أهلها هربوا منها وتركوا ديارهم والديار تخرب والبلاد يعني ترجم في كل حين كان لابد من أن يُدعا المسلمون إلى الجهاد، حياة الجهاد حياة غير عن حياة السلم غير حياة الدعي والراحة غير حياة العبث من حقنا نلعب ونلهو في أوقات السلم، أما حينما يهجمون علينا اللصوص والحرمية والمعربدون والظالمون في الأرض الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، هؤلاء لابد أن تتجمع الأمة تعيش حياة الجهاد، حياة الجهاد بقى بأن تعيش حياة الجهاد تربي أبنائها وتحشد أولادها وتعد نفسها وتعد أموالها تعد سلاحها تعد رجالها ليقاتلوا هؤلاء وإلا يعني ستؤكل الأمة الكبرى مجموعة صغيرة مهيأة ومعدة معها أسلحتها ومهيأة للقتال تقاتل الأمة الكبرى، الأمة الكبرى متفرقة، كل جماعة مشغولين بنفسهم وسايبين إخوانا لوحدهم هذا حرام هذا الأمر لابد منه، في  أمر آخر أحببت أن أتكلم عنه أيضا هو إننا يعني تكلمنا عن موقف إيران  في هذه القضية وقلنا أن إيران يعني هي التي قامت بمعظم هذه الحرب هي التي أيدت الجيش السوري وهي التي أرسلت المجاهدين وأرسلت المال وأرسلت السلاح وأرسلت الرجال غير التأييد السياسي وهي التي دفعت وقادت رجال حزب الشيطان ده اللي يسمى حزب الله قادتهم في المعركة في سوريا وأنا وبعدين حينا نجح بالأمس أخونا.

عثمان عثمان: حسن روحاني.

يوسف القرضاوي: إيه نعم حسن روحاني ممثل التيار الإصلاحي، والتيار الإصلاحي نعتبره نحن اقرب إلى الاعتدال والى أهل السنة وإلى المنطق وإلى العقل، نريد من نهنئ أولا إيران باختيارها هذا الرجل في هذه المرحلة، ونرجو أن يوفق هذا الرجل لئن يقنع المرشد الأعلى ويقنع التيارات المتشددة بترك هذا المنطق الأعوج الأعرج الأعمى الذي يقاتل المسلمين بدل أن يبعث بأسلحته ورجاله وأمواله لحرب أعداء الإسلام يرسلها لحرب أهل السنة، ويقيم معركة بين الأمة الكبرى أهل السنة هم المسلمون والشيعة فئة منهم، فهؤلاء الناس يعني يجب أن يكونوا عقلاء وأنا أرسلت اهنأ هذا الرجل وأطالبه بما يطالب به الإنسان العاقل المفكر الذي يزن الأمور بموازين الإسلام بموازين العقل بموازين الأخلاق بموازين المصالح والمفاسد حتى لو يفكر مجرد المصلحة والمفسدة، ويحاول أن يرد الأمور إلى نصابها وندعو الله له وأن يوفقه ويوفق إخوانه ليعود بالبلاد إلى الهدوء وإلى السلام وإلى التوازن.

عثمان عثمان: إذن مولانا أنتم لا ترون أن الشيعة كلهم في خانة واحدة..

يوسف القرضاوي: نعم؟

عثمان عثمان: لا ترون أن الشيعة كلهم في خانة واحدة في مواجهة الواقع السوري..

يوسف القرضاوي: لا ليس الشيعة كلهم في خانة واحدة حتى نكن منصفين، إذا أردنا نتكلم عن هذه الحرب ليس كل الشيعة موافقين على هذه الحرب، هناك شيعة أعلنوا موقفهم في لبنان وقالوا نحن ضد هذه الحرب، وهناك شيعة في إيران أعلنوا أنهم لا يوافقون فلا بد أن نفرق بين الذين ينصرون هذه الحرب بأنفسهم وأموالهم وأشخاصهم وأولادهم وكل ما ملكت أيديهم وإذا الذين يقولون لأ، لا نبرر باستمرار في مقاتلة إخوانا المسلمين ونريد أن يتضح هؤلاء لنا، لا بد من التمييز، نجيب التمييز إيه؟ {لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}[الفتح: 25] تزيلوا يعني تميزوا بعضهم من بعض، إنما إذا كانوا مختلطين يعني لا نعرف هذا من هذا ازاي؟ فلا بد من هذا التمييز، نحن يعني نقول للمسالمين من الشيعة والمتقاربين مع إخوانهم أهل السنة وأصحاب العقل والمنطق نرحب بهم ونمد يدنا إليهم ولكن الآخرين لا يمكن أن نتعامل معهم أبدا هؤلاء الذين يعني يشربون النخب لأنهم قتلونا ومبسوطين لأنهم قتلوا أهل السنة ولكنهم لن يستطيعوا أن يقتلوا أهل السنة، أهل السنة هم الأمة، الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها في كل البلاد هي الأمة السنية، ولذلك لا يمكن أن ينتصر على أهل السنة أبدا، نحن نرحب بأي منطق ينادي بالعقلانية إذا لم يستجيب هؤلاء للعقلانية فلابد لنا أن نعود لنمض وإحنا ماضيين لأنه إحنا الآن في حرب، حرب قائمة، هم يقتلوننا في سوريا بكل ما يستطيعون، الجيش يقتل بأسلحته البرية والبحرية والجوية يقتل الناس في الشوارع وفي البيوت ويهدم عليهم بيوتهم ويهدم عليهم مساجدهم ولا يبالي بأي حرمة، الأطفال ما رأينا أناسا يقتلون الأطفال بالآلاف كما يقتل هؤلاء، يقتلونهم ويعذبونهم ورأينا التعذيب، المشكلة يعني أننا نحن في عصر التلفزيونات والمصورات أصبح التصوير سهل بالتلفونات ، التلفون مصور فيه كاميرا بتصور، أصبح كل شيء بنشوفه فلم يعد شيء يخفى علينا، فلا بد للأمة كلها يعني أن تعيش حالة الجهاد..

حزب الله وادعاء المقاومة

عثمان عثمان: لكن مولانا يجب يعني أن نوضح بعض المسائل حزب الله ومن يدور في فلكه يتحدثون عن مواجهة مشروع أميركي تكفيري في سوريا يستهدف مشروع المقاومة في وجه إسرائيل؟

يوسف القرضاوي: التكفيري؟! يعني هم يقولون عن أهل السنة مكفرين، من قال هذا؟ من قال إن سوريا الشعب السوري كله شعب تكفيري؟! والجماعة النصيرية؟ العجيب أن نجد هؤلاء حزب الله ومن يناصرهم من الشيعة ومن الإيرانيين والعراقيين يناصرون هؤلاء، وهؤلاء  لا يعتبرون مسلمين يعني لما تنظر إلى حقيقتهم هم لا يؤمنون بالإسلام، إن الإسلام اللي نعرفه لما نحن نقول الإسلام يعني أركان ستة تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره، وأركان الإسلام خمسة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت هذه لا يعرفونها، يعني الصلاة لا يصلون مش تركاً للصلاة  كسلاً لأ لا يؤمنون بالصلاة ليس عندهم مساجد، لا يبنون مسجداً ولا يعرفون شيء اسمه الصلاة، لا يعرفون شيء اسمه صيام رمضان ما فيش ناس بتصوم رمضان وتتسحر ويؤذن لكذا لا ليس هناك، ليس هناك عمرة ولا حج لا يحجون ولا يعتمرون، هؤلاء ابعد، شيخ الإسلام قال أنهم أكفر من اليهود والنصارى وكل علماء المسلمين المذاهب الأربعة هؤلاء ليسوا مسلمين، فهؤلاء عما يدافعون، وبعدين هؤلاء كشعب الدولة لا تؤمن بالإسلام مرجعية  لا، علمانيين بشار الأسد قال إحنا بلد علماني يعني علماني إيه؟ لا يحكم قرآناً ولا سنة ولا شريعة ولا يعترفوا بالإسلام، لا شريعة ولا أي شيء،  فكيف يعني ماذا تقول  في هؤلاء يعني.

عثمان عثمان: نعم مولانا يعني هناك أسئلة كثيرة وردت من السادة المشاهدين لكن ندخل إلى أسئلة السادة المشاهدين بعد أن نذهب إلى فاصل قصير، ابقوا معنا مشاهدينا الكرام نعود إليكم بإذن الله بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

عثمان عثمان: أهلاً وسهلاً بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة حلقتنا كما تعلمون لهذا اليوم مخصصة لتلقِ أسئلتكم واستفساراتكم المتنوعة يجيب عليها فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، مولانا مرحباً بكم من جديد أدخل مباشرةً إلى أسئلة السادة المشاهدين سالم يقول: صدرت فتاوى أو فتوى جمع من العلماء المسلمين في وجوب الجهاد في سوريا، ما هي أحكام الجهاد التي تنطوي عليها هذه الفتوى أو أن هناك أحكاماً خاصة لهذا الموضوع؟

يوسف القرضاوي: هو يعني الجهاد يقصد به الأمة تعيش حياة الجهاد كما قلت في فرق بين حياة الجهاد وحياة الدعي وحياة الراحة وحياة السلم، أمة تغزى في عقر ديارها ويقتل أبناؤها وأطفالها وشيوخها ونساؤها ورجالها لازم تعيش هذه الحياة، وبعدين الذي يقدر على أن يحمل الجهاد، يحمل الجهاد واحد عنده قدرة على القتال خصوصاً لو كان دخل الجيش ودرب وجرب الجيش والقتال من قبل في فلسطين ولا في  أفغانستان ولا في أي بلد وعنده  قدرة ويستطيع أن يذهب إلى إخوته في أرض المعركة يجب أن يذهب لا يتأخر هم محتاجون، وخصوصاً محتاجون إلى من عنده قدرة، الذي يعرف إنهم أشد حاجة إليه يجب أن يذهب إلى هؤلاء ويسلم نفسه يعني في كل بلد فئة تعمل على نصرة الجهاد بقولوا أنا عايز أروح، لأن الجهاد طبعاً يحتاج إلى أنه يجهز نفسه بقدر ما يستطيع وعلى الأقل أن يجهز نفسه بتذكرة السفر ويذهب وهل سهل ولا لأ؟ في بعض البلاد تمنع من ذلك وبعض البلاد تيسر ذلك، لا بد أن يحاول تيسير السبل بقدر الإمكان للذهاب إلى إخواننا هناك، هم الذين يضعونه يقولون له أنت اذهب إلى دمشق، أنت اذهب إلى حلب وأنت اذهب إلى حماة وأنت اذهب حمص وأنت اذهب إلى درعا وكل واحد يودوه حيث يقول، أنت كن في الجيش المشاة وأنت كن في جيش المدرعات وهكذا، وهم يحتاجون إلى الرجال وإلى الأسلحة، أقول لك أن هؤلاء لديهم أسلحة هائلة تسلحهم بها إيران وتسلحهم بها روسيا ولا تزال تأتيهم الأسلحة وتقتل بها إخواننا ونحن أيضاً ندعو الأفراد من ناحية وندعو الدول، الدول العربية بالذات ودول الخليج بالذات والدول القادرة التي تستطيع أن ترسل من أسلحتها ومن يعني عتادها ومن رجالها ومن الرجال المقيمين فيها تستطيع أن تبعث إلى هؤلاء من ينقذهم {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال : 72] ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه لا يجوز أن يظلمه ولا يسلمه)) يسلمه يعني أن يتخلى عنه لا يجوز هذا، {والذين كفروا} القرآن يقول {وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال : 73] بأن يوالي بعضهم بعضاً إذا لم تفعلوا أنتم ذلك إذا لم يوالي بعضكم بعضا ويساند بعضكم بعضاً ويشد بعضكم أزر بعض تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، لا بد من هذا التعاضد بين المسلمين وبعضهم وبعض، فلا بد أن تعيش الأمة حالة الجهاد أفراداً ودولاً، في دول كأن الأمر لا يهمها كيف أمة بحالها شعب يقتل الآن! ونحن قاعدين نتفرج، وسنقول نحن نعمل إيه؟ لازم تعمل أشمعنا الآخرين يتنادون في كل مكان ليقتلوا هذا الشعب المسلم، كل من يقتل في سوريا سيسأل عنه المسلمون من أهل السنة والله جميع المسؤولين القادرين من أهل السنة مسؤولون عن كل دم يراق وما أكثر الدماء التي تراق حوالي 100 ألف  قتلوا خلال السنتين والأشهر التي مضت غير الذين يعني فقدوا والذين قتلوا والذين عوقوا والذين قطعت أيديهم وأرجلهم وسبلت أعينهم وجرى لهم ما جرى هذا لا تعد ولا تحصى.

عثمان عثمان: إذن أنتم مولانا تدعون من يقدر على أن يذهب إلى سوريا ليقاتل إلى جانب الشعب السوري ليذهب، لكن ماذا عمن هو داخل سوريا وخرج منها هرباً من نار الحرب التي تجري هناك، هل يمكن أن نعتبره تولياً يوم الزحف كما يسأل ناجي أبو  فنس..

يوسف القرضاوي: لأ هو الناس يعني حينما يعني يرمون يعني من اليمين ومن الشمال ومن فوق ومن تحت من كل جهة من الجهات بالنيران ولا يملكون لها دفعاً ما عنده شيء يفر الناس تفر، ولكن بعد ذلك بعدما يخرج من هذه المحنة لا بد أن يفكر إذا كان شاب سوري وقادر على أن يدافع عن بلده وأن يدافع عن أهله وعن دمه وعن دينه وعن كل مقدساته لا يجوز له أن يستمر يهرب ويسيب البلد لأ أمال مين يدافع عن بلده؟ لازم أهل البلد قبل أن نستدعي المسلمين من الخارج ليدافعوا عن سوريا، الكل من هو قادر من أهل سوريا يجب أن يدافع عن بلده، لا يمكن أن يدافع عن بلده مثل أهل البلد أنفسهم، فكان لا بد أن يفر لأنه وحده  ليس معه سلاح وليس معه ويضرب بطائرات الميغ ماذا يفعل؟ من حقه أن يفر، لكن أن يعاود الكرة، كل المطلوب من الجميع أن يعاودوا الكرة ويعودوا المرة بعد المرة.

أنواع الجهاد في سوريا

عثمان عثمان: نعم، هل المطلوب القتال الميداني العسكري أم أنه يمكن أن يكون هناك جهاد من نوع آخر، جهاد إعلامي، جهاد اقتصادي قد يمكن أن يقدم مالاً يقدم سلاحاً كما تدعون إلى ذلك أو يقدم كلمة، كلمة حق في وسيلة إعلامية أو يعني إلى ما هنالك؟

يوسف القرضاوي: كل هذه أنواع من الجهاد مطلوبة، الجهاد الأساسي الجهاد بالنفس ولكن ربنا كما طلب الجهاد بالنفس طلب قبله الجهاد بالمال {جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة :41] فربنا يعني طالب المال وطالب النفس وقال: {إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}[التوبة:111]  في صفقة عقدت بين المؤمنين وربهم ويعني أدوا أموالهم وأنفسهم، أموال الله هو الذي خلقها، الأنفس الله الذي هو خلقها، وأموال هو الذي رزقها يعني وربنا يشتري منك ملكه ويدفع لك ثمن هذا الشيء اللي خلقه، اللي رزقه يعطيك جنة عرضها السماوات والأرض هذا ما اتفق المؤمنون مع ربهم عليها {إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ} [التوبة:111]  الأمة كلها من لم يستطع الدفاع، في واحد يدافع بنفسه وبماله يعني في بعض الإخوة قال لك أنا لأ  يجب أن أجهز نفسي وأروح بمالي لأني قادر على أن أجهز نفسي ويجب أدفع نفسي وأروح له، أدفع  مالي وأروح بنفسي فهذا جزاء، من لم يستطع أن يدفع المال يدفع النفس وعلى أخيه أن يسدد المال، هذا يعني ربنا يعني فرض هذا، ما لم يستطع أن يذهب بنفسه يذهب بماله، من غزى في سبيل الله فقد غزى ومن خلف أهل الجهاد بخير فقد غزى ومن جهز غازياً في سبيل الله فقد غزى، يجهز واحد بماله يدفع مثلاً يكلف عشر آلاف ريال يدفع عشر آلاف ريال يبقى هو كأنه جاهد، نحن ندعو أهل الخليج عامة من أهل القدرة المالية من أهل الثروات ممن يجب عليه أن يجاهد وما لا يستطيع أن يجاهد ادفع عشرة آلاف ريال جهز واحد في سبيل الله، ادفع عشرين ألف يجهز اثنين، ادفع خمسين ألف يجهز خمسة، ادفع مئة ألف يجهز عشرة، افترض أن كل واحد عشرة ما نعرفش الواحد يكلف قد إيه، ادفع ما تستطيع، انظر لإخوانك لا يجوز أن نبخل بأموالنا هذا حرام، يأتي رمضان علينا ونقعد نأكل نحن الخراف ونأكل ونشرب الشراب وقاعدين وإخوانا يموتون في بلادهم يعني يموت قتلاً ومن يموت جوعاً ومن يموت يعني في الاحتراق و من يموت لأ لابد للأمة كلها أن تتكاتف.

دور المرأة والعلماء في الأزمة السورية

عثمان عثمان: تحدثنا عن دور الرجال في الجهاد في سوريا، وهنا نور الحمصي تسأل عن دور المرأة في هذا الجهاد هل له دور ميداني أو لوجستي أو غير ذلك؟

يوسف القرضاوي: نعم، لا شك المرأة تسلم نفسها لأهل الجهاد من عندها قدرة بدنية وليس عندها أولاد أو أطفال أو كذا وتستطيع تسلم نفسها لهم هم يقولوا لها أنتِ تعملي كذا أنت تمرضي الجرحى أنتِ تعملي طعام للمقاتلين أنتِ تعملي ملابس إذا كانت بتخيط خيطي ملابس لهم أنت تغسلي لهم كذا أنتِ قادرة أنك تعزفي المكان الفلاني ومعكِ البندقية هذه، هم الذين يعني يضعون كل إنسان فيما يقدر عليه، المهم يعد نفسه أنا الذي أطلبه من الجميع أن يعيش حالة الجهاد، يعتبر نفسه من المجاهدين، من لم يستطع أن يعمل شيئا خالص يدعو الله يا رب انصر هؤلاء ربنا أغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم أنصر أخواتنا في سوريا الله أيدهم بروح من عندك، اللهم أمدهم بجند من جندك، اللهم أحرسهم بعينك التي لا تنام، اللهم أكلأهم في كنفك الذي لا يضام اللهم أنصرهم على بشار الأسد وجيشه وأسلحته وكل من يعينه خذهم أخذ عزيز مقتدر، أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم خذ حزب الله الكذاب الذي يقف ضد المسلمين وينتصر على المسلمين ولا ينتصر ولا يرسل بجنوده إلى الكافرين، أرسله ليقتلوا أهل السنة يجب على هؤلاء ما لم يستطع أن يفعل شيئاً يدعو الله سبحانه وتعالى قل يا رب يا رب أنصر المستضعفين المؤمنين على هؤلاء الظالمين المستكبرين..

عثمان عثمان: نعم مولانا تحدثنا عن الشباب عن النساء عن الرجال، ماذا عن العلماء كما يسأل حسام سمارة كنا نرى قديماً علمائنا هم الذين يمضون بالشباب إلى ارض الجهاد ليس بالفتوى فقط بل بوجودهم بين أهلهم في أرض الجهاد مثل عزمي عبد السلام  وابن تيمية وغيرهما، هل سيكون لعلمائنا دور جهاد ميداني في معركة سوريا؟

يوسف القرضاوي: نعم، نعم في بعض العلماء ذهبوا واتفق يعني اتحاد العلماء  المسلمين أن يرسل بعض العلماء ليذهب مع هؤلاء حتى ما لم يكن قادراً على العمل العسكري محرض كانوا يقولون محرض خيرُ من ألف مقاتل، واحد محرض يدعوهم للجهاد "قاتلوا في سبيل الله لا تخافوا هؤلاء، الله معكم ولم يترككم أعمالكم الملائكة معكم الجنة مفتوحة لكم عيشوا سعداء أو موتوا شهداء" يعني يقف معهم ويؤدي هذه المهمة، كان عبد الله بن مبارك ممن يقاتل مع الجيوش، إبراهيم بن أدهم كان يقاتل مع الجيوش، عبد الله بن مبارك أرسل إلى صديقه في مكة المكرمة يدعوه إلى القتال معه، يا عابد الحرمين، الفضيل بن عياض يقول له:

يا عابدَ الحرمين لو أبصرتْنا                 

لعلمتَ أنَّكَ في العبادةِ تلعبُ

مَنْ كانَ يخضبُ خدَّه بدموعِه       

فنحورنُا بدمائِنا تَتَخْضَبُ

إلى آخره، تعال شوف احضر معنا الجهاد في سبيل الله، ومن لم يستطع يعني العز بن عبد السلام كان في مصر والجيش الإسلامي يحارب يعني الصليبيين أو يحارب التتار في عين جالوت في فلسطين في الخمسة وعشرين رمضان سنة 658 هجرية العز بن عبد السلام في مصر وهو يقول يعني اذهبوا الله معكم يا ريح خذيهم يعني ليس من الضروري يكون مع الجيش أحياناً يذهب مع الجيش، ابن تيمية ذهب مع الجيش أحياناً وأحياناً يدعو المؤمنين للذهاب يعني العلماء يجب أن يكونوا حاضرين يا إمّا داخل المعركة أو من وراء المعركة، كل هؤلاء مجاهدون المهم أن يعد نفسه لأن يوقد شعلة الجهاد وأن تضل الشعلة متقدة ومستمرة.

عثمان عثمان: عزيز الغريب يقول هل يجوز جهاد من يقاتل الشعب السوري خارج حدود سوريا، ويسأل عن حزب الله مثلاً، المعركة داخل سوريا أم ممكن أن تخرج خارج الحدود السورية إلى أماكن أخرى؟

يوسف القرضاوي: كيف تعرف أنه هو يعني من حزب الله ومن المقاتلين يعني نحن نقاتل اللي في سوريا إنما هو لو عرف أنه هؤلاء هذا من مقاتلين الذين يقاتلون وأنه خارج رايح يعني مشوار وجاي أو كذا يعني أو كذا في سوريا وغيرها القتال المفتوح لكن الأصل إننا نقاتل في ميدان القتال في سوريا هي الأساس هي الأصل عندنا، إنما من نعرف أنه مقاتل وأنه يقتل المسلمين وعندنا أدلة على هذا نقاتله في كل مكان..

عثمان عثمان: لكن البعض يقول أنه لو أطلقنا هذه الفتوى بهذه المساحة الواسعة قد تحدث فتن في بلدان أخرى مجاورة؟

يوسف القرضاوي: نحن لا نفتح الباب بقول لك الأصل أن نحن نقاتل في داخل سوريا إنما من عنده أدلة على أن هذا الشخص قتل كذا وأنه مسافر في مهمة وعامل كذا يعني هذا له وشأنه إنما الأصل نحن نقصر القتال على الداخل.

عثمان عثمان: أحلام سعدة تقول لماذا لم يعلن الشيخ القرضاوي يوماً الجهاد ضد إسرائيل؟

يوسف القرضاوي: لم يعلن يوماً!

عثمان عثمان: هكذا السؤال..

يوسف القرضاوي: أنا طول حياتي أعلن الجهاد من سنة 1948 عندما قامت إسرائيل وإلى اليوم، أعلن الجهاد ضد إسرائيل أعلنت هذا طول عمري وها أنا لما قامت الثورة كانت طالب في الثانوي أعلنت هذا في شعري وفي خطبي وفي قيادتي للمظاهرات ودخلنا السجون ودخلنا المعتقلات من ذلك اليوم، ومن يومها ونحن في هذه المعركة وأصدرت كتباً ضد إسرائيل درس النكبة الثانية وقضية القدس، قضية لكل مسلم وفتاوى من أجل فلسطين كتب عدة من أجل فلسطين، وتمنيت لو كان عندي القدرة الآن لأذهب إلى فلسطين لأقاتل، وأيام حرب غزة وقفت مع الغزاويين بكل قوة ومن يقرأ كتبي ومن يسمع خطبي خطب الجمعة ومن يرى هذه البرامج يعرف أني أنادي للجهاد باستمرار، من قال أني لم أنادِ! أنا أنادي باستمرار للجهاد في فلسطين ولا أزال أنادي، قضية فلسطين لا تنسى هي قضيتنا الأولى.

عثمان عثمان: يعني حتى نكون أمناء في نقل مجمل الأسئلة التي جاءتنا أيضا سعيد يقول أنتم أعلنتم الحرب على حزب الله وعلى سوريا لأنها تقف سداً منيعاً في وجه الاحتلال الإسرائيلي؟

يوسف القرضاوي: من؟

عثمان عثمان: سعيد يسأل هذا السؤال.

يوسف القرضاوي: مين اللي تقف سدا منيعاً؟

عثمان عثمان: حزب الله وسوريا.

يوسف القرضاوي: حزب الله تقف سداً منيعاً؟! حزب الله لما كان يحارب وقفنا معه ووقفت ضد المشايخ الذين زعموا أن هذا حزب لا يقاتل من أجل الإسلام وأنه هو حزب مذهبي ودافعنا عنه، وبعدين يبدو أنّ الذين دافعنا ضدهم كانوا هم أنفذ بصراً منا حيث تبين أن الحزب المذهب عنده فوق الإسلام والجماعة فوق الأمة، مثل هذا الحزب، يعني متى يعني سوريا نصرت الإسلام وقامت بالحرب على إسرائيل؟!

عثمان عثمان: دولة المقاومة والصمود والتصدي دائماً هي تعلن ذلك..

يوسف القرضاوي: من قال ذلك ما أطلقوا يعني رصاصة واحدة على إسرائيل، ما فعلوا ضد إسرائيل شيئاً أبداً، هذا ما نراه هذه أكاذيب كلها أكاذيب، إسرائيل مطمئنة تماماً لوجود هذا الحزب.

عثمان عثمان: وليد من العراق يسأل أين حظ العراق من المؤتمر الذي عقد في القاهرة لنصرة الشعب السوري؟

يوسف القرضاوي: هو من حظ لكل المسلمين، يعني من حظ كل المسلمين وإن كان الذين تنادوا لقيام هذا المؤتمر كان خاصا بسوريا بالذات، لما أصيبت سوريا وسقطت القصير وجاء حزب الله بآلافه  وأسلحته من لبنان وجاء الذين أيدوهم من هنا وهناك والمسلمون لم يرسلوا من أبنائهم إلى سوريا ولا أسلحة ولا بشيء تنادى العلماء، من واجب العلماء أن ينادوا، فكان المقصود الأول هو يعني سوريا، ولكن ما يستحق العون أيضا والتأييد والمؤازرة إخواننا في العراق لأنهم أيضا يعني يصيبون ما يصيب إخوانا في سوريا، التعصب الشديد والطائفية البغيضة التي تريد أن يعني لا تبقي لأهل السنة باقية في العراق، ما كان العراق هكذا أبدا، فهؤلاء المتعصبون ضيقوا الأفق الذين يعاملون إخوانهم هذه المعاملة يجب أن يحاربوا ولا يقفوا وحدهم، من واجب كل مسلم في كل مكان أن يشد أزر إخوانه ولا يتخلى عنه أبدا، واجبنا مع العراقيين هو واجبنا مع السوريين، وكل مسلم في أي بلد، أخواننا في بلاد شتى يعني في تايلاند فطامي هناك يعني يقولون يا ناس أيدونا نحن مظلومين ونريد حقنا يجب هذا، أخوانا في ميانمار وأخوانا في الصومال وأخوانا في كل مكان، كل مكان يظلم فيه المسلمون ويحتاجون إلى نصرة يجب على المسلمين أن ينصروهم، المسلمون للأسف الذي ضيع المسلمين وضيع أهل السنة بالذات من أهل السنة ما في حدا يعني يدافع عنهم، الشيعة أصبحت في دولة كبرى تدافع عنهم بمالها وأسلحتها ورجالها وسياستها، ولكن أهل السنة يحتاجون من يقولون نحن مسؤولون عن المسلمين في كل مكان، يجب أن يعلنوا هذا ليؤيدهم الله بروح من عنده وتؤيدهم الأمة كلها، الأمة كلها تريد من يقول أنا مع المسلمين يقولون نحن معك والله معك.

فتاوى فقهية متنوعة

عثمان عثمان: نعم مولانا الحلقة مفتوحة وأخذ جزء كبير بموضوع سوريا وموضوع الجهاد وغير ذلك، ولكن لدينا أسئلة أيضا متنوعة فقهية فنرجو أن تكون الإجابات مختصرة قدر المستطاع لنطال أكبر عدد ممكن منها، جاءني عدة أسئلة حول موضوع الشخص مريض في رمضان مرض نفسي أو مرض عضوي ويريد أن يفطر في يوم  رمضان ماذا يفعل كيف يقضي كيف ما هي الكفارة كيف يتصرف؟

يوسف القرضاوي: الأمراض أنواع في مرض دائم مستمر مع الإنسان وهذا يمكن للإنسان يفطر وأن يفدي يعني كل يوم إطعام مسكين، يكفر بإطعام مسكين، وإطعام المسكين يجب أن يخضع للظروف لأن لا يمكن أن نقول ادفع له كذا في أيام الرخاء وأيام الشدة وأيام الغلاء وأيام الرخص إنما يطعمه ما يكفيه يومه يعني يأكل وجبتين معقولين يشوف بتساوي كم، يطعم مسكين، كل يوم يطعم مسكين..

عثمان عثمان: يدفع فلوس ولا طعام؟

يوسف القرضاوي: يقدر، نعم..

عثمان عثمان: يدفع أموالا أم يدفع طعاما..

يوسف القرضاوي: يمكن يقول له تعال كل عندي ويمكن يقول له خذ وكل في المطعم أو اشتر لنفسك أو اعمل كذا وممكن يعطيه يوم بيوم ممكن يعطيه 30 يوم مرة واحدة وأقول إلك وخلاص.

عثمان عثمان: هذا من لديه مرض مزمن ولا يستطيع الصيام نهائيا.

يوسف القرضاوي: آه.

عثمان عثمان: ماذا عمن مرض في رمضان فقط يقضي بعد أن يطيب؟

يوسف القرضاوي: الذي يمرض وربنا لم يكتب له الشفاء فعدة من أيام أخر {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[البقرة:185] المريض والمسافر يفطر أثناء المرض والصوم وعليه أن يقضي أيام بدل الأيام الذي أفطرها، أفطر خمسة  أيام  يعني يصوم بدلها بعد رمضان خمسة  أيام عشرة عشرة، 12، 12 وهكذا..

عثمان عثمان: وليد فتاني يقول ما حكم تخصيص يوم 15 شعبان لقراءة سورة ياسين، هل لهذا اليوم فضل خاص؟

يوسف القرضاوي: نصف شعبان اسمه نصف إيه؟ نصف شعبان، هناك أناس يقولون أن نصف شعبان يعني هذا يوم مفضل ويذكرون فيه أحاديث، وناس يقولون أن هذه الأحاديث لم تبلغ درجة الصحة وأنا منهم، وأنا أقول أن هذا اليوم لم يرد فيه شيء إلا أنه الرسول صلى الله عليه وسلم انتقل فيه بالنسبة للكعبة من كذا إلى كذا يعني كان يصلون إلى جهة القدس المقدس بيت المقدس فأصبح يصلون إلى الكعبة، فهذا اليوم بعض الناس وأنا صغير شاركت أهل قريتنا يعملون أشياء عجيبة يقرؤون سورة ياسين ويصلون ركعتين بنية طول العمر وركعتين بنية الغنى عن الناس وركعتين مش عارف بنية إيه يعني هذه كلها ما أنزل الله بها من سلطان، بعدين قاعدين يدعوا دعاء معروف "اللهم يا ذا المن ولا يُمنُّ عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والأنعام إن كنت كتبتني عندك في أهل كتاب شقيا أو محروما أو مقتما على في الرزق فامحوا اللهم من فضلك شقاوتي وحرماني وطردي وأكثر رزقي واكتبني عندك في أم الكتاب سعيد مرزوقا موفقا للخيرات كلها فأنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب" فإذا كان أم الكتاب ما في المحو والإثبات، يقول إذا كنت كتبتني في أم الكتاب أمحه ويقول لك أم الكتاب يعني لا محو فيه ولا إثبات فهذا كلام متناقض بعضه مع بعض..

عثمان عثمان: السؤال الأخير؟ 

يوسف القرضاوي: الأولى أن نحن من يريد أن يدعو الله في هذه الليلة يدعو الله من يريد أن يقوم الليل فيقوم الليل ولا يفعل شيئا غير ذلك، وأدعو الله لإخواني المسلمين في سوريا وأخواني المسلمين في العراق وأخواني المسلمين في كل بلاد الإسلام أن ينصرهم الله نصرا عزيزا ويفتح لهم فتحا مبينا ويهدي صراط مستقيما وأن يأخذ الظالمين الجبارين بشار الأسد والمسمين حزب الله وكل من يعاونه على الشر والظلم والطغيان يأخذهم أخذ عزيز مقتدر وينزل عليهم بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين.

عثمان عثمان: هناك أسئلة أخرى من السادة المشاهدين كنت أريد أن أسأل سؤال السيد جمال الطّواب لكن الوقت أدركنا كالعادة، في الختام أشكرك مولانا سماحة العلامة يوسف القرضاوي على هذه الإفاضة الطيبة، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة أعتذر ممن لم نستطيع الإجابة على أسئلته نرحلها إلى حلقة قادمة بإذن الله، لكم تحيات معد البرنامج معتز الخطيب والمخرج منصور الطلافيح وفي المتابعة عبير العنيزي وسائر فريق العمل، وهذا عثمان عثمان يترككم في أمان الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.