فلسطين تحت المجهر

سجل أنا عربي.. إعلام ضد التحريض

تناول برنامج “فلسطين تحت المجهر” قصص فلسطينيين يحملون الجنسية الإسرائيلية لا مكان لهم في إعلام الاحتلال، لكنهم صنعوا إعلاما عربيا يدافع عن حقوقهم.

يغيب الصحفيون الفلسطينيون من أبناء 48 عن الساحة الإعلامية الإسرائيلية، فوسائل إعلام الاحتلال تعمل في المقام الأول على شيطنة العربي، فهو في نظرها السارق والقاتل والإرهابي.

في ليلة 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 اقتحمت قوة من الشرطة الإسرائيلية قرية كفركنا في منطقة الجليل بهدف اعتقال شاب. وأثناء عملية الاعتقال أطلق أفراد الشرطة النار على الشاب خير الدين حمدان من الخلف، بزعم أنه حاول طعن شرطي فقتل على الفور.

وفي صباح اليوم التالي تبنى الإعلام الإسرائيلي رواية الشرطة الإسرائيلية حول الواقعة، ومفادها أن رجال الشرطة قتلوا الشاب دفاعا عن أنفسهم، لكن كاميرات مراقبة -كما يقول الصحفي الفلسطيني وديع عواودة- أثبتت أن الشاب لم يقم بأي محاولة طعن، ولم يهدد أحدا من رجال الشرطة الإسرائيلية كما ادعت، بل تم إعدامه ميدانيا. وبعد كشف شريط فيديو للواقعة في وسائل إعلام فلسطينية، بدأ الإعلام الإسرائيلي يعيد النظر في الواقعة.

حلقة (27/7/2016) من برنامج "فلسطين تحت المجهر" سلطت الضوء على قصص فلسطينيين يحملون الجنسية الإسرائيلية لم يكن لهم مكان في الإعلام العبري، لكنهم صنعوا إعلاما عربيا يدافع عن حقوقهم.

رئيسة تحرير صحيفة "الاتحاد" سابقا عايدة توما تقول إن "أي سلوك يسلكه أي فلسطيني ستقوم وسائل الإعلام الإسرائيلية بشيطنته، ليس لأنها تنتقد هذا السلوك، ولكن لتبرر القتل والظلم والقمع الذي تمارسه قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين".

الإعلام الفلسطيني
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 أقالت صحيفة "شيفع" المحلية التابعة لمجموعة "معاريف"  الصحفي ياسر العقبي بسبب تقرير له حول عدم توفر الملاجئ وصافرات الإنذار للسكان العرب في النقب.

ويقول الباحث والصحفي أنطوان شلح "من المستحيل أن يعمل الفلسطيني في وسائل الإعلام الإسرائيلية لأن هذه الوسائل يطغى عليها الخطاب الأمني الذي يتناقض كلية مع قيام هذا الفلسطيني بأداء مهماته، وفي الحالات القليلة التي عمل فيها فلسطيني نجد أن سقف الحرية المتاح له منخفض جدا".

لذلك أطلق الفلسطينيون عددا من المؤسسات الإعلامية العربية للدفاع عن قضاياهم، لكن هذا الإعلام يجد صعوبة في الحصول على المعلومات من مؤسسات الدولة الإسرائيلية بخلاف إعلامها، لأن الحكومة الإسرائيلية تنظر إليه باعتباره إعلاما غريبا ودخيلا.

ويؤكد الكاتب المسرحي سليمان ناطور أن وسائل الإعلام الفلسطينية -لا سيما صحيفة الاتحاد- أصبحت مصدرا موثوقا لأخبار فلسطينيي 48، كما عملت على إفشال مخططات الحكومة الإسرائيلية لتدجين المجتمع العربي عبر عدد من الصحف التي أنشأها خصيصا لهذا الغرض.

ويرى العاملون في وسائل الإعلام العربية أنهم يحملون رسالة لا تعمل فقط على مواجهة التحريض ضدهم أو صناعة رأي عام فلسطيني رافض للاحتلال، بل أيضا على صناعة وعي جديد يغير الواقع الذي يعيش فيه الفلسطينيون.