شاهد على العصر

مهاتير محمد.. تصرفت بصبيانية مع رئيس وزراء سنغافورة لأدافع عن كرامة بلدي

اعترف مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الأسبق وباني نهضة ماليزيا بأنه تصرف مع رئيس الوزراء السنغافوري لي كوان بصبيانية، لكنه أكد أنه فعل ذلك لينتقم لكرامة بلاده ويرد الإهانة التي ارتكبها لي كوان.

وأوضح السياسي المخضرم في حديثه للحلقة الـ14 من شهادته على العصر بأن هذه الحادثة وقعت عندما كان رئيسا لوزراء ماليزيا وقام بزيارة سنغافورة، فتركه لي كوان ينتظر 15 دقيقة في غرفة الانتظار، قبل أن يأتي لمقابلته، وذلك على عكس البروتوكول المتبع عند استقبال كبار شخصيات الدول الأخرى.

وأكد مهاتير محمد أنه شعر في تلك اللحظة أن الإهانة ليست موجهة إلى شخصه فقط، بل لدولة ماليزيا التي هو رئيس الحكومة فيها، فقرر بداخله الثأر من رئيس الوزراء السنغافوري عند أقرب فرصة.

ويبدو أن الأقدار كانت تعمل لصالح مهاتير محمد، فبعد فترة من الزمن جاء رئيس وزراء سنغافورة لي كوان في زيادة رسمية لماليزيا، فما كان من نظيره الماليزي إلا أن تركه ينتظر في غرفة جانبية لمدة 15 دقيقة، قبل أن يسمح له بلقائه، مع أن الكل يعرف أن مهاتير محمد عادة ما يستقبل ضيوفه عند الباب ولا يتركهم ينتظرون أبدا.

وتحدث الرجل -الذي ترأس حكومة ماليزيا لمدة 22 عاما- بإسهاب عن أبرز الخلافات بين سنغافوة وماليزيا، وكيف أن الأولى كانت قطعة من ماليزيا، قبل أن تشتريها بريطانيا مقابل 60 ألف دولار، وأقامت فيها سنوات طويلة، لكن ماليزيا رفضت عودة الأرض السنغافورية لها بعد خروج البريطانيين منها، لأن الماليزيين اكتشفوا أن سكان سنغافورة أصبحوا مختلفين تماما عن النسيج السكاني لماليزيا ولكافة دول المنطقة.

وبعد أن بدأت سنغافورة تتطور وتكبر واستعانت بالجيش الإسرائيلي لتدريب قواتها العسكرية بدأت تظهر مشاكل كثيرة بينها وبين الجارة الكبرى ماليزيا، من أبرزها مشاكل اتفاقيات بيع المياه التي كانت تعتبر اتفاقيات جائرة بالنسبة لماليزيا، وكذلك مشكلة السكك الحديدية، وأيضا حقوق العمال الماليزيين العاملين في سنغافورة.

لكن ماليزيا في ظل إدارة مهاتير محمد سعت إلى أن تتطور، وأن تحسّن مكانتها العالمية أسوة بسنغافورة، فأنشأت ميناء ضخما استطاع أن يستقطب الكثير من السفن التجارية العالمية، وأنشأت أيضا المطارات الحديثة جدا، وأسست لمناخ استثماري تنافسي تمكن من جذب الكثير من رجال الأعمال عبر العالم.