شاهد على العصر

مهاتير: لم أهتم بالانتقادات وأندم على عدم التعجيل ببناء المشاريع الضخمة في ماليزيا

قال مهاتير محمد رئيس الوزراء السابق ومؤسس ماليزيا الحديثة إنه لم يهتم مطلقا بالانتقادات أو الاتهامات التي كانت توجه إليه عندما كان يهم ببناء أحد المشاريع الإستراتيجية مثل إقامة الطرقات الضخمة.

وأكد السياسي المخضرم -في الحلقة العاشرة من شهادته على العصر- أنه يندم الآن لعدم التعجل أكثر ببناء هذه المشاريع لتلبية حاجة البلد ونهضتها، مشيرا إلى أنه عندما كان يتخذ قرارا ببناء مشروع ما أو تطوير بنية تحتية بمنطقة بالبلاد، فإن ذلك كان ينطلق من قناعته على الحاجة في المستقبل لهذا المشروع، وهذا ما حدث عندما قرر بناء مطار جديد، حيث تبين أن المطار الأول لم يعد يستوعب الزيادة الهائلة بعدد المسافرين، بعد أن تحولت ماليزيا لبلد سياحي من الطراز الأول.

أما لماذا قرر مهاتير بناء البرجين الضخمين في كوالالمبور، فإن ذلك كان لتلبية حاجة المستثمرين ورجال الأعمال المتزايدة ببناء مكاتب وشركات في العاصمة، وعندما أصبحت كوالالمبور مكتظة بالسيارات والمباني الشاهقة، قرر رئيس الحكومة بناء العاصمة الإدارية بوتراجايا التي تم نقل جميع الدوائر الحكومية لها، كما أصبحت سكنا لموظفي الحكومة، الأمر الذي ساهم بتخفيف الأزمة المرورية في العاصمة.

وقال مهاتير إنه عندما قرر إقامة شبكة نقل متطورة تربط معظم أرجاء البلاد، فإنه كان ينظر لفتح الفرص أمام المزارعين والصناعيين من كافة أنحاء ماليزيا، لإيصال منتوجاتهم لكل مدن البلاد بسهولة، وبكلفة أقل، وهو الأمر الذي ساعد بزيادة دخل قطاعات كبيرة جدا من الماليزيين وتحسين مستوى معيشتهم.

ومع أن الناتج المحلي لم يكن يتجاوز 18 مليار رينغيت عندما تولى مهاتير رئاسة الحكومة، إلا أنه استطاع أن يضاعف هذا المنتوج ليصل إلى 100 مليار في غضون سنوات قليلة، وبالنسبة له فإن الأمر يعود لتشجيع الصناعة ولتوفير جميع الفرص المناسبة والتسهيلات للمستثمرين، بما في ذلك التساهل الكبير بموضوع الضرائب، وتوفير كافة مستلزمات البنية التحتية التي يحتاجونها في أعمالهم.

كما تحدث مهاتير عن اهتمامه بالعلوم التقنية الحديثة لقناعته بدورها المستقبلي الكبير في العالم، وأشار أيضا إلى صناعة السيارات التي دخلتها بلاده بقوة، وكذلك تجارة زيت النخيل التي جلبت الكثير من الأموال والأرباح لخزينة الدولة.