شاهد على العصر

مهاتير: هذه حكايتي مع الملك وكبير القضاة والملاويون خيبوا أملي

تحدث رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد، في الحلقة السادسة من شهادته على العصر، عن أزمة اتهامه بالتدخل بالقضاء، وحكايته مع الملك وكبير القضاة الذي أراد الملك عزله.

نفى رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد أن يكون قد تدخل في شؤون القضاء، وأكد أن كل التهم التي كيلت له بهذا الشأن لم تستند لأي دليل، كما تحدث عن سن الدولة تشريعات وقوانين واضحة مستنبطة من الشريعة الإسلامية، وذلك حتى تكون أحكام القضاة واحدة وليست متباينة عندما يتعلق الأمر بالقضية ذاتها.

وروى باني نهضة ماليزيا الحديثة، خلال استضافته في الحلقة السادسة لبرنامج "شاهد على العصر" قضية اتهامه بالتدخل بالقضاء، حيث قال إن الملك كان على خلاف مع كبير القضاة، وأراد أن يقيله من منصبه، فتقرر إنشاء محكمة خاصة للنظر بهذا الخلاف.

وأضاف السياسي الماليزي، أنه عندما عقدت المحكمة، قام هو بالتحدث نيابة عن الملك، حيث شرح الخلاف مع القاضي، وتقررت إقالة القاضي من منصبه، لكن المدعي العام قال آنذاك إن مهاتير هو الذي أراد إقالة كبير القضاة، ولم يقل الحقيقة وهي أن تلك كانت رغبة الملك.

وتحدث ضيف "شاهد على العصر" عن قيام الحكومة في عهده بسن قوانين وتشريعات من الشريعة الإسلامية لكثير من القضايا والمسائل، وبالتالي فإن أحكام القضاة تكون واحدة عندما ينظرون في أمر ما، دون أن يترك الأمر لاجتهاداتهم التي قد يجانبها الصواب في بعض الأحيان.

وبما أن 60% من سكان ماليزيا من المسلمين، فقد طبقت الشريعة الإسلامية على هؤلاء في القضايا الشخصية، أما الأمور الدولية فظلت تضبط عبر القوانين التي وضعها البريطانيون.

وفيما تعلق بقراره اعتماد القيم الإسلامية لبناء الدولة، أوضح أن ذلك كان بناء على قناعته بأن القيم التي يقوم عليها الإسلام كفيلة ببناء أكبر الدول وأكثرها حضارة، لكنه تحدث عن أن المشكلة أن المسلمين تخلوا عن هذه القيم ولا يعملون بها، رغم أن كثيرا منهم يؤدون العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج "لكننهم بنفس الوقت يمارسون الكبائر مثل قتل بعضهم البعض وعدم الصدق وعدم الأمانة".

وبناء على هذه القناعة، قرر مهاتير أن تكون القيم الإسلامية الأساس الذي يتم التعامل به بمؤسسات الدولة، وأن يتم تدريس هذه القيم بالمدارس وإيلائها الأهمية الكبرى، سعيا للحصول على جيل مسلم بالجوهر وليس فقط بالمظهر.

كما تحدث مهاتير كثيرا عن الأهمية التي أولاها للعلم منذ توليه رئاسة الحكومة، وكيف أنه سعى لرفع مستوى سكان البلاد الأصليين من الملاويين، بحيث يكونون قادرين على مجاراة الأقليات الصينية والهندية التي تفوقت عليهم بمراحل في مجال العلم والعمل.

ولكن بعد سنوات طويلة من بذل الجهد بهذا المجال، لم يخف مهاتير خيبة أمله بأبناء جلدته قائلا إنهم يفضلون الحياة البسيطة، ولا يكترثون بتحسين نوعية حياتهم أو وظائفهم، ولا يفكرون بالمستقبل كثيرا، ويميلون أكثر لحياة الراحة والهدوء.