ما وراء الخبر

من المستفيد من اعتقال مقاومين فلسطينيين في الضفة الغربية؟

لم يتفق ضيفا حلقة برنامج “ما وراء الخبر” حول الأسباب التي دفعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية لاعتقال مقاومين فلسطينيين مطاردين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وبالتحديد مصعب اشتية ومرافقه عميد طبيلة.

ورجح أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في قطاع غزة "حسام الدجني" أن يكون اعتقال مصعب اشتية، الناشط في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من طرف الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد جرى بأوامر من إحدى جماعات المصالح داخل السلطة الوطنية الفلسطينية، وربما بدون علم الرئيس محمود عباس الذي ذهب إلى نيويورك للمشاركة في الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد اعتقلت اشتية (30 عاما) أحد أبرز المطاردين في مدينة نابلس وشمال الضفة الغربية. وجاء ذلك بعد شهور على مطاردته وإخفاق قوات الاحتلال الإسرائيلي في اغتياله.

وأضاف الدجني -في حديثه لحلقة (2022/9/20) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن تلك الأطراف داخل السلطة الفلسطينية تريد الضغط على فصائل المقاومة في الضفة الغربية، مؤكدا أن عملية اعتقال المقاومين إذا تمت بقرار رئاسي فإن الفلسطينيين سيدخلون في دوامة.

شبهات

ومن جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، محمد هواش أن اعتقال السلطة الوطنية الفلسطينية لمصعب له علاقة بشبهات ولا علاقة له بأعمال المقاومة، وقال إن السلطة لا تريد الحديث بشكل تفصيلي عن العملية حتى لا تستفيد منها إسرائيل.

غير أن الدجني رد بالقول إن عملية الاعتقال لم تكن بسبب شبهات بدليل أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وكتائب شهداء الأقصى وقفتا ضد العملية.

وبينما استبعد أن تكون السلطة الفلسطينية تستهدف المقاومين، أشار هواش إلى أن الفلسطينيين أمام تحدٍ سياسي، وأن اللحظة الراهنة تستدعي تضامن ووحدة الفلسطينيين، والمهم حاليا هو وقف أشكال الفتنة والفوضى.

وبشأن ما إذا كان التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل قد لعب دورا في تعقيد المشهد، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي أن التنسيق الأمني هو موضوع سياسي وهو جزء من التسوية التفاوضية التي بدأها الفلسطينيون وانتهت إلى انسداد كامل.

في حين شدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في قطاع غزة على أن التنسيق الأمني مع إسرائيل له دور مباشر أو غير مباشر في اعتقال اشتية، متهما السلطة الفلسطينية بقيادة عباس بتقديم خدمات مجانية للاحتلال الإسرائيلي.

وكانت عائلة اشتية كشفت -في بيان لها وصل إلى الجزيرة نت نسخة منه- أن ابنها تعرّض "لكمين" من أمن السلطة و"تم الاعتداء عليه خلال اعتقاله"؛ في حين صرّحت المؤسسة الأمنية الفلسطينية على لسان الناطق باسمها طلال دويكات أن "قرار التحفظ على المواطنَين مصعب اشتية وعميد طبيلة جاء لأسباب ودواعٍ موجودة لدى المؤسسة الأمنية، سيتم الإفصاح عنها لاحقا".