ما وراء الخبر

نفد صبره ووجّه تهديدات حازمة.. هل يخرج السودان من عنق الزجاجة بعد خطاب البرهان؟

اعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الجميل الفاضل أن خطاب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان لا يحمل في طياته شيئا جديدا، فالتوافق الشامل والانتخابات العاجلة خطوتان لطالما هدد بهما البرهان.

وأضاف -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2022/8/14)- أن نداءات المكوّن العسكري غير جادة، ولا يمكن للقوى السياسية أن تتعاطى مع هذه الرؤية في ظل وجود إشارات ملتبسة تثبت أن مبادرة أهل السودان للتوافق الوطني توجد فيها أيادي المكون العسكري بشكل واضح، معتبرا أن من المستحيل الوصول إلى التوافق الوطني الشامل.

كما أوضح أن هناك قوى سياسية كانت وراء الحراك الثوري في السودان الذي استطاع إسقاط النظام، وكانت تمثل في تجمع المهنيين السودانيين وقوى الحرية والتغيير، معتبرا أن الطرف الآخر يشكل ثورة مضادة يريد إعادة إنتاج النظام القديم في السلطة، والبرهان على وفاق مع هذا الطرف، بحسب قوله.

صبر البرهان

في المقابل، رأى اللواء المتقاعد مسؤول الإعلام العسكري الأسبق محمد عجيب أن خطاب البرهان يثبت أن صبره قد نفد من الحالة السياسية في البلاد، وحسم أمره على خيارين اثنين: إما التوافق الوطني بين القوى السياسية المختلفة على حكومة تسيير خلال الفترة الانتقالية، أو التوجه إلى انتخابات عاجلة.

واعتبر أن هذا الخطاب يؤكد على نية انسحاب القوات المسلحة من المشهد السياسي، وكذا عزوف القوات المسلحة عن الاستمرار في استلام السلطة وتسليمها للمدنيين. كما وجه الخطاب رسالة ضمنية تتمثل في أن البرهان قد يقبل بالحد الأدنى من التوافق الوطني.

أما على المستوى الإقليمي والدولي، فرأى أن الخطاب يبين أنه لا يمكنه الاستمرار في حالة السيولة السياسية والأمنية في البلاد، فضلا عن أن السودان يقدم على تحول جوهري لتجاوز الأزمة والخروج من عنق الزجاجة.

يذكر أن البرهان قال إنه يرحب بكل المبادرات، وإن تجاوز الأزمات يتم بما سماه وفاقاً وطنياً جامعاً، وإن البديل سيكون الذهاب إلى الانتخابات. وأضاف -في حديث بمناسبة عيد الجيش- أن القوات المسلحة منحازة لتطلعات الشعب نحو الديمقراطية، وأن السودان لا يتحمل مزيدا من التشرذم والتجاذبات السياسية، وفق قوله.

وتتزامن دعوة البرهان القوى السياسية إلى الوفاق في السودان مع اختتام ما تسمى "المائدة المستديرة لمبادرة نداء أهل السودان للتوافق الوطني"، التي أطلقها الشيخ الطيب الجَد.