ما وراء الخبر

حوار وطني مصري يستثني الإخوان.. ما السبب؟ وماذا يريد السيسي؟

اعتبر جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة المصريون أن القائد العسكري لا يعترف بفكرة الحوار، مشيرا إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قادم من القيادة العسكرية التي تنهج سياسة “الأمر والطاعة”.

ورأى -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2022/7/4)- أنه لا مؤشر لقيام حوار وطني في ظل وجود 500 موقع إلكتروني محجوب في مصر، وأكثر من 60 ألف معتقل سياسي في السجون المصرية، وكذا آلاف النخب المصرية لا يستطيعون العودة لبلادهم، معتبرا أن الحوار يكون مع الفئة المختلفة وليس مع من يتفقون مع السلطة الحاكمة في الرؤية السياسية.

وكان السيسي قد صرح بأنه دعا إلى حوار وطني مع الجميع باستثناء فصيل واحد، ملمحا إلى أنه كان مسؤولا عن الدولة قبل الثالث من يوليو/تموز 2013، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأضاف أنه لا أرضية مشتركة في الحوار مع هذا الفصيل.

وذهب سلطان إلى أن الهدف من وراء هذا الحوار هو محاولة إنقاذ نظام استنفد كل فرصة لإثبات جدارته، وذلك لأنه بحاجة إلى شراكة شعبية يعيد من خلالها كتلة شعبية مناصرة له في مواجهة الكتلة التي يمثلها عدد من التيارات الإسلامية.

مشاركة سياسية

في المقابل، قال مجدي شندي رئيس تحرير صحيفة "المشهد" الأسبوعية إن الهدف من الحوار هو إيجاد حالة من المشاركة السياسية والمشاركة في الإدارة العامة للدولة بمختلف نواحيها، وعدم اقتصارها على تيار واحد ممثل في السلطة التي كانت تتصرف دون إشراك باقي التيارات السياسية.

وأضاف أن هذا الحوار يهدف أيضا إلى إحياء دور الأحزاب السياسية والنقابات، وذلك من خلال سماع الرأي الآخر، معتبرا أن السلطة الحاكمة أدركت أن استفرادها بالقرار السياسي ليس الخيار الأفضل، وأن هناك آراء أخرى جديرة بالاستماع والمناقشة.

واتهم  شندي جماعة الإخوان بأنها أحرقت كل الجسور وقتلت مدّ فكرة الحوار، معتبرا أنها تعمل منذ عام 2013 على هدف إسقاط شرعية النظام القائم، ولذلك لا مجال للتحاور معه لأنها تعتبره انقلابيا.

يذكر أن السيسي قال إن من أسباب رفضه إشراك المسؤولين عما سماه نظام ما قبل الثالث من يوليو في الحوار الوطني، هو أنهم لو كانوا انتصروا بالقوة والقتل وقتها، لما وافقوا على إشراكه معهم في أي حوار، وفق تعبيره.