ما وراء الخبر

مناورة أم تضحية لصالح العراقيين.. لماذا لجأ مقتدى الصدر لخيار الاستقالة؟

قال الأكاديمي والمحلل السياسي هاشم الكندي إن الخطوة التي اتخذها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بمثابة فرصة للآخرين للذهاب لتشكيل الحكومة بعد عجز التحالف الثلاثي بقيادة الكتلة الصدرية.

وشدد في حديثه لحلقة (2022/6/13) من برنامج "ما وراء الخبر" على أن خطوة الصدر بالانسحاب من المؤسسة التشريعية والحفاظ على منصبه في المؤسسة التنفيذية فرصة لتغيير حجم الكتل والتحالفات البرلمانية.

وكان مقتدى الصدر وصف قرار استقالة نواب كتلته من البرلمان العراقي بأنه تضحية من أجل الشعب العراقي لتخليصه مما وصفه بالمصير المجهول، وإثر ذلك توالت التفاعلات في الساحة العراقية.

في حين استبعد أستاذ الإعلام في جامعة أهل البيت غالب الدعمي أن تكون خطوة الانسحاب مناورة لأنها أمر قاطع لا رجعة فيه والإجراءات ماضية باستبدال النواب، مشيرا إلى أن الصدر فضّل الانسحاب من حكومة قد تكون فاشلة، ولذلك لجأ إلى خيار ترك الفرصة لباقي الكتل السياسية لتشكيل حكومة سيدعمها في حال نجحت وسيقف ضدها إذا فشلت.

وتوقع أن يكون وجود التيار الصدري في السلطة التنفيذية أمرا غير وارد، لأن الحكومة الجديدة ستأتي بمسؤولين جدد في حين يبقى دور الصدر مقتصرا على المعارضة الشعبية التقويمية لمسارات الحكومة.

الحشد الشعبي

وبشأن موقف الحشد الشعبي، قال المحلل السياسي رئيس مركز الراصد للإعلام جاسم الموسوي إن الحشد يتبنى قاعدة، وهي الانطلاق من المرجعية الأولى التي شرعت وجوده كتأسيس ونشاط وتمويل، ولذلك لن يكون جزءا من الأطراف السياسية إذا حصل نزاع بينها، ولكنه جزء من الحفاظ على الأمن القومي والاجتماعي للدولة العراقية.

وأضاف أن الدستور العراقي حرم على المؤسسات الأمنية أن يكون لها تدخل في الحياة السياسية، ولذلك شدد على أن تسويق زج الحشد في هذه الصراعات السياسية أمر خطير، وذلك لأنه يقوم بمهامه الأمنية وسيكون الحشد بمثابة رجل إطفاء في حال الصراعات السياسية.

في حين صرح قيادي في الإطار التنسيقي للأحزاب الشيعية العراقية بأن هذه القوى عازمة على المضي في الاستحقاقات الدستورية لكسر الجمود السياسي إثر استقالة نواب التيار الصدري من البرلمان.

وأكد الحشد الشعبي عدم انحيازه لأي جهة سياسية، وعدم السماح للأطراف الخارجية باستغلال الخلافات لاستهداف استقرار العراق.