ما وراء الخبر

أزمة الغواصات بين باريس وواشنطن.. إلى أين؟

قال عضو مجلس الأمن القومي الأميركي السابق تشارليز كابتشن إن رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تجاه صفقة الغواصات بين أميركا وأستراليا وبريطانيا منفعل، متهما إياه باستغلال الحدث للدعاية الانتخابية.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/9/20) من برنامج "ما وراء الخبر"، أن الاتفاق بشأن الغواصات النووية جاء من منطلق إستراتيجي بين البلدين، ويعزز من قدرات واشنطن وحلفائها في مواجهة التنين الصيني.

وتابع أن أستراليا كانت لديها تحفظات على العقد المبرم مع فرنسا من حيث التكاليف، ولها كامل الحق في تغيير العقد مع من تشاء، مشيرا إلى أن وجهات النظر بين أميركا والأوروبيين شهدت تأزما في العديد من المراحل السابقة، ومؤكدا في الوقت ذاته أن هذه المرة هي الأولى التي تستدعي فيها باريس سفيرها في واشنطن للتشاور.

لكن عضو مجلس الأمن القومي الأميركي السابق تشارليز كابتشن عبّر في الوقت نفسه عن استغرابه من الدوافع الأميركية التي تقف وراء إزاحة فرنسا من هذه الصفقة، على الرغم من تكرار الرئيس الأميركي جو بايدن أهمية تعزيز الشراكة مع الأوروبيين، والتبعات السياسية الناجمة عنها تؤذي أميركا في بناء جبهتها ضد الصين.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) قد نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الرئيس الأميركي جو بايدن يضغط من أجل إجراء اتصال هاتفي بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية الأزمة المتصاعدة بين البلدين بسبب إلغاء أستراليا صفقة غواصات مع فرنسا، مما أثار غضبها.

في المقابل؛ قال رئيس المعهد الأوروبي لدراسات الأمن والاستشراف إيمانويل ديبوي إن الغضب الفرنسي جاء بسبب إلغاء أستراليا عقودا عمرها 5 سنوات مع فرنسا من أجل هذه الغواصات، مؤكدا أن غضب فرنسا جاء خوفا من سعي واشنطن للسيطرة على حصة باريس في سوق التسليح الخاص بدول خلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) والتي تعد فرنسا أحد أهم المصدرين فيه.

وأضاف أن باريس ترى أن إلغاء أستراليا الصفقة معها طعنة في الظهر من قبل حليف، ويعرض مصالحها للخطر في العديد من الدول، كما ترى أنها ضحية للفشل الأميركي في أفغانستان، مشيرا إلى أن فرنسا تبحث في الوقت ذاته أسباب قلة التضامن الأوروبي معها في هذه الأزمة، كما تدرس أيضا التقارب البريطاني الأسترالي وآثاره الاقتصادية عليها.

واتهم ديبوي واشنطن بإعادة إطلاق مشروع التسلح النووي بالمنطقة، على الرغم من توقيعهم على اتفاقية الحد من الأسلحة النووية، مؤكدا أن حجم الغضب الفرنسي مبرر ولا وجود لمبالغات فيه، وأشار إلى وجود حوارات بين فرنسا وأميركا في نيويورك في قادم الأيام على مستوى وزراء الخارجية.