ما وراء الخبر

مفاوضات النووي الإيراني.. هل يفضي التفاؤل إلى اتفاق؟

قال الباحث المتخصص بالدراسات الإيرانية الأميركية علي أكبر داريني إن الولايات المتحدة خسرت فرصة ذهبية لإنقاذ الاتفاق النووي بسبب عدم رفع عقوباتها عن إيران قبل مغادرة الرئيس الإيراني حسن روحاني.

واستدرك داريني بالقول -في حديث لحلقة (2021/7/13) من برنامج "ما وراء الخبر"- إن هذا لا يعني أن باب الدبلوماسية قد أغلق، فإدارة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي ستعطي الإدارة الأميركية فرصة لرفع العقوبات وإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، معتبرا أن هذا سيؤدي إما إلى نجاح المفاوضات أو إخفاقها.

وأضاف داريني أن عدم رفع واشنطن عقوباتها عن إيران يؤدي إلى موقف إيراني متشدد، مؤكدا على أن الكرة في الملعب الأميركي لاتخاذ قرار بشأن إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.

لكن الباحثة في شؤون الشرق الأوسط مارينا أوتاواي رأت أن على الطرفين تقديم تنازلات، وأن الولايات المتحدة لن تتخلى في هذه المرحلة عن أوراق الضغط التي بيدها وهي العقوبات.

وغداة تسليمه التقرير الدوري بشأن مفاوضات اتفاق بلاده النووي إلى البرلمان وتأكيده أن مفاوضات فيينا بشأن ذلك الاتفاق تقترب من إطار اتفاق محتمل؛ عاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى اتهام الإدارة الأميركية بمواصلة سياسة الضغوط القصوى التي ورثتها عن سابقتها.

بيد أن تصريحات ظريف -التي تتزامن مع مواصلة واشنطن رفع عقوباتها عن شخصيات إيرانية مهمة آخرها أحمد غالباني- سبقها تصريح للمتحدث باسم الحكومة أكد فيه أن بلاده على أعتاب العودة إلى الاتفاق النووي.

هذا التفاؤل الإيراني قابله تفاؤل من واشنطن بشأن العودة لمفاوضات فيينا، وبشأن نتائجها.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس قد أبدى استعداد واشنطن لاستئناف المحادثات غير المباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي. وقال برايس إن المبعوث الخاص لإيران روبرت مالي وفريقه على استعداد للعودة إلى العاصمة النمساوية فيينا؛ لإجراء الجولة السابعة من المحادثات.

رغبة مشتركة

من جهتها، قالت الباحثة في شؤون الشرق الأوسط مارينا أوتاواي إن من الواضح أن كلا الطرفين؛ أميركا وإيران، لديهما الإرادة للمضي قدما في المفاوضات، لكن كما يقال إن الشيطان يكمن في التفاصيل، خصوصا تلك التي لم يتم مناقشتها بعد، خصوصا أن طهران تتوقع رفعا أسرع للعقوبات، بينما لا تريد واشنطن ذلك، متسائلة عن إمكانية التوافق على تسلسل الخطوات التي يجب على الطرفين القيام بها، بحيث ترفع واشنطن بعض العقوبات في مقابل تنازلات إيرانية.

وأشار الباحث الإيراني إلى أن بعض التقدم تم إحرازه في جولات المفاوضات الست السابقة في فيينا، لكن هناك اختلافات في وجهات النظر بين الطرفين، وهو ما استدعى جولة سابعة من المفاوضات ستبدأ بعد تولي رئيسي الرئاسة رسميا في إيران.

واتفق داريني مع أوتاواي على أن الرفع الجزئي للعقوبات الأميركية -كبادرة لحسن النية- يمكن أن يُؤدي إلى التزام جزئي من الجانب الإيراني بخطة العمل المشتركة.

ورأت أوتاواي أنه "لا يزال يفصلنا مسافة عن التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران، وإن كانت مصلحة الطرفين في استمرار هذا المسار"، على حد قولها.