ما وراء الخبر

إيران تنفذ وعدها بإنتاج 60% من اليورانيوم المخصب.. ماذا عن محادثات فيينا؟

قالت الباحثة بمركز الجزيرة للدراسات فاطمة الصمادي إن إقدام إيران على تخصيب 60% من اليورانيوم رسالة ذات ثلاثة أبعاد، محلي ردا على استهداف منشأة نطنز، ودولي وإقليمي كرسالة موجهة لمباحثات فيينا وإسرائيل.

وأضافت الصمادي -في حديثها لحلقة (2021/4/16) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن إيران بخطوتها الأخيرة وجهت رسالة للمجتمع الدولي بأنها لم تفقد ورقة تخصيب اليورانيوم بعد الهجوم على منشأة نطنز الأسبوع الماضي، بل إنها لا تزال محتفظة بهذه الورقة في المفاوضات، وتجدد استعدادها بوقف التخصيب إذا رفعت العقوبات عنها.

وتابعت أن الإعلان الإيراني قد يعقّد المفاوضات لكنه في المقابل قد يسرّع نتائجها، لأن الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي لا تريد أن تمتلك إيران سلاحا نوويا بما في ذلك حلفاؤها الروس والصينيون، وطهران تعمل على استغلال التأخر الأميركي في العودة للاتفاق بزيادة خطواتها النووية.

وأكدت أن تحول البرنامج النووي الإيراني إلى برنامج عسكري لا يحتاج سوى قرار سياسي داخلي لأن الأمور التقنية جاهزة لذلك، وهذا أمر مطروح مع قرب وصول إدارة إيرانية جديدة بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو/حزيران القادم.

وكانت إيران قد أعلنت أنها حصلت على أول إنتاج من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في منشأة نطنز النووية، وأنها تنتج 9 غرامات منه كل ساعة. ويتزامن هذا الإعلان مع انعقاد اجتماعات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني، التي أكد مسؤول أوروبي أن وفدي واشنطن وطهران سيعودان إلى بلديهما للتشاور بشأنها.

بدوره قال أستاذ العلوم السياسية صالح النعامي إن الهجوم على منشأة نطنز كان الهدف منه سحب الورقة التفاوضية الرابحة لدى إيران من أجل العودة للاتفاق النووي.

وأضاف أن إسرائيل لديها 4 نقاط أبلغتها لواشنطن بشأن أي اتفاق قادم مع إيران، الأولى عدم تزمين الاتفاق، الثانية منع إيران من البحث والتطوير في المجال النووي، والثالثة عدم رفع العقوبات إلا بعد التأكد من التزام إيران بتنفيذ الشروط، والرابعة ضم ترسانة الصواريخ الباليستية للاتفاق.

وتابع أن إسرائيل غير قادرة على شن هجوم عسكري كبير على إيران يعطل قدراتها النووية، لأنها بحاجة للمظلة الأميركية، وإدارة الرئيس جو بايدن تنتهج الدبلوماسية بدل الحرب، وما يعزز من موقف طهران أنها أعلنت عن زيادة التخصيب وفي الوقت ذاتها استعدادها للتوقف عن ذلك إذا رفعت العقوبات وعادت واشنطن للاتفاق النووي.