ما وراء الخبر

استقالة قرداحي وزيارة ماكرون.. هل تنتهي أزمة لبنان مع دول خليجية؟

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت عبد الله الشايجي إن استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي المتأخرة خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن الأزمة مع دول الخليج أكبر من هذه المشكلة.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/12/3) من برنامج "ما وراء الخبر" أن المشكلة مع دول الخليج تتمثل في "انغماس لبنان في محور إيران المعادي لهذه الدول"، كما أن المطالب التي صدرت في بيانات الدول المقاطعة لم تتحقق بعد، مستبعدا إعادة الدول الخليجية سفراءها إلى لبنان.

وعن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للعديد من الدول الخليجية وتأكيده بحث المسألة اللبنانية مع هذه الدول أكد الشايجي أن زيارة ماكرون تأتي في إطار حملته الانتخابية ومحاولة التخفيف من حجم المأساة التي يعيشها في الداخل الفرنسي، مؤكدا أنه لا رهان عليها لأنها لن تحقق نتائج ملموسة.

وكان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي قد قدّم استقالته من الحكومة، بسبب الأزمة بين لبنان ودول خليجية. وقال قرداحي إن استقالته تأتي في إطار مصلحة لبنان العليا، وكبادرة لدعم جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حل أزمة لبنان، أثناء جولته الخليجية الحالية. من ناحيته أعرب ماكرون عن أمله في حدوث تقدم وشيك في الملف اللبناني.

من جهته، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي راشد فايد إن استقالة قرداحي كانت مجدولة ولم تكن مفاجئة، لكنها جاءت لتكرس محاولة حزب الله إخفاء السبب الرئيسي وراء مقاطعة لبنان من قبل الدول الخليجية، والمتعلق بتهريب المخدرات لهذه الدول، خصوصا السعودية.

وأضاف أن تحويل لبنان إلى منصة إيرانية في وجه دول الخليج أحد أهم الأسباب التي أدت إلى المقاطعة، متهما حزب الله بمحاولة تغليف الاستقالة بأن المشكلة السعودية اللبنانية سببها الوزير قرداحي لكنه فشل في ذلك، كما اتهم الحزب بتهريب الأسلحة لجماعة الحوثي في اليمن عبر مطار بيروت وإلحاق الضرر بالمملكة.

وتابع أن الرئيس الفرنسي يتوهم بأن الاستقالة ستحل المشكلة، كاشفا عن طلب السعودية من فرنسا عدم طرح موضوع لبنان على طاولة الحوار أثناء زيارة ماكرون، وسخر في الوقت ذاته من الخطوات التي تتخذها فرنسا تجاه لبنان لأنها تبدأ ولا تنتهي، مذكرا بالزيارة التي جرت عقب انفجار بيروت ولم تحقق شيئا حتى الآن.

في المقابل، قال قاسم قصير الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن الاستقالة جاءت في وقت مناسب، وتدعم جهود الرئيس الفرنسي العازم على حل هذه المشكلة، كما أن الحكومة بدأت تلتزم بالعديد من المواقف تجاه الخليج، وقد شهدنا رسائل إيجابية من قبل السعودية والإمارات تجاه لبنان.

وأضاف أن خطة العمل بين لبنان ودول الخليج بدأت منذ 3 أسابيع لكن الاستقالة تم التوقيت لها لتتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي من أجل التسريع في الوصول إلى حل شامل.