ما وراء الخبر

ناقلة النفط الإيرانية في بحر عُمان.. ما مدى دقة روايتي واشنطن وطهران؟

أكد هادي أفقهي، وهو دبلوماسي إيراني سابق، أن إعلان إيران عن ما قالت إنه إحباط محاولة أميركية لمصادرة نفط إيراني في بحر عُمان يحمل دلالات كثيرة، وله علاقة بحدث تنتظره طهران غدا. 

ودافع هادي أفقهي عن الرواية الإيرانية بشأن الحادث، وقال إن بلاده تملك الأدلة، من مكالمات وعمليات تنصت وملاحقات موثقة بالصوت والصورة، وأن واشنطن لا يمكنها إنكار ما وقع.

وكان التلفزيون الإيراني بث تسجيلا مصورا لما قال إنه عملية إحباط محاولة أميركية لمصادرة نفط إيراني في بحر عُمان، في حين نفت وزارة الدفاع الأميركية الرواية الإيرانية.

وأوضح التلفزيون الإيراني -في بيان سابق- أن "الولايات المتحدة صادرت شحنة نفط إيراني معدة للتصدير ونقلتها إلى ناقلة أخرى، ثم قادتها إلى جهة مجهولة"، وأن بحرية الحرس الثوري قامت "بإنزال" عسكري على متن الناقلة الثانية وصادرتها"، مشيرا إلى أنها "باتت حاليا في المياه الإقليمية الإيرانية".

وأضاف أفقهي لحلقة (03/11/2021) من برنامج "ما وراء الخبر" أن إيران أرادت توجيه رسائل محددة للولايات المتحدة الأميركية، مفادها أن استفزازها على المستوى العسكري يقابله نفس الرد، وتحدث عن دلالات الإعلان على مستويات الدبلوماسية والحرب النفسية، فضلا عن التحضير لمفاوضات الملف النووي.

ولم يستبعد الضيف الإيراني أن يكون الإعلان عن إحباط المحاولة الأميركية مرتبطا بذكرى عملية اقتحام السفارة الأميركية في طهران عام 1979، أو ما سمّاه "اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي"، متهما واشنطن بالاعتداء على السيادة الإيرانية في مرات عديدة.

أما مارك فيتزباتريك، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون نزع الأسلحة النووية، فأشار إلى اختلاف الروايتين الأميركية والإيرانية بشأن الحادث، وتحدث عن إنكار واشنطن للحادث.

وأكد مسؤول عسكري أميركي للجزيرة أنه لا صحة لمزاعم الحرس الثوري بشأن ناقلة النفط الإيرانية.

وبينما أعلن عدم علمه بوجود علاقة بين دعوة واشنطن للعودة للاتفاق النووي وحادث ناقلة النفط، أوضح فيتزباتريك أن الولايات المتحدة الأميركية تريد إبقاء العقوبات على طهران والتي تتضمن إيقاف تصدير النفط الإيراني إلى أن يتم العودة للاتفاق النووي.

خيارات واشنطن    

وعن خيارات واشنطن للتعامل مع إيران عبر طاولة المفاوضات، تحدث الضيف الأميركي عن خيار توسيع العقوبات الأميركية ورجح إمكانية لجوء الرئيس جو بايدن إلى إيقاف البرنامج النووي الإيراني على ضوء تصريحه في السابق بأنه لن يسمح لطهران بالحصول على السلاح النووي، لكن فيتزباتريك أوضح أن سياسة بايدن تجمع بين العقوبات والجهد الدبلوماسي الجدي بعكس سلفه دونالد ترامب الذي اتبع سياسة الضغوط القصوى التي لم تكن ناجحة.

أما الضيف الإيراني فتحدث عن عدم ثقة بلاده بواشنطن بشأن الاتفاق النووي، وقال إن أي تصعيد تقوم به يؤثر على مصداقيتها في هذا المجال.

وأضاف أنه منذ رفع الرئيس الأميركي شعار العودة لمفاوضات فيينا لم تصدر أي خطة إيجابية لا من طرفه ولا من طرف فريقه، مطالبا بضمانات من الجانب الأميركي بشأن أي اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.