ما وراء الخبر

متحور كورونا الجديد.. قلق عالمي وردات محتملة

قال خبير اللقاحات وأستاذ علوم الأحياء في جامعة ميشيغان علي فطوم إن متحور كورونا الجديد “أوميكرون” به عدة طفرات وتغيرات بنيوية، الأمر الذي أثار القلق خصوصا مع عدم المعرفة الدقيقة به.

لكن فطوم طمأن -في حديث لحلقة (2021/11/27) من برنامج "ما وراء الخبر"- الجميع بشأن متحور كورونا الجديد، داعيا إلى عدم القلق، ومؤكدا في الوقت نفسه أن الأعراض الظاهرة على المصابين به حتى الآن ليست خطيرة، ولا تحتاج إلى دخول المستشفيات.

وعاد حديث متحورات كورونا الجديدة إلى الواجهة، ومن ضمنه إجراءات فرض القيود على السفر والتلويح بالإغلاق العام، وسط تباين في المواقف في كيفية التعامل مع الموجة الجديدة رغم كل ما قيل بشأن خطورة متحور "أوميكرون" وما يستوجبه من استنفار عالمي.

وقد أرغم "المتحور المقلق"، بحسب توصيف منظمة الصحة العالمية، و"خطير الانتشار"، وفق مفوضية الصحة الأوروبية التي صنفته بين مرتفع ومرتفع جدا، منظمة التجارة العالمية على إرجاء أول مؤتمر وزاري لها منذ 4 سنوات بسبب المتحور الجديد.

في الأثناء، قالت حكومة جنوب أفريقيا إنها عوقبت لاكتشافها السلالة الجديدة، وأضافت أن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها دول عدة ستؤثر على الاقتصاد والسياحة.

إصابة من تلقوا اللقاحات

وعن إصابة الحاصلين على لقاحات كورونا بالمتحور الجديد، قال خبير اللقاحات وأستاذ علوم الأحياء إن المناعة المكتسبة من اللقاحات لا تمنع الإصابة بفيروس كورونا أو بالمتحور الجديد منه، لكنها تحد كثيرا من الأعراض الشديدة في حالة الإصابة.

وأكد فطوم أن المتحورات السابقة لفيروس كورونا لم تخرج عن الحصانة التي تمنحها اللقاحات المضادة للفيروس، الأمر الذي يعطي تفاؤلا بشأن مناعة اللقاحات ضد المتحور الجديد "أوميكرون"، إضافة إلى التقنيات الجديدة التي نمتلكها لمواجهة أي تطورات قد تحدث، ومن ثم قد نوفر لقاحا جديدا عند الحاجة إلى ذلك.

من جانبه، قال مدير أبحاث سياسات التجارة والتصنيع بمعهد السياسة الاقتصادية روبرت سكوت إن من الحكمة اتخاذ الحيطة والحذر لأن العالم ما زال يجهل الكثير عن متحور كورونا الجديد، اللهم إلا معرفة سهولة انتشاره بين الأشخاص.

وأعرب سكوت عن أمله في أن تمنح قيود السفر التي اتخذتها دول عديدة حول العالم مزيدا من الوقت لتقييم شدة المتحور الجديد "أوميكرون"، وكذلك تقييم كفاءة اللقاحات المتوفرة في مواجهته.

وأشار سكوت إلى أن رفض الدول الغنية التخلي عن الملكية الفكرية للقاحات المضادة لكورونا تسبب في انتشار الفيروس، خصوصا في أفريقيا، ومن ثم ظهور متحورات جديدة منه.

وقد أعلنت دول أوروبية عديدة اتخاذ إجراءات لمواجهة المتحور الجديد، ففي ألمانيا قال مستشار الحكومة لأزمة كورونا إن الإغلاق الشامل قد يكون ضروريا إذا لم يتجاوب المتحور الجديد مع اللقاحات. وأكد الاشتباه في إصابة بالمتحور لمسافر عائد من جنوب أفريقيا.

الأمر ذاته أعلنته وزارة الصحة في التشيك. أما في هولندا فأعلنت السلطات هناك أن 61 مسافرا قدموا من جنوب أفريقيا أثبتت النتائج إصابتهم بالفيروس، وكانت السلطات الصحية رجحت إصابة عشرات المسافرين من بين نحو 600 مسافر وصلوا إلى مطار سخيبول بأمستردام يوم الجمعة في رحلتين من جنوب أفريقيا.

أما في العالم العربي، فقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنها ستأمر بتشديد الإجراءات على المعابر والحدود في إطار مواجهة متحور "أوميكرون"، كما سارعت قطر والإمارات والبحرين وسلطنة عُمان والأردن والمغرب والسعودية لاتخاذ إجراءات مماثلة في تقييد دخول المسافرين أو تعليق الرحلات الجوية من دول أفريقية عدة.

وقد قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سيفرض قيودا إضافية على السفر من جنوب أفريقيا و7 دول أخرى بدءا من الاثنين المقبل، كما دعا بايدن الدول إلى التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات كورونا بغية تصنيعها على الصعيد العالمي.