الواقع العربي

ما الأسباب التي أدت لحل البرلمان الكويتي؟

ناقش برنامج “الواقع العربي” قرار أمير الكويت حل مجلس الأمة. وكان رئيس المجلس مرزوق الغانم قد صرح بأنه نقل للقيادة السياسية رغبته مع عدد من النواب في إجراء انتخابات مبكرة.

أصدر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مرسوما يقضي بحل مجلس الأمة الكويتي، وجاء المرسوم بعد أن عقد مجلس الوزراء اجتماعا استثنائيا بحث فيه التوتر الحاصل مع البرلمان، على خلفية تقديم عدد من النواب استجوابا لكل من وزيري المالية والعدل.

وكان رئيس المجلس مرزوق الغانم صرح لوسائل إعلام محلية بأنه نقل للقيادة السياسية رغبته وعدد من النواب في إجراء انتخابات مبكرة والاحتكام للصناديق.

وهنا يبدي وزير العدل السابق وعضو مجلس الأمة الكويت السابق حسين الحريتي استغرابه، إذ إن رئيس مجلس الأمة "ناشد" الأمير لحل البرلمان لأن مدته تنتهي في صيف 2017، بينما الأسباب التي أوردها مرسوم الحل الأميري بعيدة تماما عما قاله رئيس المجلس.

مناشدة غير مسبوقة
وأضاف لبرنامج "الواقع العربي" في حلقة الأحد (2016/10/16) أن مناشدة البرلمان لحلّه غير مسبوقة، فضلا عن أن القرار مفاجئ، خاصة أنه لم تكن هناك بوادر أزمة بينه وبين الحكومة، بل إن رئيس مجلس الأمة أشاد بالعلاقة المتميزة مع الحكومة، والتي أدت إلى الاستقرار السياسي منذ ثلاث سنوات.

بدوره، قال الكاتب الصحفي والناشط السياسي داهم القحطاني إن المجلس يسير في نهج الحكومة، ولا يوجد فيه أي نائب معارض، بعد استقالة النواب الخمسة المعارضين قبل سنتين. ولمواجهة أزمة الشارع لجأت الحكومة والبرلمان إلى انتخابات مبكرة للإتيان بأغلبية تستمر في تنفيذ المشاريع.

وحول ما إذا كانت الانتخابات المبكرة تستهدف قطع الطريق على المعارضة، خاصة مسلم البراك الذي سيخرج من السجن في أبريل/نيسان المقبل قال الحريتي "قد يكون هذا أحد الأسباب".

ولفت إلى أن علاقة السلطتين التشريعية والتنفيذية كانت متميزة لدرجة أن المجلس "متعاون جدا حتى المهادنة" مع الحكومة، وفي رأيه فإن مرسوم حل البرلمان يخفي السبب الحقيقي وراء ذلك، وجاء رأيه موافقا للقحطاني، وهو ضمان الإتيان بالأغلبية الحالية نفسها.

القحطاني ذهب إلى أن السبب الذي يقوله بعض معارضي المجلس هو عدم قدرة الحكومة والبرلمان على تدبير الملفات المحلية، خاصة ملف البنزين، الذي غيّر مزاج الشارع ضد السلطتين.

حالة مركبة
أما ما يتبناه هو فهو أن الحالتين المحلية والإقليمية مركبتان، والأخيرة تبدو حاسمة، فمن وجهة نظره من الصعب على المجلس السير في نقاش يضر مصلحة الكويت العليا في ظل هذا الصراع غير المسبوق في سوريا والعراق، والاصطفافات مع تركيا وإيران على سبيل المثال.

وكانت الجزيرة عبر صفحتها على تويتر طرحت على متابعيها استفتاء في صيغة السؤال التالي: كيف ترى قرار حل مجلس الأمة الكويتي عقب اجتماع استثنائي للحكومة بحثت فيه التوتر القائم مع البرلمان على خلفية الاستجوابات الأخيرة لاثنين من الوزراء؟

شارك في الاستبيان أكثر من أربعة آلاف شخص، وجاءت النتيجة على النحو التالي:
– رأى 25% أن القرار من شأنه نزع فتيل الأزمة.
– بينما رأى 36% أن القرار لا يعالج جذور المشكلة.
– في حين قال 39% إنهم لا يعرفون الإجابة أو لم يحددوا رأيهم.