برامج متفرقة

"آخر الناجين".. لحظات رعب وهلع في روايات شهود على أحداث 11 سبتمبر

سلط فيلم “أحداث سبتمبر.. آخر الناجين” (2021/10/24) الضوء على 5 أشخاص نجوا من تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001، حيث لقي 2297 شخصا مصرعهم بعد ارتطام طائرتي ركاب.

حيث أجمع الناجون بوجود معجزة ما مكّنتهم من النجاة في ذلك اليوم، ومضوا في شرح تفاصيل نجاتهم وما واجهوه أثناء خروجهم من البرجين في ذلك اليوم.

ويروي برونو ديلنجيه الناجي من الطابق الـ47 في البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، ويقول إنه رأى الطائرة قبل أن تصطدم في البرج وبعد سماع صوت الانفجار والشعور بتحرك البرج، حاول أن يطمئن زميلته في المكتب المجاور بأنها طائرة وسيحل الأمر، وعاد لمكتبه معتقدا بأنهم في أمان، لكن زميلته نجحت في إقناعه بضرورة مغادرة المكتب وإخلاء المبنى.

ويضيف عند إخلاء المبنى ذهبت إلى السلم الذي طلب منا استخدامه أثناء تدريبات على إخلاء المبنى، بعكس الباقين الموجودين في الدور ذاته فقد فضلوا استخدام سلالم جانبية للخروج، ويؤكد أن حدسه في استخدام السلالم وسط المبنى كانت سبب نجاته فيما لقى الآخرون حتفهم على السلالم الجانبية.

ويتكون مركز التجارة العالمي من 7 مبان تم تشييدها في 1973 كتخليد لمجد الاقتصاد الأميركي، ويحتوي على 1200 مؤسسة أعمال، و700 محل تجاري، و50 ألف موظف، وأكثر من 100 ألف زائر يوميا.

عالقون في المصعد

ويتحدث جون باكوفسكي وكولن ريتشاردسون الناجيان من الطابق الـ67 من البرج الشمالي، واللذان كانا في المصعد لحظة ارتطام الطائرة بالبرج ونجم عن ذلك انفجار ضخم أدى إلى اهتزاز كبير وبدأ المصعد في السقوط قبل أن يتوقف تدريجيا، في الدور الـ50، وبعدها شاهدا نارا في كبينة المصعد وكان الجو حارا للغاية.

ويضيفان أنهما حاولا فتح باب المصعد ووضعا عصا تتبع عامل نظافة في البرج، لكن جدارا كان أمامهما، وعملا على إحداث ثقب فيه من خلال حديدة معدنية أسفل مساحة التنظيف، ونجحا في إحداث ثقب بسيط قبل أن تسقط المساحة، وكان هاجسهما الأكبر هو سقوط المصعد وحينها سيموتان بداخله.

وتابعا أنهما نجحا في الخروج من المصعد، وواجها جدارا آخر قام كولن بتحطيمه بركلة من قدمه، وبعدها اتجها إلى السلم للنزول إلى الشارع.

رجل إطفاء

بدوره، قال جيه جوناس كابتن بشركة "لادر6 – إف دي إن واي" للإطفاء إنه في الساعة 8:45 صباحا أنهى مناوبته في المحطة القريبة من مركز التجارة العالمي، وقبل مغادرته سمع صوت طائرة كبيرة في السماء، وحينها اتصل عليه حارس منزله يخبره بأن طائرة اصطدمت بالبرج.

ويضيف أنه عاد للعمل مع طاقمه ووصل إلى مركز التجارة العالمي في تمام الساعة 8:56 صباحا، وعند انتظاره لتلقي الأوامر من قائد العمليات في بهو البرج الشمالي رأى ظلا كبيرا على الأرض أعقبه انفجار، ومن ثم جاء رجل مسرعا من الخارج يؤكد ارتطام طائرة بالبرج الجنوبي.

وتابع أنه أثناء صعوده للأعلى من أجل إنقاذ المصابين وفي الطابق الـ27 من البرج الشمالي سمع هديرا ضخما وكانت البناية تهتز وكأنها أشبه بسفينة في البحر، حينها أصدر الأمر لرجاله بضرورة مغادرة البرج لإنقاذ حياتهم لأن المهمة باتت مستحيلة، وعند وصولهم للطابق الـ4 انهار البرج الشمالي، لكنهم نجوا بداخل فقاعة إسمنت لم تتأثر بانهيار المبنى.

البرج الجنوبي

وتحدث براين كلارك الناجي من الطابق الـ84 في البرج الجنوبي أنه وفي تمام الساعة 8:46 سمع صوت انفجار عنيفا، وبعد أن شاهد من نافذة دوامات من اللهب في الهواء بسبب استهداف البرج الشمالي حسب قوله، وبعد 5 دقائق من الانفجار شاهد العديد من الأشخاص يقفزون من النوافذ.

ويضيف أنه وبعد الانفجار في البرج الشمالي سمعوا -في البرج الجنوبي- صوتا من خلال نظام الطوارئ يطمئنهم بأن المبنى في أمان ولا ضرورة لإخلائه، وفي تمام الساعة الـ9:13 حصل انفجار مضاعف بالبرج الجنوبي، وعلى نطاق الأدوار من الـ77 إلى الـ88 فقد غدت بشكل مائل، وبعدها مال البرج لمدة 5 ثوانٍ قبل أن يعود لوضعه الطبيعي.

وتابع أنه قام بأخذ مصباح يدوي وجمع الموجودين في الطابق الـ84 وبدأ بالنزول عبر السلالم، وفي الدور الـ81 أوقفتهم امرأة بدينة وحاولت ثنيهم عن النزول لوجود نار ودخان كثيف، حينها عاد العديد من الأشخاص معها إلى الأعلى، ودخل هو إلى الدور الـ81 لإنقاذ شخص آخر كان عالقا هناك بعد أن سمع صوته، مضيفا أنهم استغرقوا نحو نصف ساعة للنزول إلى الشارع.

وقد لقي 343 رجل إطفاء حتفهم أثناء عمليات الإنقاذ في البرجين، كما انهارت 300 طن من الإسمنت والزجاج والفولاذ، بسبب اختراق طائرة بوينغ 767 تسير بسرعة 700 كيلومتر في الساعة محملة بـ38 ألف لتر من الوقود، ما تسبب بقطع 36 دعامة فولاذية من أصل 60 دعامة، كما دمرت 9 دعامات رئيسية، ولم تتحمل الدعامات الحرارة الهائلة التي وصلت 800 درجة.