نبيل العوضي: ما أحوج الوالدين اليوم للأخذ بوصايا لقمان لابنه

يبين الداعية الإسلامي نبيل العوضي أهمية الوصايا التي تركها لقمان الحكيم لابنه، والتي صارت منهاجا للمربين والوالدين على مر العصور، ويدعو إلى الأخذ بهذه الوصايا، خاصة في الزمن الحالي، حيث تسيطر وسائل التواصل الاجتماعي على اهتمامات وعقول الأولاد.

وتناولت حلقة (2024/3/23) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" قصة لقمان الذي أتاه الله -عز وجل- الحكمة وأورد على لسانه وصايا لابنه وهو يعظه، وهي الوصايا التي احتوت على نصح وإرشاد.

فقد أعطى الله -عز وجل- لقمان العبد الصالح والبسيط الحكمة، وجعل سورة كاملة باسمه تحكي بعض مواعظه رغم أنه لم يكن نبيا، بحسب أقوال أهل العالم، وقال سبحانه وتعالى ﴿ولقد آتينا لقمان الحكمة﴾.

ومن الروايات التي يسوقها الداعية الإسلامي عن لقمان أنه خُيّر بين النبوة والحكمة فاختار أن يكون حكيما، ولما سئل عن السبب قال "خشيت أن يحملني الله -عز وجل- النبوة ولا أعطيها حقها".

وأولى المواعظ التي قدمها لقمان لابنه كانت الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، وجاء في سورة لقمان ﴿وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم﴾.

ويؤكد الدكتور العوضي أن أشد أنواع الظلم أن يجعل الإنسان لله سبحانه وتعالى ندا وهو الذي خلقه، وأن توحيده سبحانه وتعالى والنهي عن الشرك به هما من أعظم الأمور وأوجب الواجبات، وقد أوصى لقمان ابنه بهذه الوصية في أسلوب أبوي جميل ورقيق "يا بني".

الإحسان للوالدين

والوصية الثانية التي قدمها لقمان لابنه بعد توحيد الله -عز وجل- كانت التوصية بالوالدين، حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة لقمان ﴿ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير﴾.

ويشير الداعية الإسلامي إلى أن أهل التفسير اختلفوا حول هذه الآية، هل هي على لسان لقمان أو أنها جاءت عرضا في سياق الآيات لترتيبها.

والتوصية بالوالدين -كما يضيف الدكتور العوضي- هي من أعظم الوصايا التي تركها لقمان لابنه، لأن الله عز وجل أوصى بحق الوالدين بعد حقه مباشرة، إذ قال في سورة الإسراء ﴿وقضى ربك ألّا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا﴾.

وفي تفسيره لوصية لقمان لابنه كما جاء في قوله تعالى ﴿واتبع سبيل من أناب﴾، يؤكد الداعية الإسلامية أن هذه الآية تشير إلى أهمية الصحبة الصالحة، ويقول إن دور الوالدين هو أن يبحثا لأولادهما عن الصحبة الصالحة، خاصة في الوقت الحالي، حيث تهيمن وسائل التواصل الاجتماعي على اهتمامات الأطفال.

وعن قوله تعالى في سورة لقمان ﴿يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير﴾، يوضح العوضي أن هذه الآية من أعظم الآيات عن قدرة الله -عز وجل- وعلمه بخفايا الأمور، وهي توضح أن المظالم أو الأخطاء أو الذنوب التي يرتكبها الإنسان ولو كانت صغيرة يأتي بها الله -عز وجل- يوم القيامة.

المصدر : الجزيرة