سرّب أسرارا خطيرة عن التدخل الأميركي في فيتنام.. ما قصة إلسبيرغ مع أوراق البنتاغون؟ وماذا كان عقابه؟

في خريف عام 2006 بدأت وسائل الإعلام تتداول مصطلح "المنبهون"، وكان ذلك بمناسبة انطلاق موقع ويكيليكس في تسريب كم هائل من الوثائق السرية لأجهزة دول عبر العالم. فما قصة دانيال إلسبيرغ (المنبه الأول) مع أوراق البنتاغون؟

وبحسب الخبراء فإن التاريخ يحفظ للأميركي إلسبيرغ بأنه رائد المنبهين منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، حيث حصل هذا المحلل السابق في وزارة الخارجية الأميركية على وثائق سرية عن حرب فيتنام، لتجد طريقها إلى صحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست".

وتابع برنامج "المرصد" 2023/7/17 قصة تسريبات إلسبيرغ التي أربكت إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون، ودوائر المخابرات الأميركية، لكن القضاء برأه في النهاية بعد محاكمة استمرت نحو سنتين.

وعُرفت قضية إلسبيرغ حينها بقضية "أوراق البنتاغون"، حيث كانت تلك الوثائق المسربة تكشف تورط الولايات المتحدة في حرب طويلة وخاسرة في فيتنام. وكان هدف إلسبيرغ أن يكشف للأميركيين زيف الرواية الرسمية.

وتابع البرنامج وقائع مغامرة إلسبيرغ الذي رحل مؤخرا عن عمر ناهز 92 عاما، والذي بدأت حكايته مع حرب فيتنام عام 1966، حين أُرسل إلى هناك بصفته محللا تابعا لوزارة الخارجية الأميركية لتوثيق التقدم العسكري للقوات الأميركية هناك.

وسرعان ما أدرك المحللون هناك أن الحرب في فيتنام ميؤوس منها ولكن إلسبيرغ شعر بخيبة أمل كبرى وهو يرى أنه لا يمكن استمرار المعركة وإرسال المزيد من القوات للحرب الخاسرة.

وعاد إلسبيرغ من فيتنام والتحق بمؤسسة راند السياسية المؤثرة ذات العلاقات الهائلة في الوصول إلى المعلومات السرية. ونسخ آلاف الصفحات من تقرير سري للغاية عن التدخل الأميركي طويل الأمد في فيتنام.

وبعد تسرب التقرير للصحافة، انهالت ضغوط إدارة الرئيس الأميركي حينها ريتشارد ليكسون على الصحيفتين لوقف النشر. وبدأ البحث عن صاحب التسريب الخطير، فكان بذلك العالم أمام أول قضية "منبه" في التاريخ.

وبعد أن سدت منافذ الهروب لم يكن أمام إلسبيرغ إلا أن يسلم نفسه في بوسطن في 28 يوليو/تموز عام 1971 في قضية تسريبه أسرار خطيرة عن تورط الولايات المتحدة في مغامرة عسكرية امتدت من حرب الهند الصينية إلى فيتنام وكلفت آلاف القتلى بدون هدف واضح، وواجه بعد ذلك حكما بالسجن لمدة 115 عاما بتهمة التآمر وسرقة وثائق رسمية وانتهاك ما يعرف بقانون التجسس.

المصدر : الجزيرة