موقع بريطاني: محو أي أثر فلسطيني في غزة هدف إسرائيل غير المعلن

EDITORS NOTE: Graphic content / A mourner cries over the bodies of family members of the Nofal family, after they were killed during Israeli bombardment, on January 10, 2024 at al-Najar hospital in Rafah in the Gaza Strip. (Photo by AFP) / “The erroneous mention[s] appearing in the metadata of this photo by - has been modified in AFP systems in the following manner: [Nofal family] instead of [ "Ayman Nofal, or "Abu Ahmad", a member of the Hamas general military council and commander of the central command in Al-Qassam Brigades]. Please immediately remove the erroneous mention[s] from all your online services and delete it (them) from your servers. If you have been authorized by AFP to distribute it (them) to third parties, please ensure that the same actions are carried out by them. Failure to promptly comply with these instructions will entail liability on your part for any continued or post notification usage. Therefore we thank you very much for all your attention and prompt action. We are sorry for the inconvenience this notification may cause and remain at your disposal for any further information you may require.” (الفرنسية)
من الأهداف غير المعلنة لحرب إسرائيل في غزة قتل أكبر عدد ممكن من الناس، وتدمير أكبر عدد ممكن من المنازل والمباني (الفرنسية)

دعا موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إلى عدم الالتفات إلى أهداف إسرائيل المعلنة المتعلقة بتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لأن هدفها الحقيقي وغير المعلن، كان دائما جعل قطاع غزة غير صالح للسكن، وتدمير أكبر عدد ممكن من آثار الحياة الفلسطينية.

واستعرض الموقع -في مقال للشاعر الأميركي اليهودي عمييل الكالاي- ما كتبه أحد أصدقائه في غزة مؤخرا من أن "الأهداف غير المعلنة للحرب هي قتل أكبر عدد ممكن من الناس، وتدمير أكبر عدد ممكن من المنازل والمباني، وتقليص مساحة القطاع وتقسيمه، والسيطرة على موارد الغاز، ومنع إنشاء الدولة الفلسطينية، أما حماس والرهائن فهي قضايا هامشية"، على حد قول الكاتب.

وأوضح الكاتب أن دقة هذه "الأهداف غير المعلنة" تتجلى في كل دقيقة، مع استمرار مسرحية الثرثرة الرسمية، ورغم قرار الأمم المتحدة الأخير الذي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وقبل ذلك انشغال الرئيس الأميركي جو بايدن بالحديث عن ولعه بالآيس كريم، والغمغمة بشأن ضمان "وقف إطلاق النار" في غزة بحلول شهر رمضان، و"آمل أن نتمكن بحلول يوم الاثنين المقبل من تحقيق ذلك".

العبارات الأميركية المبتذلة

واستمرت العبارات المبتذلة أيضا -حسب الكاتب- عندما تكلم المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي بصوت عالٍ عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وأن "الولايات المتحدة تسعى أكثر من أي شخص آخر لجلب المساعدات الإنسانية"، وساندته جهود المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر ووزير الخارجية الذي يهز رأسه، ويتصرف بطريقة منهجية من خلال دور مليء بالقلق "الأخلاقي".

ويضيف الكاتب: ومع أن الصحافة المطيعة رفعت صوتها بمقدار نغمة أو اثنتين، فإن أحدا لم يطرح أسئلة محددة، مثل "لماذا يمنع الإسرائيليون المساعدات ويطلقون النار على الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى كيس من الدقيق؟، أو لماذا لا تطلب الولايات المتحدة من حليفها فتح المعابر البرية؟".

الشعب الأميركي مختلف عن حكامه

لكن آخرين اعتلوا المسرح -كما يقول الكاتب- حيث أضرم الجندي في سلاح الجو الأميركي آرون بوشنل، النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وهو يهتف "فلسطين حرة"، وقام قدامى المحاربين بإحراق زيهم العسكري علنا احتجاجا على الدور الأميركي في غزة، كما يواصل المتظاهرون مضايقة المتحدثين العامين والسياسيين، والناس في جميع أنحاء العالم واعون وغاضبون ونشطون.

وقالت جوزفين غيلبو، وهي من قدامى المحاربين في الجيش الأميركي، وهي تحمل لافتة "أوقفوا إطلاق النار الآن" في واشنطن العاصمة "لدينا تكنولوجيا تمكننا من رؤية من هم في المواقع بالضبط. استهداف وقصف المنازل مع معرفة من وعدد الأطفال الذين كانوا بداخلها بالفعل. هذا ليس دفاعا عن النفس. الخسائر في صفوف المدنيين كارثية. النخبة التي تجلس في الكابيتول هيل تكذب".

وعد بلفور بداية التمثيلية

أما بالنسبة لسبب بداية هذه التمثيلية القاتلة -يقول الكاتب- فعلينا الرجوع حتى إعلان وعد بلفور عام 1917، حيث النص المؤلف من 67 كلمة هو مخطط لحالة الاستثناء السياسي والقانوني التي لا يزال الفلسطينيون يجدون أنفسهم فيها، والتي لا تزال القوى الإمبريالية والمؤتمرات الدولية والأنظمة العميلة العربية ومختلف اللاعبين الآخرين على المسرح يجدون أنفسهم يرقصون على ألحانها.

وقد حُشدت في هذا النص "المستقبلي" جميع القضايا الرئيسية، كعدم التناسب والحقوق السياسية والديمغرافيا، وكذلك رأس الحربة الإمبراطوري، باعتبار إسرائيل "معقل الحضارة ضد البربرية"، كما قال ديفيد بن غوريون، أو كما أعلن السيناتور بايدن آنذاك بقوة عام 1986 أنه "حان الوقت لنتوقف عن الاعتذار عن دعمنا لإسرائيل، لأنها أفضل استثمار بقيمة 3 مليارات دولار. ولو لم تكن هناك إسرائيل، لكان على الولايات المتحدة الأميركية أن تخترعها لحماية مصالحها في المنطقة".

وبالتالي -كما يرى الكاتب- لا يبدو من المتناقض على الإطلاق أن يكون بايدن هو الشخص الذي يشرف الآن على الإبادة الجماعية الحالية، ولنتصور كيفية رد فعل المؤسسة الليبرالية على الوضع في غزة لو حدث ذلك في ظل رئاسة دونالد ترامب، وكيف سيتحدث النقاد الإعلاميون والساسة وهوليود والأوساط الأكاديمية، في انسجام تام عن الغضب الأبيض، ووصول الفاشية، ونهاية الديمقراطية.

قصف جوي ووجبات غير حلال

ومن المفارقة أن نفس المجال الجوي الذي ينظر إليه سكان غزة في رعب، لعدم وجود ما يحميهم من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية والقصف الجوي، أصبح الآن مصدرا للوجبات غير الحلال التي عفا عليها الزمن والتي تنزلها الولايات المتحدة بالمظلات التي تقوم أيضا بتوصيل الأسلحة، كما يقول الكاتب.

وفي خطوة أكثر استهزاء، تضيف الولايات المتحدة ميناءً جديدا إلى هذا المزيج، باستخدام أنقاض المنازل والمؤسسات الفلسطينية المدمرة، وربما تجد أجزاء من المستشفيات أو الجامعات نفسها مغمورة ببقايا الجثث المتحللة التي لم يتم انتشالها، ولا يعرف أحد هل هذه المنطقة ستصبح قاعدة عسكرية أم منفذ خروج للطرد الجماعي.

وفي الوقت الذي تقتل فيه المجاعة التي خططت لها إسرائيل، المزيد من الناس، من ذا يتذكر التدمير المدبر للجامعات والاغتيالات التي استهدفت الأكاديميين والصحفيين؟ وبالتالي إذا أرغم الفلسطينيون على عبور الحدود بشكل جماعي، فمن سيتذكر دير ياسين والنكبة؟

تفسير القسوة غير المسبوقة

وخلص الكاتب إلى أن الاستنتاج الواضح هو أن أهداف إسرائيل المعلنة ليست أهدافها الحقيقية، كما كتب صديقه في غزة، بل إن الأهداف الحقيقية التي تسعى إلى تحقيقها هي ما يجري الآن، ولكن تحقيقه يتطلب من آلة الاحتلال أن تقدم أشكالا جديدة من التعاون، وذلك ما منعته حماس بقوة، وهذا هو السبب الجذري لسياسة القسوة غير المسبوقة التي تنتهجها إسرائيل في مواصلة هجومها.

فكيف لقوة نووية لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي ولم تسمح بتفتيش منشآتها في ديمونة، وهي تمتلك الأسلحة والتكنولوجيا الأكثر تطورا في العالم، ولديها قوة جوية وبحرية، وما مجموعه حوالي 635 ألف جندي، كيف لها أن تواصل الترويج للتمثيلية القائلة إن نحو 30 ألف مقاتل من دون دبابات ولا مدفعية مضادة للطائرات ولا قوة جوية ولا بحرية، أن تكون على وشك تدمير إسرائيل.

المصدر : ميدل إيست آي