واشنطن ترسل قوات إلى بيرو لماذا الآن؟

NATO military drill in Gotland
قوات من المارينز الأميركية خلال مناورات عسكرية (الأناضول)

تعتزم الولايات المتحدة نشر وحداتها العسكرية النظامية في بيرو بدءا من الأول من يونيو/حزيران المقبل، مبررة هذه الخطوة بـ"الدفاع عن الديمقراطية" في البلدان الأخرى، وهو ما ستفعله مع أوكرانيا في المستقبل، حسب ما جاء بصحيفة روسية.

ففي تقريرها الذي نشرته صحيفة "برافدا"، تقول ليوبوف ستيبوشوفا الخبيرة في شؤون أميركا اللاتينية وأفريقيا إن الكونغرس الأميركي وافق على التدخّل العسكري في هذا البلد، وبناء عليه ستنشر القيادة الجنوبية في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) المئات من مشاة البحرية التابعة لها في بيرو ابتداءً من الأول من الشهر المقبل.

استنادًا لاقتراح من الرئيسة البيروفية دينا بولوارت، وافق المجلس التشريعي في بيرو على نشر 700 جندي أميركي داخل أراضي البلاد.

وحسب بيانات رسمية من واشنطن، فإن الجنود الأميركيين سيجرون تدريبات مع القوات المسلحة والشرطة الوطنية في بيرو، ولن يتعدوا على سيادة البلاد.

وتضيف الكاتبة أن بيرو لطالما احتضنت هذه المراكز التدريبية، وأن الهدف من هذه البعثة هو نشر الجنود في المناطق الأكثر مقاومة للإملاءات الأميركية وأتباعها الذين نفذوا الانقلاب هناك.

تاريخ الانقلاب في بيرو

تسلمت بولوارت السلطة بتواطؤ مباشر من واشنطن بعد إطاحة البرلمان بدعم من الجيش برئيس بيرو اليساري، بيدرو كاستيلو.

وكان  كاستيلو قد انتخب عام 2021، غير أن محاولاته إجراء إصلاحات مناهضة لحكم الأقلية عجلت بعزله من منصبه وتولي بولوارت -التي كانت تشغل آنذاك منصب نائب الرئيس- محله.

من جانبها، سارعت السفيرة الأميركية في بيرو ليزا كينا، التي نسّقت خطوات العزل مع الجيش، إلى دعم قرار البرلمان بإقالة كاستيلو مؤكدةً دعم بلادها المؤسسات الديمقراطية في بيرو بشكل كامل.

ونتيجة عدم  قبول السكان الحكومة الجديدة، عمّت الاحتجاجات البلاد وأسفر قمعها عن وفاة نحو 70 شخصا وإصابة المئات بجروح بليغة. وقد أدانت لجنة الدول الأميركية لحقوق الإنسان الاستخدام المفرط للقوة من طرف الشرطة والجيش في بيرو.

السيطرة على الموارد هي مربط الفرس

وتعليقًا على دخول القوات الأميركية إلى بيرو، لفت الرئيس المكسيكي أندرياس مانويل لوبيس أوبرادور انتباه الحكومة الأميركية إلى أن الحفاظ على سياسة التدخل لا يسهم بأي حال من الأحوال في ترسيخ قيم الأخوة في القارة.

وأشار أوبرادور إلى وقوف مصالح الأوليغارشية البيروفية وراء هذه القرارات وغيرها وانتهاك المشرعين الإطار القانوني والدستوري لبيرو.

من جهته، أكد المحامي البيروفي راؤول نوبلسيلا أن القوات الأميركية ستنتشر في بيرو بغية السيطرة على المعادن البيروفية.

وتوضح الكاتبة أن الحكومة التي نصبتها الولايات المتحدة في ليما لا تعترف بها دول أخرى في القارة، مثل الأرجنتين وبوليفيا وفنزويلا. ورغم نفي وزارة الدفاع البيروفية وجود 10 قواعد عسكرية أميركية في بيرو، فإن الدراسات الصحفية تؤكد وجودها في قواعد الوحدات العسكرية في البلاد.

في كتابها بعنوان "المناطق المحمية: كيف تعمل شبكة القواعد العسكرية الأميركية في أميركا الجنوبية"، تقول الباحثة والصحفية الأرجنتينية تيلما لوزاني إن "الوجود المستمر للقوات المسلحة الأميركية في بيرو بحجة التدريبات المشتركة والزيارات وأشياء أخرى توضح أن الجيش الأميركي رغم أنه قد لا يملك قواعد خاصة به أو حصرية على غرار الموجودة في خليج غوانتانامو، فإنه يعمل داخل القواعد العسكرية في بيرو".

أوكرانيا وبيرو

وترى الكاتبة أن الوضع في بيرو له العديد من القواسم المشتركة مع ما يحدث في أوكرانيا، بدءًا من انقلاب بمساعدة الأوليغارشية وبتشريع من البرلمان، وصولا إلى نشر القواعد العسكرية والمختبرات الطبية والسيطرة الأميركية على الموارد الطبيعية.

ومن المتوقع، وفقا للكاتبة، أن تتبع الولايات المتحدة السياسة ذاتها إذ سيتم إرسال القوات الأميركية النظامية لحماية الممتلكات الأميركية ونفوذها في بيرو.

المصدر : الصحافة الروسية