مأساة اللاجئين على السواحل الإيطالية.. إندبندنت: علينا أن نكون رحماء

Rescuers recover a body at a beach near Cutro, southern Italy, after a migrant boat broke apart in rough seas, Sunday, Feb. 26, 2023. Rescue officials say an undetermined number of migrants have died and dozens have been rescued after their boat broke apart off southern Italy. (AP Photo/Giuseppe Pipita)
منقذون ينتشلون جثث بعض من غرقوا في الحادث الأخير قبالة السواحل الإيطالية (أسوشيتد برس)

وصفت افتتاحية "الإندبندنت" (The Independent) اليوم الثلاثاء أحداث المأساة التي وقعت قبالة سواحل إيطاليا والتي أودت بحياة 62 لاجئا بينهم طفل رضيع، بأنها تذكير مؤلم ويكسر القلب بأن الدول الأوروبية بما فيها بريطانيا، مع بعض الاستثناءات البارزة، أخفقت في مواجهة حجم تدفق الباحثين عن الأمان.

وحتى بعد أن وقع عدد من هذه الحوادث التي تسببت في فقدان العديد من الأرواح، يبدو أن هناك القليل من الإرادة من جانب الحكومات للوفاء بالتزاماتها الأخلاقية والقانونية بتقديم اللجوء حيثما كان ذلك مبررا، بموجب الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

والأسوأ من ذلك، تقول إندبندنت، هو أن بعض الحكومات، بما في ذلك الحكومة البريطانية، تسعى بهمة للتخلي عن واجبات الرعاية هذه أو التهرب منها للمعدمين واليائسين، وبدلا من ذلك تشيطن هؤلاء الأشخاص باستخدام عبارات مثل "الغزو" و "المهاجرون غير الشرعيين".

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه اللغة الخاطئة والعنيفة، التي تتكرر كثيرا، تتبناها فورا الجماعات اليمينية المتطرفة التي شنت حملة كراهية ضد اللاجئين المقيمين في الفنادق في جميع أنحاء البلاد. ونبهت إلى أنه لا يوجد في القانون شيء اسمه "مهاجر غير شرعي"، لأن هناك حقا إنسانيا عالميا لأي شخص في طلب اللجوء وما ينبغي أن يكون عليه وضع اللاجئ في دولة موقعة على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

وحتى إذا رفضت طلباتهم، فإن هؤلاء اللاجئين ما زالوا أشخاصا يستحقون ما هو أفضل من وصفهم بعبارات غير إنسانية مثل "غير شرعيين". وإذا كانوا في الأساس مهاجرين لأسباب اقتصادية، فيجب القول إن عملهم مطلوب بشدة.

وكما هو الحال مع حالات الغرق في البحر المتوسط، التي أعقبت سلسلة من الاستجابات السيئة من جانب السلطات الإيطالية لطلبات المساعدة، يبدو أن الموقف البيروقراطي يهدف دائما إلى تحقيق الحد الأدنى المطلوب، بدلا من معاملة المحتاجين كما نحب أن نُعامل.

وختمت الصحيفة بأن مثال الرحمة الذي أظهرته المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل تجاه مليون سوري تم تجاهله، مما ينذر بمزيد من الأحداث المأساوية في هذا الصدد.

المصدر : إندبندنت