واشنطن تؤكد مرارا تمسكها به.. هل أنقذت جولة بلينكن إلى المنطقة خيار حل الدولتين؟

بلينكن و نتنياهو
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (يسار) أكد -في ختام زيارته لفلسطين وإسرائيل- أن واشنطن ملتزمة بتطبيق حل الدولتين على المدى البعيد

أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سام ويربرغ أن إدارة الرئيس جو بايدن تريد أن تلعب دور "الوسيط الإيجابي" في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن تعمل على تهيئة الظروف المناسبة لعودة المفاوضات بين الطرفين.

وتعليقا على مدى نجاح الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، قال ويربرغ -في حديثه لحلقة (2023/2/2) من برنامج "من واشنطن"- إن النجاح يكون عند رؤية الفلسطينيين والإسرائيليين يعيشون جنبا إلى جنب في أمن واستقرار، مؤكدا أن بلينكن عقد لقاءات رسمية مع القادة في رام الله وتل أبيب، وأيضا لقاءات ونقاشات مهمة مع منظمات المجتمع المدني من الطرفين، لإيمانها بضرورة تشجيع التواصل بين الشعبين، على حد قوله.

وأضاف أن واشنطن تعارض أي إجراءات أحادية الجانب قد تعوق خيار حل الدولتين، ولم تغير موقفها بشأن توصيف الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، إذ لا تزال تعتبر هذه المناطق أراضي محتلة من قبل إسرائيل، ولكنها في الوقت نفسه ستتعامل مع الحكومة الإسرائيلية -بقيادة نتنياهو- بناء على سياساتها.

كما أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية أن بلاده ترحب وتشجع على تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، مؤكدا أن لا تعليق لدى واشنطن حتى الآن على الأخبار الواردة بشأن إجراءات جارية للتطبيع بين الخرطوم وتل أبيب. واعتبر أيضا أن التطبيع بين العرب وإسرائيل ليس بديلا عن الحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

من جهته، قال مجلس السيادة الانتقالي بالسودان إن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان التقى اليوم الخميس في مكتبه بالعاصمة الخرطوم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والوفد المرافق له.

ورقة أميركية للضغط على إسرائيل

أما ستيف سايمون، وهو مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي سابقا، فاستبعد إمكانية التوصل إلى حل الدولتين على الأقل خلال فترة حياته هو، مشيرا إلى أن إدارة بايدن مع ذلك تملك أدوات الضغط على إسرائيل في هذه المسألة، فلديها ورقة مهمة تتمثل في أن الطرفين متفقان أكثر من السابق حول موضوع إيران، ويمكن لواشنطن أن تطلب من تل أبيب عدم تعكير الأجواء وخلط الأمور من خلال التصعيد على الجبهة الفلسطينية، لأن ذلك سيصعّب التعاون بينهما.

ومن وجهة نظر أندرو باراسيليتي، وهو رئيس موقع "مونيتور" وعالم سياسي مشارك في مؤسسة راند، فإن إدارة بايدن تتمسك بخيار حل الدولتين، ولا تريد توسيع المستوطنات الإسرائيلية أو أي عمل يقوّض هذا الخيار، لكن المشكلة تكمن في الحكومة الإسرائيلية التي تضم في صفوفها عناصر يمينية.

وفي الجهة المقابلة، انتقد الكاتب الصحفي سعيد عريقات -في حديثه لبرنامج "من واشنطن"- موقف الولايات المتحدة الأميركية من القضية الفلسطينية، واعتبر أنها "مخادعة" في موقفها بشأن حل الدولتين، وأنه لا أفق لهذا الخيار، مؤكدا أن إدارة بايدن لم تتخذ مثلا أي خطوة لوقف الاستيطان الإسرائيلي، وأنها تتخذ من إيران "فزاعة " لتهميش القضية الفلسطينية.

وكان وزير الخارجية الأميركي بلينكن أكد -في ختام زيارته لفلسطين وإسرائيل- أن الولايات المتحدة ملتزمة بتطبيق حل الدولتين على المدى البعيد.

المصدر : الجزيرة