لاجئون يضطرون للعودة من تركيا إلى شمالي سوريا.. هذه أسبابهم

تجمع اللاجئين الذين يواصلون الدخول نحو سوريا عبر معبر باب الهوى - الجزيرة نت
عشرات اللاجئين في معبر باب الهوى ينتظرون المرور إلى الشمال السوري (الجزيرة)

غازي عنتاب- يتحضّر عدنان (لاجئ سوري- 34 عاما) مع عائلته لمغادرة مدينة غازي عنتاب التركية والمضي نحو معبر جرابلس بعد الإعلان عن فتح المعبر أمام السوريين المقيمين في الولايات التركية المتضررة من الزلزال.

يريد عدنان قضاء بضعة أشهر بجانب أهله في ريف مدينة منبج شرقي حلب بعد الرعب الذي عايشه مع عائلته إثر الزلزال الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري، في 6 فبراير/شباط الجاري.

ويفتح معبر جرابلس الحدودي بين تركيا وسوريا أبوابه أمام اللاجئين على غرار المعابر الحدودية الأخرى التي أتاحت للسوريين العبور إلى سوريا عن طريقها مثل معابر باب الهوى وباب السلامة وتل أبيض.

ويمكن للاجئين ممن يحملون وثائق "الحماية المؤقتة" إضافة للسوريين من حاملي "الإقامة السياحية" وأصحاب الجنسيات المزدوجة (السورية- التركية) العبور عن طريق أحد المعابر المتاحة إلى سوريا.

وتجاوزت أعداد اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا حاجز الـ10 آلاف مع مرور اليوم الخامس على افتتاح بعض المعابر مثل باب الهوى وباب السلامة.

حافلات معبر باب الهوى تقل اللاجئين الواصلين للمعبر نحو الجانب السوري - الجزيرة نت
حافلات معبر باب الهوى تقل اللاجئين نحو الجانب السوري (الجزيرة)

لا خيار آخر

مع تواتر الهزّات الارتدادية وفي ظل تخوّف سكان الولايات المتضررة من حصول زلازل أخرى في الجنوب التركي، اختار بعضهم السكن مؤقتا في ولايات تقع خارج نطاق المنطقة المتضررة من الزلزال الأخير، بينما هناك الآلاف من اللاجئين السوريين ممن لم تكن أمامهم خيارات كثيرة فقرروا العودة إلى سوريا في هذه الفترة.

بين أولئك الذين عادوا إلى الشمال السوري، ياسر الخلف (لاجئ سوري- 27 عاما) حيث يقول للجزيرة نت: إنها "فرصة من أجل لقاء أهله وأقربائه، كما أنها سبيل لقضاء بعض الوقت بعد الزلزال الذي شعروا به جنوبي تركيا".

ويضيف أنه "بعد الزلزال، انتقل مع عائلته لمركز تجمع آمن في جامعة غازي عنتاب، لكن ورغم توافر كافة المرافق.. فإن الخوف لا يزال يعتريهم بسبب الهزّات الارتدادية التي شعروا بها خلال فترة مكوثهم في التجمع".

ويبدو أن خيار العودة كان الوحيد أمام آلاف اللاجئين السوريين، حيث شهدت المعابر الحدودية بين الجانبين التركي والسوري ازدحاما ملحوظا خلال الأيام القليلة الماضية.

جموع لسوريين ينتظرون ذويهم القادمين من تركيا على الجانب السوري من معبر باب الهوى - الجزيرة نت
سوريون ينتظرون ذويهم القادمين من تركيا على الجانب السوري من معبر باب الهوى (الجزيرة)

لقاء بعد 5 سنوات

يمثّل السماح للاجئين السوريين بالعبور إلى سوريا لقضاء بضعة أشهر ثم العودة إلى تركيا بمثابة المتنفس لهم، خصوصا لأولئك الذين لم يلتقوا ذويهم منذ سنوات.

فهد الموسى (لاجئ سوري- 30 عاما) يقيم في إسطنبول، وينظر إلى هذه الإجازة بمثابة الفرصة التي لن تتكرر من أجل المضي نحو سوريا ولقاء أهله، يقول للجزيرة نت: "حزمت أمتعتي وسأمضي خلال الأسبوع المقبل إلى معبر جرابلس للدخول إلى سوريا".

يتابع الشاب، "بأنه لم يلتق بأهله منذ 5 سنوات بسبب عدم قدرته على حجز موعد خلال السنتين الماضيتين، حيث يجدها فرصة لن تعوّض".

وحسب حديثه، فقد كان يتابع خلال الأيام الماضية عن كثب قرارات المعابر الحدودية على المواقع الرسمية الخاصة بها حتى تم افتتاح معظم المعابر أمام اللاجئين السوريين.

معبر باب الهوى المصدر: الجزيرة نت
معبر باب الهوى أحد المعابر الرئيسية بين تركيا والشمال السوري (الجزيرة)

اختلاف في قرارات

مع افتتاح معابر باب الهوى وباب السلامة وجرابلس وتل أبيض كان هناك اختلاف في قرارات هذه المعابر مع ما أعلنت عنه اللجنة السورية التركية المشتركة.

وكانت اللجنة قد أعلنت أن الإجازة الاستثنائية مخصّصة لسكان المناطق التركية التي أصابها الزلزال، بينما كان توضيح معبر جرابلس أن الإجازة تشمل سكان جميع الولايات التركية من اللاجئين السوريين.

وللوقوف على ذلك، قالت مديرة الاتصال في اللجنة السورية التركية المشتركة، إيناس النجار للجزيرة نت: إن "الأشخاص الذين سيسافرون إلى سوريا من جميع الولايات، عليهم التوجّه حصرا لمعبر جرابلس، بينما باقي المعابر فإن الإجازة تنحصر لسكان الولايات المنكوبة إثر الزلزال".

وتضيف إيناس أن "مَن سيذهب إلى سوريا عن طريق المعابر الأخرى عدا جرابلس، ستكون عودة طوعية" أي لن يتمكن من العودة إلى تركيا لاحقا.

وكان مراسل الجزيرة نت في جنوبي تركيا، قد رصد مئات الاستفسارات من اللاجئين السوريين المهتمين بالعودة إلى سوريا خلال هذه الفترة في ظل اختلاف قرارات المعابر السورية حول تفاصيل (الإجازة الاستثنائية).

تفاصيل القرارات

وكان معبر جرابلس قد أعلن أن مدة الإجازة الاستثنائية (أقلّها شهر وأقصاها 6 أشهر) بينما سيكون المعبر مفتوحا في جميع الأيام بما في ذلك السبت والأحد.

في المقابل، حصرت إدارة معبر باب الهوى الدخول إلى سوريا في سياق الإجازة الاستثنائية للسوريين الذين كانوا يقطنون في الولايات المنكوبة وهي (هاتاي – كهرمان مرعش – ديار بكر – غازي عنتاب – كيليس – أديمان – شانلي أورفا – عثمانية – ملاطيا – أضنة)، بينما مدة الإجازة (أقلّها 3 أشهر وأقصاها 6 أشهر).

أما إدارة معبر باب السلامة، فإنها أعلنت عن أولوية الدخول للسوريين من سكّان الولايات المنكوبة جراء الزلزال، على أن تكون مدة الإجازة (أقلّها شهر وأقصاها 6 أشهر).

وفيما يخص معبر الراعي الحدودي، فقد نفت إدارة المعبر الشائعات التي أثيرت حول افتتاحه لعبور السوريين الموجودين في تركيا إلى سوريا.

وبالنسبة إلى معبر تل أبيض الحدودي، فقد حصر الدخول إلى سوريا بسكان الولايات المتضررة من الزلزال، بينما حدد مدة الإجازة الاستثنائية (أقلّها 3 أشهر وأقصاها 6 أشهر).

وحصرت المعابر الحدودية العودة المؤقتة للاجئين السوريين إلى سوريا بالمضي مباشرة نحو المعبر، باستثناء معبر باب السلامة الذي خصص رابطا لحجز موعد قبيل المضي نحو البوابة الحدودية للدخول إلى سوريا.

المصدر : الجزيرة