تايمز: في اتفاق السلام بأيرلندا الشمالية ما يُستفاد منه للسلام بغزة

FILE - From right, British Prime Minister Tony Blair, U.S. Sen. George Mitchell, and Irish Prime Minister Bertie Ahern, pose together after they signed the Good Friday Agreement for peace in Northern Ireland, on April 10, 1998. It has been 25 years since the striking of the Good Friday Agreement, the landmark peace accord that ended three decades of violence in Northern Ireland, a period known as “the Troubles.” (AP Photo, File)
(من اليمين) رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير والسيناتور الأميركي جورج ميتشل ورئيس الوزراء الأيرلندي الأسبق بيرتي أهيرن بعد توقيعهم اتفاقية الجمعة العظيمة للسلام في أيرلندا الشمالية في العاشر من أبريل/نيسان 1998 (أسوشيتد برس)

يقول الكاتبان الأيرلنديان فيرغال شاركي (موسيقي وناشط بيئي) واللورد ألف دوبس (سياسي عمالي) إنه مع انعدام التشابه تقريبا بين الصراع الماضي في أيرلندا الشمالية والصراع المحتدم اليوم في إسرائيل وقطاع غزة، فإن هناك ما يمكن أن يُستفاد منه من تجربة السلام في أيرلندا الشمالية للوصول إلى سلام في إسرائيل وفلسطين.

واستهل شاركي ودوبس -مقالا اشتركا فيه بصحيفة تايمز البريطانية- بالقول إن هذا العام يصادف الذكرى السنوية الـ25 لاتفاق الجمعة العظيمة، الذي بدأ عملية سلام أنهت ما كان يعد صراعا مستعصيا وغير قابل للحل دام عقودا.

التحدث للأعداء يحتاج للصبر

وأوضحا أن الصراعات تنتهي بالحديث، وأن التفاوض، بما في ذلك مع أولئك الذين يمكن اعتبارهم "متطرفين" أو "إرهابيين" على كلا الجانبين، أمر ضروري، وكلما بدأ الحديث أسرع، بدأت عملية السلام أسرع، وأن التحدث إلى الأعداء يحتاج إلى الصبر، والاستعداد لتجاوز اللوم والشعور بالذنب، والأهم من كل ذلك هو توفر القيادة.

وقالا إنه في حالة أيرلندا الشمالية، كانت المفاوضات موجهة بخبرة من قبل السيناتور الأميركي جورج ميتشل، الذي كان يحظى باحترام كبير ومقبول بوصفه مستقلا، وقادها سياسيون جادون وملتزمون بحسن نية، وتم دعم العملية من قبل جميع الأطراف: المملكة المتحدة وأيرلندا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وسيط مستقل يحظى باحترام جميع الأطراف

وأكدا أن الصراع بين إسرائيل وغزة يحتاج إلى جورج ميتشل الخاص به وإلى تأييد وقيادة السلطة الفلسطينية وإسرائيل وجيرانها العرب، وربما يكون لجامعة الدول العربية والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة دور تلعبه، في حالة طلب دعمها أيضا.

واستمرا يوضحان أن المفاوضات لا تسير للأمام تحت وطأة الشروط المسبقة، وأن هناك مؤشرات واضحة في الصراع الحالي: إطلاق سراح الرهائن، والوصول الكامل إلى المساعدات الإنسانية، ووقف العنف، كما ستكون هناك حاجة إلى جهود إعادة إعمار ضخمة في غزة ستوفر فرصا للمنظمات التي تمثل الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء للعمل معا وبناء الثقة، وأشارا إلى أنهما رأيا ذلك العمل في أيرلندا الشمالية.

إبقاء الأعين ثابتة على الهدف المنشود

وأكدا أنه لا يوجد شيء سهل مما ذكراه، ولا يوجد ما يحدث بسرعة، لكن تم التوصل للهدف المنشود في أيرلندا الشمالية عن طريق إبقاء الأعين ثابتة على الهدف الذي يتطلع إليه الجميع، وهو السلام.

وقالا إن الهدف في فلسطين وإسرائيل هو السلام والأمن في إسرائيل، والدولة المستقلة للفلسطينيين التي توفر لهم الأمن واحترام الذات والازدهار، والمزيد من الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط الأوسع. ولا ينبغي لأي شيء أن يصرف انتباه المجتمع الدولي عن محاولة الوصول للسلام، مهما بدا ذلك مستحيلا، "يجب أن يبدأ الحديث الآن".

المصدر : تايمز