طوفان الأقصى في أميركا اللاتينية.. تضامن واسع وتنديد بالعدوان الإسرائيلي

3- مظاهرة ساوباولو - بواسطة لوكاس مارتينز
مظاهرات حاشدة في ساو باولو تضامنا مع غزة وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي (تصوير: لوكاس مارتينز)

ساو باولو- تتوالى مواقف الدول اللاتينية الداعمة والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني وحقه بالدفاع المشروع عن نفسه بعد عملية "طوفان الأقصى" وما تلاها من هجوم إسرائيلي استهدف أهالي قطاع غزة.

فقد أصدرت حكومات كوبا وفنزويلا وكولومبيا ونيكاراغوا وبيليز بيانات تضامنية رسمية مع الشعب الفلسطيني عبرت فيها عن تفهمها الأسباب التي دفعت الشعب الفلسطيني لانتهاج المقاومة من أجل تحرير نفسه وأرضه.

بدورها، أصدرت وزارة الخارجية البوليفية بيانا غامضا عبرت فيه عن "قلقها العميق إزاء أحداث العنف التي وقعت في قطاع غزة بين إسرائيل وفلسطين"، وهو ما دفع الرئيس السابق إيفو موراليس لاستنكار البيان في صفحته على منصة "إكس".

وعلى المستوى الشعبي وبمبادرات من شخصيات ومنظمات انطلقت بعض المظاهرات والوقفات التضامنية في بعض المدن الكبرى في أميركا اللاتينية -كما هو الحال في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس والعاصمة الكولومبية بوغوتا والعاصمة البرازيلية برازيليا، بالإضافة إلى مدينتي ريودي جانيرو وساو باولو- عبر فيها المتظاهرون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

3- بوغوتا، أمام سفارة فلسطين. الصورة بواسطة ماريا هوتون
مظاهرات أمام سفارة فلسطين في بوغوتا (تصوير: ماريا هوتون)

استعادة الأرض

وفي حديث للجزيرة نت، تقول الناشطة اليسارية الكولومبية ماريا هوتون -التي شاركت في الوقفات أمام سفارة السلطة الفلسطينية في بوغوتا للتضامن وأمام سفارة إسرائيل للاحتجاج- إن المتظاهرين يدعمون مقاومة الشعب الفلسطيني ضد حرب إسرائيل "الصهيونية" وهجومها الحالي على قطاع غزة، حسب وصفها.

وتضيف هوتون أن "العنف الصهيوني" -الذي يمارس منذ عقود ضد الشعب الفلسطيني- هو المسؤول عن تصاعد العنف، معتبرة أن الشعب الفلسطيني هو المالك الشرعي لجميع الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

وتشدد هوتون على أن المتظاهرين يؤيدون إصرار الفلسطينيين على استعادة أراضيهم ومقاومة سياسة الفصل العنصري والإبادة الجماعية ضدهم، موضحة أن مشاركتها في فعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني أمام السفارتين الفلسطينية والإسرائيلية هي من أجل المطالبة بالوقف الفوري للعدوان، وكذلك المطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية بين الحكومة الكولومبية وإسرائيل وإلغاء اتفاقيات التجارة الحرة معها.

1- مظاهرة ساوباولو - بواسطة لوكاس مارتينز
مظاهرة في ساو باولو تندد بالعدوان على غزة وتدين العنف الإسرائيلي (تصوير: لوكاس مارتينز)

الحرية لفلسطين

ومن العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، يقول الكاتب والناشط اليساري الأرجنتيني أليهاندرو إيتوربي إنه وبعض الناشطين بذلوا جهدهم لحشد المتظاهرين وسط العاصمة للاحتجاج أمام السفارة الإسرائيلية.

ودعت اللجنة الأرجنتينية للتضامن مع الشعب الفلسطيني إلى هذا التحرك تضامنا مع الشعب الفلسطيني ورفض التفجيرات والهجوم ضد قطاع غزة، وقد شاركت في هذا التحرك أبرز المنظمات اليسارية، بالإضافة إلى اتحاد الكيانات والمنظمات الأرجنتينية الفلسطينية في البلاد.

وفي حديث للجزيرة نت قال رئيس اتحاد النقابات الشعبية البرازيلية لويز كارلوس براتس مانشا إن الحركة العمالية العالمية برمتها يجب أن تقف ضد الهجمات الوحشية التي يشنها الكيان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العُزّل وغزة.

وأضاف أن المظاهرات التي بدأت بالفعل في أنحاء مختلفة من العالم -بما في ذلك الولايات المتحدة والبرازيل، والتي شارك فيها الاتحاد بفخر واعتزاز- هي الطريق الذي يجب اتباعه، مطالبا الحكومة البرازيلية بإرسال المساعدات اللازمة للمقاومة الفلسطينية فورا.

ودعا راتس مانشا النقابات العمالية والمنظمات الشعبية والمنظمات الديمقراطية للانضمام إلى الفعاليات والمظاهرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني في كافة أنحاء العالم، مؤكدا "سنبقى صامدين إلى جانب إخواننا، فلسطين حرة من البحر إلى النهر".

وفي تصريح خاص للجزيرة نت قال رئيس حزب العمال الاشتراكي الموحد في البرازيل زي ماريا إن الحق في الدفاع عن النفس هو حق شرعي للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن أراضي الشعب الفلسطيني تخضع للاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 70 عاما، ومنذ ذلك الحين تم طرد ملايين الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم، وقتل مئات الآلاف بسبب المجازر المتعاقبة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، بمن في ذلك آلاف الأطفال الأبرياء والعزّل.

5- مظاهرة ساوباولو - بواسطة لوكاس مارتينز
ناشطون بمظاهرة ساو باولو يؤكدون على حرية فلسطين (تصوير: لوكاس مارتينز)

وقال زي ماريا "أنا اشتراكي، لا أتفق مع حركة حماس ولا أدعمها سياسيا، لكن هذه الحملة التي تحاول تحويل حق الفلسطينيين المشروع في استخدام الوسائل المتاحة لهم للقتال من أجل أراضيهم وتحرير أنفسهم من السجن الحقيقي المفتوح الذي يُحتجز فيه شعب بأكمله إلى "إرهاب" هي في الواقع حملة تافهة ومقززة إلى حد فظيع، إنهم يحاولون التغطية على الفظائع التي ترتكبها إسرائيل ضد الإنسانية، الحرية لفلسطين من البحر إلى النهر".

الأمر ذاته تؤكده المرشحة لانتخابات الرئاسة البرازيلية السابقة اليسارية فيرا لوسيا التي تقول إنها "تدعم دون قيود نضال الشعب الفلسطيني ضد دولة إسرائيل العنصرية والمستعمرة المتحالفة مع الإمبريالية الأميركية والأوروبية بشكل رئيسي"، حسب تعبيرها.

واعتبرت لوسيا أن معظم الحكومات -بما في ذلك حكومة لولا دا سيلفا- تصنف الفلسطينيين إرهابيين وتقلب الأدوار من خلال وضع إسرائيل في موقع الدفاع عن النفس، وكأنها تريد أن تقول للعالم إن ما هو موجود هو صراع بين إسرائيل وحركة حماس.

وأكدت أن المعركة غير متكافئة، لأنها حرب دولة ضد حركة مقاومة.

المصدر : الجزيرة