7 نقاط تحدث عنها وزير الخارجية الروسي مع الأفارقة.. تعرّف عليها

قال وزير الخارجية الروسي للسفراء الأفارقة إن قرارات قمة الناتو الأخيرة في مدريد توضح -بما لا يدع مجالا للشك- أن القطب الغربي يريد صناعة الأعداء، ووفق ترتيبه فإن روسيا هي العدو الأول، وستأتي الصين في المرتبة الثانية.

صور ندوة سياسية عقدها وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" داخل السفارة الروسية بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا
ندوة سياسية عقدها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف داخل السفارة الروسية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا (الجزيرة)

أديس أبابا- في بهو كبير داخل السفارة الروسية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تجمّع نحو 50 سفيرا أفريقيا ممن يمثلون بلادهم لدى الاتحاد الأفريقي، لحضور ندوة سياسية عقدها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والذي وصل إثيوبيا أول أمس الأربعاء، مختتما جولة أفريقية هي الأولى له منذ حرب أوكرانيا، وشملت مصر والكونغو وأوغندا.

وتناول الوزير الروسي 7 قضايا أساسية خلال جولته الأفريقية، حاول من خلالها تبرير حرب بلاده المستمرة على أوكرانيا، والتحذير من أزمة الطاقة في أوروبا، مشددا على أن الغرب هو من يتحمل المسؤولية عنها، وعن تراجع الدولار وأزمة الغذاء في العالم.

صور ندوة سياسية عقدها وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" داخل السفارة الروسية بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا
هاجم لافروف ما وصفه بالقطب الغربي وخضوعه للولايات المتحدة الأميركية (الجزيرة)

هجوم على القطب الغربي

وقد بدأ الوزير الروسي حديثه عما سماه "القطب الغربي" الذي وصفه بالخاضع للولايات المتحدة الأميركية، والذي بات له الحق في أن يقرر متى وكيف تروّج لمصالحه، من دون اتباع القانون الدولي وبلا أي احترام للمساواة في السيادة بين الدول، وفق تعبير لافروف.

وأشار لافروف إلى أن واشنطن عندما شعرت بتهديد مصالحها على بعد 10 آلاف كيلومتر، سواء في العراق أو ليبيا أو غيرها، شرعت بدون أيّ تردد وأحيانا بذرائع كاذبة -وفق وصف الوزير- في عمليات عسكرية تسببت في تدمير المدن وقتل مئات الآلاف من المدنيين، و"لم يُثِر المجتمع المتحضر أي ضجة كبيرة حول هذا الوضع".

حرب روسيا على أوكرانيا

وقال لافروف إن الأزمة بين بلاده وأوكرانيا ليست وليدة اللحظة، بل تمتد لـ 10 سنوات عندما شرعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون في ممارسات سياسة غير مقبولة في أوكرانيا، عبر ضخ الأسلحة الحديثة، والتخطيط لبناء قواعد عسكرية، فضلا عن التدريبات العسكرية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) على الأراضي الأوكرانية، و"بأبعاد معادية لروسيا بشكل واضح".

وقال الوزير الروسي إن بلاده طرقت منذ عام 2013 أبواب الغرب مرارا لتنبيههم بأن ما يقومون به يُعد خطا أحمر وتهديدا لروسيا، لكنهم أهملوا هذه التنبيهات. وشدد على أن "أي دولة تحترم نفسها، لها الحق في أن تحدد بنفسها ما هو الجيد لأمنها"، لكنه أضاف أن "أعضاء الناتو بقيادة الولايات المتحدة هم من أجبرونا على اتخاذ هذه الخطوة (الحرب على أوكرانيا)".

صور ندوة سياسية عقدها وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" داخل السفارة الروسية بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا
حضر ندوة لافروف داخل السفارة الروسية في إثيوبيا عشرات السفراء الأفارقة (الجزيرة)

أزمة الغذاء العالمية

ونفى وزير الخارجية الروسي أن تكون أزمة الغذاء العالمية ناجمة عن الحرب الروسية على أوكرانيا، مبينا أن السبب يعود للعقوبات الغربية التي أعاقت توفر الغذاء في الأسواق، والتي حظرت دخول السفن الروسية والأجنبية إلى موانئ البحر المتوسط​.

وبشأن اتفاق إسطنبول لنقل الحبوب من أوكرانيا، أوضح لافروف أن الاتفاق كان من الممكن إبرامه منذ زمن بعيد، "لولا العناد الغربي والإصرار بأنهم على حق وبأن الآخرين هم المخطئون"، معبرا عن أمله في نجاح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالضغط على الدول الغربية لرفع القيود والعقوبات.

أوروبا تخنق نفسها

وقال الوزير الروسي إن أوروبا وضعت العقبات بشكل منهجي خلال السنوات العشر الماضية أمام مشاريع الطاقة الروسية (نورد ستريم 1 و2)، وحرمت نفسها من استيراد الغاز الطبيعي الروسي الرخيص، للحصول على الغاز المُسال الأغلى بكثير من الولايات المتحدة.

وأضاف أن الأوروبيين يسارعون الآن إلى البحث عن المصادر البديلة بعدما خنقوا أنفسهم بأيديهم عبر تعطيلهم مشاريع الأنابيب الروسية، مبينا أن الحال يسري أيضا على الأسلحة، إذ تصرّ الولايات المتحدة على أن ترسل أوروبا كل أسلحتها إلى أوكرانيا، وتدفع هذه الدول لاستيراد الأسلحة الأميركية.

الدولار بلا مستقبل

وحذّر لافروف في ندوته الأفارقة من الاعتماد على الدولار كأداة لدعم الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن الكثير من الدول باتت تتحول إلى الآليات البديلة كالمقايضة والمقاصة، أو التحول لاستخدام العملات الوطنية، كاشفا أن المسؤولين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بدؤوا بجدية في الإجراءات القانونية لتجميد الاحتياطيات النقدية الروسية، وأنهم لن يترددوا في فعل الشيء نفسه مع أي بلد آخر. وبالتالي "لا يمكن الوثوق بالدولار، وعلى الدول مراجعة علاقاتها الاقتصادية مع شركائها، لأن هذا السلوك المتقلب يمكن أن يستهدف أي دولة أخرى مستقبلا" على حد قول لافروف.

صور ندوة سياسية عقدها وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" داخل السفارة الروسية بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا
أشاد لافروف بعدم انضمام الدول الأفريقية للعقوبات المفروضة على روسيا (الجزيرة)

الصين الهدف التالي

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الروسية إن قرارات قمة الناتو الأخيرة في مدريد توضح بما لا يدع مجالا للشك بأن القطب الغربي يريد صناعة الأعداء، ووفق ترتيبه فإن روسيا هي العدو الأول، وستأتي الصين في المرتبة الثانية على حد قول الوزير، والذي أضاف أن ذنب الصين بأنها تفوقت اقتصاديا وهزمت الغرب على أرضه وبالقواعد التي وضعها.

وشدد لافروف على أن الغرب أنشأ نظاما قائما على مبادئ وأسس، لكنه تجاهل الالتزام به عندما أراد معاقبة روسيا. وأضاف "الغرب لا يريد للعالم أن يُدار بموجب القانون الدولي، بل بالقواعد التي تختلف من حالة إلى أخرى، لكن مبدأها الأوحد يتمثل في التزام الطاعة وإلا فسيكون العقاب جاهزا".

حوار مع القطب الغربي

ورأى لافروف أن عدم انضمام الدول الأفريقية للعقوبات الأميركية والأوروبية "غير القانونية" المفروضة على موسكو دليل على حرص الأفارقة على الاستقلالية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة، مشددا على وجوب إجراء حوار واسع مع القطب الغربي حول الكيفية التي يجب أن يعيشوا بها مع الدول الأخرى في المستقبل، وعلى أن هذا الحوار لا يمكن إجراؤه إلا على أساس المساواة الكاملة واحترام المصالح المشروعة لدول العالم كافة.

المصدر : الجزيرة